أشاد الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة بأسلوب حكومة باكستان في معالجة الأزمة الانسانية الناشئة عن الهجوم على معاقل حركة طالبان في شمال غرب البلاد. وزار الأميرال مولن احد عدة مخيمات أقيمت لإيواء العائلات من بين مليوني نسمة فروا من ديارهم بعد ان تفجرت معارك في واديي سوات وبونر في ابريل نيسان الماضي. وقال مولن للصحفيين في مخيم جالوزاي المترامي الأطراف في مدينة ماردان الشمالية الغربية والذي لجأ إليه نحو 116 ألف شخص «كانت هناك تكهنات قوية بأن هذه ستكون مشكلة هائلة لا يمكن مواجهتها.» وأضاف مولن قوله «يبدو انه أحسن مواجهتها.» تأتي زيارة مولن بعد ايام من سماح السلطات للعائلات بالعودة الى ديارهم. وشعر حلفاء باكستان في الغرب بالارتياح في أبريل نيسان عندما بدأت القوات الباكستانية هجوما على متشددي طالبان الذين بسطوا سيطرتهم خارج معقلهم في وادي سوات إلى واد آخر على مسافة 100 كيلومتر فقط شمال غربي العاصمة إسلام أباد. وازداد القلق على باكستان التي تمتلك ترسانة نووية مع تزايد جرأة طالبان وبعد سلسلة من الهجمات الكبيرة خاصة في مدينة لاهور بشرق البلاد بالاضافة إلى الشكوك في استقرار حكومة الرئيس اصف علي زرداري. وزادت حدة هذا القلق بعد هجوم انتحاري بقنبلة على حافلة تقل عاملين في منشأة نووية في روالبندي قتل فيه شخص وجرح 29 في الثاني من يوليو تموز. وجاءت الزيارة بعد يوم من مطالبة أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في شريط صوتي بثه موقع إسلامي على الإنترنت الباكستانيين بالجهاد لمكافحة الولاياتالمتحدة وحلفائها في القيادة السياسية والعسكرية في باكستان. ويقترب الجيش الباكستاني من الانتهاء من عمليته العسكرية في سوات وأعطت الحكومة أوامرها للجيش بإعداد حملة على معقل طالبان في وزيرستان وهي منطقة جبلية قبلية نائية على الحدود مع أفغانستان. واستخدمت الغارات الجوية وهجمات المدفعية متوسطة المدى في إضعاف دفاعات قائد طالبان الباكستانية بيت الله محسود كما بدأت الطائرات الأمريكية بدون طيار في استهداف منطقة محسود بشكل متزايد خلال الأسابيع القليلة الماضية. ويتكهن دبلوماسيون في إسلام أباد عما إذا كانت باكستان تريد ان تنتظر نشر الولاياتالمتحدة للمزيد من قواتها على الجانب الافغاني من الحدود قبل ان تشن هجومها النهائي على محسود. ووضعت حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أفغانستان على رأس أولوياتها العسكرية. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القوات الأمريكية في أفغانستان هذا العام إلى 68 ألف جندي وهو أكثر من ضعف القوات الموجودة حاليا وعددها 32 ألف جندي وذلك إلى جانب 36 ألف جندي من قوات حلف شمال الأطلسي. ويقول مسؤولون أمريكيون إن محسود قام بتدريب العديد من المهاجمين الانتحاريين الذين يهاجمون القوات الأفغانية والغربية بينما تلقي باكستان باللائمة عليه في العنف الذي يجتاح البلاد منذ أواخر 2007 . ومحسود متهم أيضا بأنه يقف وراء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو في ديسمبر كانون الأول 2007 لكن القائد المتشدد نفى مسؤوليته وتوجد عدة نظريات مؤامرة في هذا الشأن. ويعقد حسابات الحكومة الباكستانية لحسم توقيت الهجوم على معقل محسود ما اذا كانت فصائل طالبان من القبائل الأخرى في إقليم وزيرستان ستأتي لدعم محسود أم أنها ستركز على قتال القوات الأجنبية في أفغانستان على الجانب الآخر من الحدود. ويختلف فتح جبهة جديدة في وزيرستان عن الهجوم على وادي سوات الذي كان يوجد به ما يقرب من خمسة آلاف متشدد من بينهم ألفان فقط يعتبرون مقاتلين أساسيين.