أنا وملايين غيري شاهدنا حفل، JOY AWARDS. جوائز الفرح الذي أقامته هيئة الترفيه، وشاركت في تنظيمه MBC على مسرح، بكر الشدي، في بوليفارد الرياض، وذلك لتكريم الفن والفنانين المبدعين في السينما والموسيقى والدراما والكوميديا والرياضة والمؤثرين العرب. كان شعار المناسبة، تخيل أكثر، ولا أبالغ إن قلت أن الحفل كان أسطوريا من حيث الفكرة والتصميم والتنفيذ والإخراج والعرض، بل كان عبارة عن خلطة سحرية من الألوان والأضواء والتكنولوجيا والمحتوى، وزاده ألقا إطلالة النجوم وأزياؤهم ابتساماتهم المشرقة فرحا وحبورا، حيث استطاع مخرجوا الحفل أن ينقلوا هذه المشاعر الإنسانية إلي وجدان وقلوب كل من حضر الحفل أو شاهده عبر التلفاز. الحفل كان ذهبيا برائحة اللافندر، وعطره الذي ينثر الهدوء والسكينة والسعادة والإرتياح في النفوس، حيث نجح المنظمون أن يخرجوا عن المألوف، ويصنعوا لمسة جديدة على مسار النجوم، وحولوه من اللون الأحمر التقليدي إلى اللون البنفسجي المشتق من زهور اللافندر. يرجع تاريخ أشهر جوائز الفن السينمائي إلى عام 1929 وكانت جائزته عبارة عن مجسم مطلي بالذهب ويسمى الأوسكار، وكان ذلك بهدف دفع عجلة النمو والتطوير لصناعة السينما، واستمر منح الجائزة إلى يومنا هذا. والتاريخ يعيد نفسه، فنحن اليوم في سباق مع الزمن وبهذه الاحتفالية أثبتت هيئة الترفيه أن لها، ريادة وارادة وألا تبدأ من حيث ما انتهى إليه الآخرون، بل ريادتها في أن تصنع الفرق، ويكون لها فضل السبق في التعامل مع ثورة التكنولوجيا في عالم الصوتيات والمرئيات وتقنيات المسرح الرقمي وأدواته الميكانيكية والتي توظف إمكاناتها لإثراء العروض الفنية المبهرة والمؤثرة في وعي المشاهد وتجعله داخل الحدث ومتفاعلا فيه، وتغلفه الدهشة والمفاجأة طوال ساعات العرض أيا كان نوعه. هذا الحفل جعل المهمة صعبة، بل تكاد أن تكون مستحيلة على عتاولة المبدعين والمخرجين العالميين لأن كل ما شاهدناه، ينم عن جرأة وتفويض وإقدام في اتخاذ القرارات لتقديم فكر واستعراض غير مسبوق، بحيث يمكننا أن نضع اقداما راسخة في عالم الخيال والإبداع والابتكار والإبهار والتكريم، دون خوف أو تردد أو وجل. وأرى أن شعار المناسبة ومجسم الجائزة علامة وبصمة فنية تستحق الاستمرارية والديمومة، لذلك يجب على القائمين عليها أن يعملوا على مأسستها، وتكوين هيئة مستقلة لتوفير مصادر دعمها أدبيا وماليا وإيجاد تشريعاتها ونظمها التي توفر لها المكانة والقيمة التي تليق بها. يحلو الحديث ويطول عن هذا الحدث الضخم، ليس في حجمه ولكن في فكرته وريادته، لذلك سأختتم بكلمات جون ترافولتا مخاطبا الشباب قائلا: استمروا في الحلم، وأحلموا أكثر، فإن أحلامكم يمكن أن تصبح حقيقة. وأقول، وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق، إلا من خلال قيادة حكيمة، ورؤية شابة جريئة، وإدارة تنفيذية قادرة على صناعة الفرح.