تثري أكثر من ألف دار نشر محلية وإقليمية وعالمية من 28 دولة المشهد الثقافي الوطني والعربي, ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2021، في أبرز تظاهرة ثقافية تشهدها المملكة في مجال الكتاب وقطاع النشر . وبحجم استثمار المملكة في قطاع النشر ب 4.5 مليارات ريال سنوي حصيلة نتاج 500 دار نشر سعودية، تُعد المملكة من الدول الواعدة في مجال النشر الذي شهد نمواً متصاعداً خلال العشرين سنة الماضية. وبات حراك التأليف والنشر في المملكة عاملاً جاذباً لكبريات الدول الإقليمية والعالمية من حيث التوزيع والانتشار الجغرافي، مما يدفع بالمشاركة عالمياً في "معرض الرياض" كمكسب ثقافي وبيئة محفزة تجمع خلال فترة زمنية أصحاب الاختصاص ونافذة للاطلاع على نتاج الفكر في مختلف العلوم والمعارف. ودفعت سياسة التطوير المستمر للتعليم بالمملكة والتوسع في إنشاء الجامعات منذ السبعينات، إلى نشوء قطاع خاص قوي يعمل في مجال النشر، لتسهم بشكل فعال في دعم منظومة العمل الثقافي، بما في ذلك التأليف والترجمة والنشر والتوزيع، إلى جانب حرص جامعات السعودية على بناء دار نشر تابعة لها، ما أثر إيجاباً على تصنيف الجامعات السعودية دولياً. وانتهجت المملكة سياسات كفلت للقطاع الثقافي والنتاج الفكري حقوقه، وفتحت مسارات إبداعية وديمومة توازى إرثها ومكانتها، ومنها إنشاء وزارة الثقافة والهيئة السعودية للملكية الفكرية. وتعزيزاً لصناعة العمل الثقافي في السعودية وجعلها داعماً للاقتصاد في المملكة، أطلقت الوزارة في مارس 2019، إستراتيجيتها العامة المتضمنة 27 مبادرة منها تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وإنشاء صندوق "نمو" الثقافي، وإطلاق برنامج الابتعاث الثقافي، وتطوير المكتبات العامة، وإقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. ويُعد معرض الرياض الدولي للكتاب أكبر تظاهرة ثقافية تشهدها العاصمة الرياض سنوياً، تحظى باهتمام عالمي ومحلي للاطلاع على أحدث المنتجات الإثرائية في الجانب الثقافي، وما أنتجته دور النشر العالمية في سباق مع الزمن للتنافس على صناعة النشر الحديث، حيث أصبح المعرض منبراً للحوار بين المفكرين والكتاب والجمهور طيلة الأعوام الماضية قبل جائحة كورونا والذي توقف المعرض خلالها. ويقام معرض الرياض الدولي للكتاب سنوياً في مدينة الرياض، ويمثّل منصة للشركات والمؤسسات والأفراد العاملين والمهتمين بقطاعات الأدب والنشر والترجمة؛ لعرض مؤلفاتهم وخدماتهم، إضافةً إلى دوره الأساسي في تعزيز وتنمية شغف القراءة في المجتمع، وزيادة الوعي المعرفي والثقافي والأدبي والفني، وذلك من خلال تحفيز الأفراد على زيارة معرض الكتاب للاطلاع واقتناء المصنفات الثقافية والأدبية والتعليمية، وحضور المؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية والفنية والمبادرات المصاحبة للمعرض. ويشكل المعرض حدثاً ثقافياً مهماً في المشهد الثقافي العربي؛ بوصفه أحد أهم معارض الكتب العربية، من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات وتنوع برامجه الثقافية، ومن حيث مشاركة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية. وبعد تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن الهيئات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، انتقلت إليها مسؤولية تنظيم المعرض والإشراف عليه، حيث تعمل على تعزيز مكتسبات ومكانة معرض الرياض الدولي للكتاب في خارطة معارض الكتب الإقليمية والدولية، وإضافة التطوير اللازم لمواكبة رؤية المملكة 2030 المعززة والمحفزة لصناعة الثقافة باعتبارها من مقومات جودة الحياة. وكشفت هيئة الأدب والنشر والترجمة في وقت سابق عن البرنامج الثقافي الحافل الذي ستقدمه في معرض الرياض الدولي للكتاب خلال فترة إقامته من 1 إلى 10 أكتوبر في موقعه الجديد بواجهة الرياض، والذي سيشهد مشاركة نخبة من أهم الكتاب والمفكرين والنقاد السعوديين والعرب والعالميين في باقة من الندوات والمحاضرات وورش العمل التي تتناول مختلف مجالات الإبداع الثقافي. ونشرت الهيئة تفاصيل البرنامج ومواعيد الفعاليات والأنشطة عبر قنواتها الرسمية، وفي الموقع الإلكتروني لمعرض الرياض الدولي للكتاب. ويحتضن المعرض يومي الاثنين والثلاثاء (4و5 أكتوبر) فعاليات مؤتمر الناشرين الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، والذي تنظمه الهيئة من أجل بحث واقع صناعة النشر في العالم العربي والسعي نحو تطويرها لتصل إلى مستويات منافسة دولياً، وذلك من خلال 12 جلسة حوارية يشارك فيها 42 متحدثاً من المملكة والعالم، وتتناول جوانب متعددة من واقع صناعة النشر المحلية والإقليمية وسبل معالجة أوجه القصور فيها، من أجل تطويرها ورفع مستوى إسهاماتها في التنمية الثقافية العربية. وتأتي الدورة الجديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب تحت شعار "وجهة جديد، وفصل جديد"، وتحضر فيها جمهورية العراق الشقيقة بوصفها "ضيف الشرف" وببرنامج احتفائي يقدم فيه نخبة من المثقفين والفنانين العراقيين ندوات وأمسيات ثقافية. وتعد هذه الدورة من المعرض الأولى التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت إشراف وزارة الثقافة، وهي الأكبر في تاريخه حيث تشهد مشاركة أكثر من 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية من 28 دولة.