يستعيد فهد منير القثامي محافظ الجموم سابقا الذكريات من اقاصي ذاكرته عن شهر رمضان المبارك بقوله: اعتاد مجتمع مكةالمكرمة أن يستقبل شهر رمضان بكل بهجة وسرور استشعاراً لروحانيات هذا الشهر الفضيل الذي تتجدد إطلالته كل عام بصورة مختلفة عن بقية الأشهر، حيث تجد الحركة في الشوارع وتزيينها باللوحات والزخارف إضافة لمداخل المنازل والحارات التي اعتادت أن تقدم تراثها وعاداتها الرمضانية كالأناشيد والمجسات التي ترحب بدخول الشهر الكريم، لافتا إلى أن ذكريات الشهر الفضيل ستظل عالقة في الذاكرة منها السعيدة ومنها المؤلمة، موضحا أن من عادات أهل مكةالمكرمة في رمضان تعليق المصابيح ذات الإنارة المتنوعة التي تعلن عن دخول شهر رمضان، مع تجهيز بسطات بيع المأكولات الشعبية والحلويات والمشروبات كالسوبيا والشريك والكعك، في الوقت الذي تزدحم فيه الشوارع وتزداد الحركة قبيل أذان المغرب، وأذان العشاء، مع سماع تداخل أصوات المساجد في صلاة التراويح التي تشنف الآذان بسماعها. ويضيف بقوله : كان لرمضان قديما مذاق خاص، إذ يبدأ الجميع في تجهيز الإفطار ، حتى قبل وقت الإفطار بساعة، ومع الأذان تجد كل أفراد العائلة على مائدة الإفطار وحينها يكون للإفطار لذة بعد يوم طويل حافل بالتعب والإرهاق والجوع والعطش ، كما أن للشهر الفضيل طابعا روحانيا مميزا في مكةالمكرمة خاصة لمن جرب الافطار في الحرم المكي الشريف وقضاء سويعات مفعمة بالروحانية والخشوع قبيل الافطار سواء وهو يطوف حول الكعبة المشرفة او يتلو آيات من القران الكريم قبيل الافطار وهو ينظر الى الكعبة المشرفة ويشاهد جموع الطائفين أو الممسكين بستار الكعبة المشرفة وبين المقام والحطيم علاوة أن الأسواق والحارات المكية لها طابعها الجميل خلال ليالي الشهر الكريم فالناس في سهر محولين الليل الى نهار والمحلات مفتوحة والناس يتسوقون والباعة ينادون. أما من الذكريات المؤلمة والمحزنة في هذا الشهر الكريم والتي لا تزال عالقة في الذهن هي فقدي لوالدتي رحمها الله في هذا الشهر المبارك ومما خفف من حزننا ان الله عز وجل اختار لها الوفاة في افضل الشهور في شهر الخير والبركات0 ومع كل رمضان تتجدد لدي هذه الذكريات الحزينة. سفرة رمضان أين اعتدت أن تتناول طعام افطارك في أول يوم من شهر رمضان المبارك؟ اتناول الافطار مع اسرتي الكريمة فليس هناك اجمل واروع من التقى الاسرة على طعام الافطار في جو اسري رائع لا زلت اذكر ذلك اليوم الذي اتممت فيه صيام اليوم كاملا من الفجر حتى المغرب ومقدار فرحتي وفرحة الأهل بذلك العمل وكلمات الدعم والتشجيع التي احاطوني بها حيث كنت انذاك في سن الحادية عشرة من عمري. عبادة وروحانية حدثنا عن الفرق بين رمضان قديما وفي الوقت الحاضر؟ من حيث العبادة والروحانية لم يتغير اي شيء نسال الله القبول والمغفرة. ولكن في الماضي كانت سفرة الافطار متواضعة في محتوياتها ويتجمع حولها جميع افراد الأسرة كبار وصغارا وفيها بركة كبيرة وخير عميم. اما في الوقت الراهن فالسفرة كبيرة وواسعة وعامرة بما لذ وطاب من شتى الماكولات والمشروبات ولكن تجد من يلتف حولها عدداً بسيطا من افراد الاسرة اما بسبب استقلال الابناء والاقارب في مساكنهم الخاصة أو لارتباطهم بأعمالهم الوظيفيه وانشغالهم بأسرهم. اجتماع الأسرة اجتماع الأسرة والتفافهم حول سفرة الافطار في سفرة واحدة في رمضان ما ذا يعني لكم؟ مما يميز شهر رمضان عن غيره من الشهور هو اجتماع العائلة يومياً على مائدتي الإفطار والسحور فلا يتخلف أحد من أفراد العائلة أبداً صغاراً وكباراً، فقبيل الإفطار تنشغل ربة البيت في إعداد وجبة الفطور في المطبخ بنفسها قبل معرفة الناس العاملات المنزليات ويكون حولها الأبناء الصغار الذين يتابعون بشوق ما يتم إعداده من طبخات لذيذة من اللقيمات والسمبوسة وأنواع الحلى والعصيرات والشوربة ويحصل الأطفال على نصيب منها قبل وضعها على المائدة، كما تستعين الأم بالصغار ممن لم يصوموا لمعرفة طعم الملح في الطعام حيث يقومون بتذوقه وإبداء رأيهم فيه، أما الكبار فيلزمون المسجد بعد صلاة العصر لقراءة القرآن الكريم أو الذهاب لمزاولة أعمالهم الاعتيادية أو الذهاب إلى السوق للتبضع أو الحديث مع رواده . روحانية كبيرة هل سبق لك وان صمت خارج المملكة وما الفرق احرص أن يأتي شهر رمضان المبارك وانا داخل المملكة لعلمي ان الصيام خارجها يفقدني الا احساس بروحانية هذا الشهر الكريم ولا سيما في مكه اامكرمة حيث المسجد الحرام واداء صلاة التراويح والتهجد فيه أو في مساجد مكهالمكرمة لان لذلك روحانية كبيرة لا تقدر بثمن0 كما ان التركيبة السكانية التي تتميز بها المملكة بصفة عامة فريدة من نوعها تشعرك بوجود رمضان فقبيل المغرب تشاهد موائد الا فطار سواء في الحرمين وساحا تهما أو في الجوامع والمساجد والمخيمات والطرقات وفي كل مكان ممتدة والصائمون حولها منتظرين بشوق وفرحة لحظة الافطار فالمجتمع السعودي كما تعرف مجتمع مترابط ومتماسك وعلى فطرته. تلاوة القرآن حدثنا عن برنامجك اليومي الذي اعتدت عليه خلال هذا الشهر الكريم؟ يبدأ باداء صلاة الفجر جماعة في المسجد المجاور لمنزلي أو اذا وجدت متسعا من الوقت الذهاب للمسجد الحرام ثم العودة لأخذ قسط من النوم وما تبقى مقسم بين تلاوة القرآن الكريم والزيارات الاجتماعيه ليلا بين الاهل والا اصدقاء وزملاء العمل وممارسة الرياضة وبعض الا نشطة الريا ضية الخفيفة وممارسة الاعمال التطوعية. شوربة وسمبوسه هل هناك وجبة معينة تحرص على وجودها على سفرة الافطار يوميا؟ اعتقد ان وجبة الشوربة وحبات السمبوسة والتمر هم من أهم ما نحرص على وجوده في سفرة افطار رمضان. رفاق الصبا رفاق الطفولة والصبا والدراسة هل تنتهز رمضان لتلتقي بهم؟ نعم وبدون شك فالشهر الكريم فرصة لاجتماع الأحبة والاصدقاء والزملاء لاعادة ذكريات الماضي الجميلة. تبادل الاطباق في الماضي كان الجيران يتبادلون اطباق الماكولات الرمضانبة والحلويات فهل ما زالت هذه العادة موجودة او اندثرت؟ لا زال مجتمعنا بخير فلا تزال مثل هذه العادة موجودة خاصة بين الاهل والاقارب. كيف كانت الاستعدادات لشهر رمضان قديما فهل تتذكر شئيا من ذلك0 كانت الاستعدادات تبدأ من قرب دخول شهر رجب تقريبا فتجد الاهالي يهيئون المنازل باعادة طلائها من الداخل والخارج وشراء المستلزمات المنزلية المخصصة لرمضان وتجديد الاثاث استعدادا لرمضان والعيد. ويائل التواصل وسائل التواصل هل ترى انها الغت التواصل بين الاهل والجيران؟ نعم الى درجة كبيرة ايضا حدت من اللقاءات الاسرية والاستفاة منهت حيث نجد كل فرد من افراد الاسرة مشغولا بهاتفه لا يشارك في بقاء الاسرة على الرغم انهم مجتمعون في نفس المكان. مسلسلات رمضان هل تشاهد المسلسلات التلفزيونية الرمضانية؟ نعم اشاهدها وعلى فترات قليلة متى ماسمح لي الوقت وبشكل محدود اي غير حريص على متابعتها متابعة جيدة. أكلات قديمة حدثنا عن الاكلات الرمضانية القديمة التي تعيدك الى ذاكرة الماضي البعيد في رمضان ؟ لاشك إن أبرز الأكلات الرمضانية التي تعتبر من الماضي ولا زالت مستمرة الشوربة والسمبوسك والفول والتميس والكبدة والتقاطيع. ما الذي تفتقده في رمضان ؟ ما نفتقده هم الاحبة من كانوا يفطرون معنا على مائدة الا فطار ونسعد وننعم برؤيتهم فلا شك ان فقد الاحبة امر مؤلم وليس لنا سوى الترحم عليهم والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.