بعد انهاء شهر رمضان من كل عام يتسابق الباحثون عن الحمية في استخدام الكثير من الوسائل لانقاص اوزانهم ، لدرجة ان بعضهم يعتمد حميات غذائية قاسية ما يؤدي الى الإخلال بقاعدة التوازن الغذائي وهو النظام الذي يحرم الجسم من العناصر الغذائية الست الاساسية المتمثلة في الدهون والبروتينات والكربوهيدورات والفيتامينات والاملاح والماء، ويعمد الباحث عن الرشاقة باستخدام عنصر واحد أو اثنين فقط. وفي هذا السياق أكد مختصان أن الحميات القاسية تتسبب في الأضرار بالكلى والكبد وأن على الإنسان الاعتماد على الغذاء المتوازن مع ضرورة اتباع برامج رياضية على مدار الأسبوع. واوضحت اخصائية التغذية ايناس الخضري أنه عند حرمان الجسم من أي من العناصر الغذائية الاساسية يصاب الجسم بانهيار داخلي ويبدأ بتفكيك المخزون وفي حالة العودة للنظام السابق يعود بتخزين ما فقده باحتياط إضافي. وفيما يتعلق بالدهون والخوف منها قالت: يجهل الكثيرون فوائد وعمل الدهون داخل الجسم وهناك خلط بين الدهون الحيوية والدهون المخزنة في الجسم ومن الأدوار المهمة التي يلعبها الدهن داخل الجسم: نقل الفيتامينات الذائبة في الدهن ، حماية المخ والخلية العصبية السائل المحيط بالمخ هو سائل دهني حتى لا يتضرر المخ في أش حالات الجسم جفافاً من الماء، يحمل الكليتين كتلتين دهنيتين وفي حالات الانظمة القاسية جداً اول من يتضرر هي الكليتين، يفرز الكبد يومياً 50 مليون وحدة كولسترول ولا تكفي احتياج الجسم في عملياته الحيوية الداخلية. وحول مخاطر الحميات القاسية قالت: انخفاض الوزن السريع قد يضر الجسم حيث أن النقص الحاد في الدهون المفيدة للجسم عن المعدلات الطبيعية يضر بصحة الإنسان خصوصا وان الجسم يحتاج يومياً إلى: 60-55٪ كربو هيدرات، 20-25٪ دهون ،20-15٪ بروتين ويحسب البروتين بنسبة 1 جرام بروتين لكل 1 كيلو جرام من وزن الجسم ومن الطرق البديلة للحميات الغذائية القاسية تعديل نظام الغذاء الى نمط حياة صحي بنظام معتدل يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية و تناول وجبات متعددة طوال اليوم والبعد عن التركيز على وجبة واحدة والاهتمام بوجبة الفطور والبعد عن الوجبات الدسمة مساءً. وحول الطرق الصحيحة لإنقاص الوزن الزائد لمكتسبيه في رمضان والعيد قالت:لا بد من زيادة النشاط البدني وادخال الاغذية الحارقة للدهون والمتمثلة في الكرفس – القهوة – المانجو – الفجل – الأناناس – البابايا. كما أن من العوامل المؤثرة على إنقاص الوزن :النشاط البدني ،عملية الأيض في الجسم (سرعة حرق الدهون)، نقص فيتامين دال، النوم مباشرة بعد تناول الوجبات ، انخفاض في استهلاك الماء و السوائل ،خلل في هرمون الغدة الدرقية من جهته أوضح طبيب الاسرة الدكتور عبدالملك الدحيم : أن اتباع الحميات الغذائية القاسية وإن تعددت أشكالها وأنواعها لها الكثير من الآثار الجانبية السلبية على صحة الفرد ، فهي تسقط في شباكها من يرغب بإنقاص الوزن السريع في وقت وجيز من خلال تناول مقدار ضئيل جداً من السعرات الحرارية لا يواكب حتماً الاحتياج اليومي لجسم الإنسان ويؤثر سلباً على وظائفه الأيضية وقدرة أعضائه على الأداء بشكل ملائم ،وما يعيب هذه الحميات أيضاً حرمانها الجسم من المغذيات المهمة عن طريق حذف بعض المجموعات الغذائية بشكل دوري. والآثار الجانبية لهذه الحميات عديدة منها: الإحساس بالخمول ، الصداع والتعب، انخفاض المزاج والقدرات الذهنية كالذاكرة والتركيز، تأثر حركة القولون والعرضة للإمساك ،انخفاض هرمون الذكورة لدى الرجال وتقلبات الدورة الشهرية وانقطاعها لدى السيدات ، تساقط الشعر وتكسر الأظافر وشحوب البشرة ، قابلية حصول الترهلات وتمدد الجلد ، احتمالية تكوّن حصوات المرارة. وأضاف من النصائح المفيدة لنزول الوزن بطريقة صحية: ممارسة النشاط البدني من رياضات هوائية ودمجها مع تمارين المقاومة ، تنظيم الوجبات بشكل مسبق ، تناول الألياف بشكل كافي من مصادر الحبوب الكاملة كالشوفان و الكينوا والخبز الأسمر وبذور الشيا والكتان.