تخيل معي لو أن هنالك مشكلة يتعرض لها جزء كبير من أبناء المجتمع بشكل يومي، ولكن لا يعترض أحد عليها بشكل واضح لأنهم قد يعتقدون أنها مشكلة عابرة أو خطأ غير شائع حدث معهم بالصدفة، وبالتالي تظل هذه المشكلة قائمة. الآن أريد منك أن تتخيل، بل أريد منك أن تتوقع ماذا سوف يحدث إذا قرر أحد هؤلاء الأشخاص بنشر ما حدث معه على مواقع التواصل الاجتماعي. ما سيحصل هوه تماماً مثل كرة الثلج التي تتدحرج من فوق جبل. ستجد آلاف من الناس يعلقون على هذا المنشور أو يعيدوا نشره أو يعلقون و ينشرون مواقفهم الشخصية المشابهه. هذا بالضبط ما يفعله الهاشتاج على تويتر. تحديداً منذ 2011، أصبح تويتر حلقة الوصل الأساسية بين اصحاب السلطه والشعب السعودي، حيث وصل عدد السعوديين على السوشيل ميديا إلى 25 مليون من أصل 34 مليون مواطن سعودي، وتعد تويتر المنصة الأكثر شعبية في السعودية بين كل منصات السوشيل ميديا. ولكن من أين تأتي كل هذه القوة التي يمتلكها الهاشتاج؟ هذه العلامة ( # ) التي يتم وضعها قبل أي كلمة أو عبارة تعتبر بمثابة وصف أو تصنيف للتغريدة، وتساعد مستخدمي تويتر على متابعة كل التغريدات التي تتكلم عن نفس الموضوع وبالتالي تؤدي إلى سهولة البحث عن كل المعلومات التي تخص ذلك الموضوع بعينه. والنقطة الهامة هنا أنه كلما ازدادت التغريدات التي تستخدم هاشتاج محدد، كلما ارتفع مركز هذا الهاشتاج في قائمة الأكثر تداولاً على تويتر Trending فببساطة، إذا حدثت مشكلة أو خطأ من جهة مسؤولة، فإن رد فعل المواطن سيكون قوياً جداً على تويتر، وأعنف بكثير من مجرد بعض المكالمات الهاتفية أو رسائل الفاكس. و خاصة لو ارفق مع الهاشتاق صور أو فيديو يؤكد صحه الخبر. فهذا يعني أن تويتر أصبح أداة قوية وشديدة التأثير في تعزيز صوت المواطن السعودي. فالآن لا يمتلك أي مسئول حكومي في يومنا هذا رفاهية التباطؤ في التعامل مع أي مشكلة، فأي تأخير يتيح فرصة أكبر لتفاقم المشكلة ، ويضطر هذا المسئول لمواجهة موقف أكثر تعقيداً . فبهذا أصبح تويتر بمثابة جهة رقابية على الملأ و مستمره والمفتشين هم المواطنين، ويصبح من الصعب عليهم عملية تعتيم المشكله التي قد يلجأ لها بعض المسؤلين لتغطية خطئهم و تقصيرهم. ففور حدوث المشكلة تجدها على تويتر، وبمجرد أول تغريدة يصبح الأمر بدأ بالخروج عن السيطره. المسؤلون الآن يتابعون تويتر عن قرب و بشكل يومي ، كما يستطيعون من خلال تويتر معرفة وتحديد المشاكل التي يواجهها المواطنون بسرعة، ومع زيادة التغريدات على تويتر، يستطيع المسئولون على أن يكونوا على دراية و معرفة ما يحتاجه ويطلبه المواطنون بدقة أكبر. استطاع هاشتاج تويتر أن يؤدي دوراً هاماً في توفير حرية الرأي للمواطنين وأعطاهم القدرة على إيصال أصواتهم بشكل واضح ومسموع، و في المقابل ساعد السلطات العليا على متابعة مايحدث هنا و هناك من المواطنين أنفسهم، وبفضل تويتر استطاعت الحكومة التطور والنمو والتغير إلى الأفضل ، و جعلت المسؤولون يبحثون عن حلول لمشاكل المواطنين . TWITTER : @EffatAlsaraj YOUTUBE : EffatAlsaraj