رسالة المعلم التعليمية هي رسالة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والرسل الكرام لم يورثوا مالاً وانما ورثوا العلم النافع لاتباعهم، والمعلم المؤمن برسالته هو رسول خير لامته، لأنه مؤتمن في عقيدة وعقول وقلوب واخلاق ابناء الأمة، ي ُعنى بالتربية والتعليم، يقوم السلوك، ويعدل المنهج لدى تلاميذه في اية مرحلة تعليمية، عيونهم معقودة بشخصه، ان احسن احسنوا، وان اساء تعثرت مسيرتهم الاخلاقية والتربوية .انه قدوة خير في القول والعمل، بعث ليتمم مكارم الاخلاق، يتأسى برسول الله الكريم : الذي قال : " ادبني ربي فأحسن تأديبي " . والمعلم الناجح يسعى دوماً لتطوير وتنمية معارفه، يحرص على تلقي المعلومة الدقيقة الصحيحة، عنده القدرة على بناء شخصية تلاميذه، يحيطهم بالرعاية والتوجيه لأنه الأب الروحي لهم، يزودهم بالعلم النافع والايمان بالله . والعلم اذا تجرد من الايمان لا قيمة له، بل يكون وبالاً على صاحبه وحجة عليه .واذا اقترن العلم بالايمان فإن الناشئ يحصن من الالحاد والتبعية العمياء، والتقليد الأعمى، فلا ينقاد لكل ناعق، كل ذلك بتوجيه من المعلم الأمين على ارواح وعقول الناشئة . ولا يقتصر دور المعلم على التلقين المحض، بل يربي في تلاميذه ملكة الفهم والفطنة، يعلمهم الحوار البناء الهادف، والسؤال المؤدب، والاصغاء الجيد، يغرس فيهم المحبة لدينهم وامتهم مع الولاء والانتماء الصادق، ينمي في نفوسهم حب التعاون والاخوة والنخوة والمروءة والتراحم والتواصل، لأن الناشئة هم جسر الأمة القوي، وهم امل وعدة الوطن في الحاضر والمستقبل . المعلم الناجح هو القائد الرائد لأمته، والرائد الصادق لا يكذب اهله، هو التاريخ الذي يصل الحاضر بالماضي، انه العطاء الدائم، والنبع الزلال الدافق، لا يرتوي من فيض علمه وخلقه، انه الانسان الذي يبني صرح دينه ووطنه بالكلمة الطيبة والاحساس الصادق، والاخلاص الذي لا حدود له، يهتم بشؤون امته لانه ركن اساسي في بناء الأمة .لا يرضى ان يعيش مهمشا عن قضايا امته المصيرية لانه صاحب رسالة . ينظر الناس الى المعلم نظرة احترام وتقدير نظر لما يبذله من جهد يشكر عليه في سبيل تربية الناشئة، العلم والمعرفة، وتهذيبهم على مكارم الاخلاق وفضائل الاعمال .والمطلوب منه ان يشدد ويؤكد على هذه المعاني، وبخاصة في هذه الايام، واذا تحولت نظرة المعلم الى المنفعة المادية فحسب، دون ان يكترث بالتربية والتعليم فإن الاثر السيء الناشئ وعلي مهنته الانسانية يتعدى الى المجتمع برمته وينعكس سلباً على العملية التربوية . وبهذا يكون المعلم الانموذج السيء يهدم اعظم صرح حرصت الأمة على ارساء قواعده . ونظرا لدور المعلم الايجابي ومكانته العليا في مجتمعه، فإن اصحاب القرار في بلدنا مسؤولون ومكلفون لتوفير الحياة الكريمة، المادية والمعنوية هي الأمن الوظيفي والراحة النفسية لهذا القطاع التربوي الميز حتى يقبل المعلمون على الانتساب لهذه المهنة بدلا من الاستنكاف والابتعاد، ليزداد حرص المعلم على التفاعل والتفاني للبناء والتنمية من اجل نهضة الامة لان رسالة المعلم هو العمود الفقري في كيان امته ووطنه . لنحرص على دور المعلم الريادي، وحبه لعطائه ليبقى اشراقة الوطن وشمسه التي لا تغيب عن الافق .