في 19 من فبراير عام 1965 م نشرت ( البلاد) خبرا عن إهتمام الدولة بوضع دراسة لتنظيم العمل السياحي في المملكة وتنظيم محلات السياحة وجاء فيه: علم مندوب البلاد ان المملكة العربية السعودية قد طلبت اخيرا من الأممالمتحدة استقدام خبير للعمل في هذا الحقل . واضاف الخبر انه تقرر وصول الدكتور محمد بن اسماعيل من تونس لدراسة محلات السياحة في المملكة ميدانيا. تعود بدايات العمل السياحي المؤسسي في المملكة الى عام 2000م حيث تم إنشاء الهيئة العليا للسياحة تأكيداً على اعتماد السياحة قطاعاً إنتاجياً رئيسياً في الدولة، خاصة فيما يتعلق بجذب المواطن السعودي للسياحة الداخلية، وزيادة فرص الاستثمار وتنمية الإمكانات البشرية الوطنية وتطويرها وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن السعودي. وبعد 3 أعوام تم ضم وكالة الآثار الى "الهيئة العليا للسياحة"، لتصبح الهيئة مسؤولة عن كل ما يتعلق بقطاع الآثار إلى جانب مسؤوليتها عن القطاع السياحي. وفي يونيو 2015، وافق مجلس الوزراء على تعديل اسم الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى (الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني). وزارة للسياحة أدركت القيادة الرشيدة ما تزخر به المملكة في جميع مناطقها من كنوز أثرية ومواقع تاريخية ومتاحف عتيقة تنتمي إلى عصور وحضارات متعددة على مر الزمان،كما اخذت المملكة في الحسبان عندما وضعت تصورها لرؤية 2030 العديد من نقاط القوة من بينها تطوير وتنمية القطاع السياحي اعتمادا على الموقع الجغرافي المتميز لها بمساحتها الشاسعة، وما بها من تضاريس متباينة ذات مناخ متنوع ومناظر خلابة وشواطيء ممتدة إضافة الى امكانية توفير البنية التحتية والخدمات الحديثة الراقية، وفي فبراير 2020م، صدر أمر ملكي بتحويل مسمى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة السياحة. كان الهدف من إنشاء الوزارة هو الاهتمام بالقطاع السياحي بجميع جوانبه في المملكة وتعزيز دور قطاع السياحة وتذليل عوائق نموه بما يتوافق مع مكانة وقيم ودور المملكة في الحضارة الإنسانية وتأثيرها في المجتمع الدولي، باعتباره رافداً مهماً من روافد الاقتصاد الوطني. تأهيل الكفاءات مع حركة الحياة والنمو الذي يشهده القطاع السياحي في المملكة ازداد الإقبال على الالتحاق بأقسام السياحة والفندقة في كليات المملكة. وكانت كلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة والتي تعد أول كلية حكومية تختص بمجال التدريب السياحي والفندقي في المملكة قد بدأت في نوفمبر 2020 م بقبول الخريجين من الثانوية العامة في تخصص السفر والسياحة وتخصص الفندقة، إلى جانب تخصصي إدارة الفعاليات وإنتاج وخدمة الطعام، كما بدأت الجامعات السعودية تدخل بقوة في هذا المجال من خلال تأهيل الكفاءات تأهيلا فنيا وعمليا وتطويرها لتلبية حاجات قطاع السياحة والفندق وفق مفاهيم علمية حديثة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب في مجالي السياحة والفندقة والنهوض بالقطاع السياحي في المملكة وتحقيق التوازن بين التنمية المادية والبشرية في مجالي السياحة والفندقة إضافة إلى دعم القطاع السياحي وتنميته في المملكة وفي أكتوبر 2020 م وقّعت جامعة تبوك عقد خدمات مع جامعة هونغ كونغ بوليتكنك إحدى الجامعات الرائدة على مستوى العالم في مجالي السياحة والفنادق، بهدف استحداث خمسة برامج أكاديمية ومهنية في مجالي السياحة والضيافة. ويأتي أبرز أوجه التعاون بين الجامعتين من خلال استحداث برامج أكاديمية ومهنية مبنية على دراسة سوق العمل المحلي المشتمل على دبلوم إدارة السياحة، ودبلوم إدارة الضيافة، ودبلوم إدارة الأغذية والمشروبات، وبكالوريوس إدارة الأغذية والمشروبات، وبرنامج التجسير في إدارة السياحة والضيافة، كما تعمل هذه الشراكة على إرسال أعضاء هيئة تدريس زائرين من جامعة هونغ كونغ، وتوفير فرص لتدريب الطلاب المتميزين وابتعاثهم؛ بالإضافة إلى التنسيق المشترك لتجهيز البنية التحتية الخاصة بكلية السياحة والضيافة على أحدث المعاير العالمية. مليون وظيفة واعتمدت المملكة الاستراتيجية الوطنية للسياحة، والتي رسمت الخطوط العريضة لطموحات القطاع التي تتوافق مع تطلعات رؤية المملكة والتي تهدف الى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي من 3 % كما هو اليوم، الى ما يزيد عن 10 % بحلول العام 2030 بحيث تكون المملكة واحدة من بين أكثر 5 دول المستقبلة للسياح على مستوى العالم ووفقا لاستراتيجية السياحة الوطنية ستستقبل المملكة 100 مليون زيارة سنوياً بحلول عام 2030، في مقابل نحو 41 مليون زيارة في الوقت الراهن. كما يستهدف القطاع السياحي توفير مليون فرصة عمل إضافية، ليصل الإجمالي إلى مليون وستمائة ألف وظيفة مقابل 600 ألف وظيفة حالياً في القطاع السياحي بحلول العام 2030. التأشيرة السياحية وفي سبتمبر 2019 م دشنت المملكة التأشيرة السياحية ، حيث يمكن لمواطني 49 دولة الحصول عليها الكترونيا، كما اصبح بإمكان حاملي التأشيرة الأمريكية أو البريطانية أو الشنجن الحصول على التأشيرة السياحية عند الوصول، وبالنسبة لبقية الدول بإمكانهم زيارة ممثلي المملكة في بلدانهم للحصول على التأشيرة. وتشمل ال 49 دولة ما يقارب 80 % من طاقة الإنفاق السياحي على مستوى العالم، وتضم 75 % من قاصدي الرحلات السياحية الفارهة عالميا. كما رحبت المملكة بالمُستثمرين في القطاع السياحي من سيدات ورجال الأعمال، حيث الفرص الكبرى المتاحة للاستثمار في مجالات السياحة. وشارك في الاحتفالية التي تزامنت مع يوم السياحة العالمي، حشد من صناع السياحة والمستثمرين الدوليين، وذلك بحضور رئيس منظمة السياحة العالمية زوراب بولو كاشيفيلي, ورئيسة مجلس السفر والسياحة العالمي غلوريا جيفارا . واعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني آنذاك أحمد الخطيب إن المواقع المسجلة ضمن التراث العالمي، تمثل بعض ما تحتضنه المملكة من تراث حضاري ثري ومواقع سياحية خلابة، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف موقع تاريخي وهذه المواقع هي الأخرى تمثل فرصاً استثمارية واعدة".