تتقدم المملكة في رحلتها الرقمية الطموحة بخطى ثابتة وأسس قوية، لتكون مركزًا رقمياً رائداً وفق أفضل المعايير العالمية، تحقيقا لمستهدفات رؤية 2030″، في استثمار الابتكارات واستخدام التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي، وتطوير التشريعات المنظمة ، وتطبيق التجارب الملهمة في التحول الحكومي الرقمي ، وتعزيز موقعها في التنافسية العالمية. حول ذلك يقول خبير الاتصالات علي موسي هشلول: في مسيرة الخير والازدهار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، حفظه الله ، ومنذ تولي سمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد ، تشهد المملكة إنجازات كبرى وغير مسبوقة في الإنجازات، حيث رسم سموه خارطة الطريق للمستقبل من خلال رؤية 2030 طموحة الأهداف، وركائز قوية تصنع لنا مستقبلاً مشرقاً مضيئاً في مختلف المجالات ، فولي العهد احتل قلوب المواطنين الذين يبادلونه الحب، لتواضعه وحكمته وبعد نظره، وها هي رؤيته وخطواته التطويرية تضع بصمات قوية للتقدم الذي نعيشه في حاضرنا وتوفير أسباب الحياة الكريمة ولأجل مستقبل أجيالنا. رقمنة تسابق العصر من إنجازات التطور أن المملكة برؤيتها الاستراتيجية الطموحة استشرفت منذ وقت مبكر تحديات العصر الرقمي ومتطلباته، فكانت النهضة السعودية في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات مواكبة للتطور ببنية أساسية قوية ومتقدمة على الصعيد التقني والأمن السيبراني. هنا يؤكد خبير الاتصالات علي موسي، أن الجاهزية التامة ساهمت في تجاوز المملكة لتحديات أزمة الجائحة التي فاجأت العالم، حيث كان التحول الالكتروني في المجتمع السعودي ومختلف القطاعات الخدمية سريعا خاصة المعاملات الخدمية الحكومية والتعليم، وحركة الأسواق والخدمات المصرفية الموثوقة، وحافظت الدولة بذلك على سلامة المواطن والمقيم ونفذت برامج السلامة من الجائحة والحمد لله. وعندما نتحدث عن التحول الرقمي، لابد من الإشارة إلى رفع مؤشر المملكة عالميًا كأعلى الدول المتطورة رقميًا، ومن خلال تنمية اقتصادية مستدامة تعتمد على تعزيز قيم ومفاهيم الابتكار والاستثمار في المواهب الشابة. وثمرة لهذه المكتسبات حققت المملكة تنافسية عالمية متقدمة في التحول الرقمي وتطبيق الحكومة الرقمية ، ونموا سريعا في مفهوم المجتمع الرقمي الذي بات على مشارف تطبيقات انترنت الأشياء مع تقنية الجيل الخامس الذي تسجل فيه ريادة مع عدد قلل من الدولة، بما يساهم في تحسين تجربة المواطن والمقيم والسائح والمستثمر في المملكة، وتوليد الوظائف المعرفية، وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين، ومن ثم استقطاب الاستثمارات والشراكات المحلية والعالمية في مجالات التقنية والابتكار ، حيث تغير مفهوم الأمية الأبجدية في هذا العصر إلى مدى استخدام الحاسب الآلي والأجهزة الذكية. ويضيف: في هذا السياق أنجزت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات خلال السنوات الأخيرة شراكات مع العديد من الجهات والقطاعات ذات الصلة، بما يضمن تسريع الابتكار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز الأبحاث التقنية والتعليم الرقمي، ورعاية منظومتي الابتكار وريادة الأعمال الرقميين سعياً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى بناء مجتمع رقمي، وحكومة رقمية، واقتصاد رقمي مزدهر. مؤشرات تنافسية ويتحدث الدكتور سعيد بن طراد الأسمري مدير عام القطاع الجنوبي بهيئة الاتصالات السعودية فيقول: حققت المملكة تقدما كبيراً في مجال التحول الرقمي وتطويع التحديات المستقبلية بشكل فعال في خدمة التنمية وتحقيق ضمانات قوية للأمن السيبراني ضد مخاطر الشبكة العنكبوتية، ولايزال التطور مستمرا. فقبل أيام توقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات اتفاقية مهمة لإنشاء "المركز الوطني لتقنيات شبكات المستقبل" لتمكين تقنيات الجيل الخامس وتطوير تطبيقاتها، وتنمية المواهب الوطنية في هذا المجال، إلى جانب التعاون في الأمن السيبراني للجيل الخامس، وتنمية الثقة الرقمية، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، وتطوير التقنيات الناشئة، وتطوير المدن الذكية، وتطوير القدرات والمهارات الرقمية والابتكار الرقمي. أيضا نمو الاقتصاد الرقمي يمثل حاليًا من 12-15% من الناتج المحلي، وتطمح المملكة إلى وصوله إلى 25% في العام 2025، وفقًا لمركز التحول الرقمي مع توفير ملايين الوظائف. كما احتلت السعودية المركز الأول عالميًا في سرعات الجيل الخامس، والثاني في الأمن السيبراني، والثالث في توظيف التقنيات الحديثة لاحتواء جائحة كورونا، وبالمركز السابع في تمويل التطوير التقني، وال9 في تطبيق وتطوير التقنية وال 10 ضمن مجموعة العشرين في مؤشر القدرات ورأس المال البشري، وكذلك ال10 في متوسط سرعات الإنترنت المتنقل، بينما في عام 2017، كانت خارج قائمة أول 100 دولة في المؤشر الأخير. تمكين المجتمع الرقمي من جهته يقول الاقتصادي سعيد مريع ال عباس: المملكة تعد أول دولة تطلق سياسة للاقتصاد الرقمي، تحقق من خلالها توجهاتها في هذا المجال، وتغطي هذه السياسة مجموعة من المعايير من حرية البيانات والاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي وتمكين المرأة والشباب، وحققت مؤشرات قوية عالميا، حيث كانت الأولى على مستوى دول مجموعة العشرين في التحول الرقمي الصاعد، وفي تقرير "ممارسة الأعمال 2020" الصادر عن البنك الدولي، حققت المملكة المركز الأول عالميًا بين 190 دولة على مؤشر إصلاحات بيئة الأعمال. ويضيف: لم يكن كل ذلك وليد اللحظة، ولكن تبنت المملكة استراتيجيات وطنية للتحول الرقمي وخططًا واعدة وطموحة بالتعاون مع الجهات الحكومية، ويجري حاليًا العمل على الخطة الثالثة منها والتي بدأت من العام 2019 وتستمر إلى 2022، ومن أبرز الخطط الاستراتيجية: الصحة الرقمية، والتعليم الرقمي، والتجارة الرقمية، والمدن الذكية. وتُعد منصة البيانات المفتوحة في المملكة العربية السعودية من المبادرات المهمة، وهي توفر قاعدة بيانات حكومية، وتعمل على وضع استراتيجية عامة لتمكين الشفافية، وتشجيع المشاركة الإلكترونية، وتحفيز الإبداع، وتحتوي المنصة على آلاف البيانات المالية والإحصائية عن مختلف المجالات والأنشطة.