قطع مجلس الشيوخ الأمريكي، بأن قرار تعليق التحقيق في حادثة مرفأ بيروت مقلق للغاية، مؤكداً قلقه من دور حزب الله في الدفع بقرار تعليق هذا التحقيق الحساس، كما دعا عدد من النواب في الكونغرس الحكومة اللبنانية إلى الحفاظ على سلامة القضاة، الذين يتولون التحقيق في الانفجار المروع الذي هز مرفأ بيروت العام الماضي، مخلفا أكثر من 210 قتلى. وشدد بيان صادر عن لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس على نزاهة المحقق العدلي الناظر في ملف التفجير، القاضي طارق بيطار، معتبرا أنه قاضٍ محترم، خدم بلاده لأكثر من عقد، فيما اعتبر الموقعون على البيان أنه على الحكومة اللبنانية الحرص على سلامة القضاة والمحققين، كي يكملوا واجباتهم وينهوا التحقيق. وأثيرت ضجة كبيرة في لبنان، هذا الشهر بعد أن أكدت إحدى الصحافيات أن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، حملها رسالة "فهم منها أنها تهديد" للقاضي بيطار، فيما أعلنت الصحافية لاحقا أنها تقدمت ببلاغ للنيابة في هذا الشأن، إلا أن القضية طمست، لاسيما أن أي مسؤول لم يعلق على الموضوع المريب. وجاءت تلك الرسالة التهديدية بعد أن أصدر بيطار مذكرة توقيف غيابية بحق وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس المقرب من الحزب، "بعد امتناعه عن المثول أمامه للاستجواب، رغم تبلغه موعد الجلسة وفق الأصول، كما طلب استجواب رئيس الحكومة السابق، حسان دياب، فضلاً عن مطالبته البرلمان برفع الحصانة عن 3 نواب تولوا سابقاً مناصب وزارية هم علي حسن خليل (المال)، غازي زعيتر (الأشغال) وهما من حلفاء حزب الله، فضلا عن نهاد المشنوق (الداخلية)، "تمهيداً للادعاء عليهم والشروع بملاحقتهم". وطلب القاضي من نقابة المحامين في طرابلس منحه الإذن لملاحقة فنيانوس، ومن وزير الداخلية منحه الموافقة للادعاء على المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم (كذلك من المقربين للحزب). وقد أزعجت تلك الطلبات حزب الله على ما يبدو لاسيما أنها طالت حلفاء ومقربين منه، ما دفع زعيم الحزب حسن نصرالله قبل أسابيع إلى التشكيك في مصداقية التحقيقات. إلى ذلك، دعت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، واشنطن، إلى "المساعدة في معالجة الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وتجنب المزيد من الاضطرابات". وقالت في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، موقعة من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب غريغوري دبليو ميكس، و24 عضوا ديمقراطيا: "نكتب للتعبير عن قلقنا العميق إزاء الأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة في لبنان، والتي تزعزع استقرار البلاد وتشكل مخاطر واضحة على المنطقة الأوسع"، وحثت الرسالة على "اتخاذ إجراءات أمريكية فورية وهامة من أجل معالجة معاناة الشعب اللبناني ومنع لبنان من الانهيار الاقتصادي". وسلطت الرسالة الضوء على "الخطر الذي تشكله شبكات الجريمة العابرة للحدود الوطنية، والتهديدات الأخرى، بما في ذلك حزب الله".