وسط حضور ثقافي عربي متميز وتحت عنوان " السرد العربي راهنا ومطمحا " أقيمت الدورة السادسة عشرة لملتقى محمد البشروش للقصة والدراسات النقدية. والتي تنظمها دار الثقافة محمد البشروش بدار شعبان الفهري بمدينة نابل ويشارك فيها باحثون ومختصون من تونس ومن عدة دول عربية. حيث شارك في هذه الدورة باحثين ونقاد وشعراء من لبنان والسعودية والجزائر وسوريا والمغرب بالإضافة إلى تونس. انطلق الملتقى بافتتاح معرض الخط العربي الذي تمحور حول السرديات من إعداد دار الثقافة، إلى جانب معرض آخر تم خلاله تكريم شاعر تونس ابي القاسم الشابي من خلال العديد من الصور ونماذج من رسائله مع الحليوي والبشروش وذلك في إطار المساهمة في الاحتفاء بمئوية شاعر تونس الكبير. ثم بدأت بعد ذلك الجلسة العلمية الأولى. ليسهر ضيوف الملتقى وجمهوره مع عرض للفداوي قدمه الفنان عماد الوسلاتي. اليوم الثاني من الملتقى انطلق بجلسة علمية صباحية، أمّا في المساء فكان النقاد والمبدعون والجمهور على موعد مع الندوة العربية الكبرى التي طرحت جملة من التساؤلات حول واقع السرد العربي من خلال سؤال مركزي وهو «هل انتهى زمن الحكي الروائي؟» الندوة ساهم فيها الأساتذة المشاركون في الملتقى وترأس الندوة كل من كمال شوشان وابتسام خليل. امسية شعرية متميزة بينما كانت سهرة اليوم الثاني شعرية بقراءات للشعراء احمد قران الزهراني من السعودية ومها ناصر خيربك من لبنان وآدم فتحي من تونس وصباح ابو عزة من السعودية ومجموعة من الشعراء الذي شاركوا على هامش الامسية ببعض النصوص الشعرية ، مع مرافقة موسيقية لأحد نجوم الغناء والطرب التونسيين , حيث كانت الامسية خير ختام للملتقى , سهر الحضور معها حتى وقت متاخر من الليل , حيث تجلى فيها الصديق الشاعر احمد قران الزهراني من خلال نصوصه الشعرية الجديدة والتي اثنى عليها شعراء الامسية والنقاد الحاضرون و كما اثنوا على رومانسية النصوص الشعرية للشاعرة صباح ابو عزة , بينما كان الشاعر آدم فتحي محل احتفاء من الجمهور التونسي للعلاقة التي تربطهم به من خلال قصائده التي تغنى بها لطفي ابوشناق , الناقد السوري محمد بصل اثنى على تجربة الشاعر السعودي احمد قران وقال :لقد قدم نصوصا متجاوزة ومختلفة وتدل على انه صاحب تجربة ناضجة , كما اثنى على الامسية الشاعر التونسي المعروف يوسف رزوقة الذي امتدح تجربة احمد الزهراني واشار الى انه على تماس معها ، الشاعر التونسي ابو وجدان قال حين استمع لمشاركة الصديق احمد الزهراني ( نحن الان سمعنا شعرا ) بينما قال الناقد المغربي حسن لشكر فوجئت بهذا المستوى الشعري الكبير للصديق احمد ولقد اوحى لي بانطباع ايجابي عن التجربة الشعرية السعودية وقد كنت محظوظا اذ حضرت واستمعت لهذه التجربة العميقة ، الشعراء ايضا اشادوا بنصوص الشاعرة السعودية صباح ابو عزة وحضورها الجميل في الامسية والتي قدمت نصوصا رومانسية تتجلى فيها اللغة الحالمة والنص القصير الذي يختزن اللغة في ثناياه. اليوم الأخير للتظاهرة اشتمل على جلسة علمية أخيرة، إلى جانب الاطلاع على نماذج من كتابات المشاركين في المسابقات التي بادرت دار الثقافة بدار شعبان إلى إطلاقها دعما للمواهب في المجال السردي والنقدي وهي مسابقة في كتابة القصة للكبار والصغار وأخرى في النقد الأدبي. كما تم تكريم ضيوف تونس والمشاركين والمساهمين في الملتقى وتوزيع الجوائز على الفائزين . تواصل ثقافي سعودي تونسي مدير الملتقى الاستاذ كمال قال : سعدت كثيرا بمشاركة الاشقاء العرب وبشكل خاص الاشقاء من السعودية والذين كان لحضورهم دور في انجاح الملتقى , بدوره احتفى مدير دار الثقافة بشعبان الفهري الاستاذ نبيل الزوالي كثيرا بالحضور وقدم لهم الهدايا التذكارية , واشاد بدورة هذا العام من خلال نوعية الحضور والاوراق المشاركة ومن خلال الامسية الشعرية الكبيرة التي اختتم بها الملتقى , وقال نحن على تواصل مع التجربة الثقافية السعودية وسنستمر في هذا التواصل سعيا الى تعريف الجمهور والمثقفين التونسيين بهذه التجارب. وقد تضمن برنامج الملتقى العربي محمد البشروش للقصة والدراسات النقدية العديد من المداخلات ومنها: •كمونية اللغة العربية وتشكيل الصورة والمعنى للدكتورة مها ناصر خيربك رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة بيروت. •الخطاب السردي الجديد واشكالية التلقي للدكتور حسن لشكر رئيس شعبة اللغة العربية بكلية الاداب بالقنيطرة من المغرب. • ملحمة السراب بين السردية والمشهدية للدكتور اسماعيل بصل عميد كلية الاداب بجامعة تشرين السورية. •نظرية النقد والادب في ظل عولمة الثقافة للدكتورة آمنة بن علي مشرفة فريق بحث السرديات في جامعة سيدي معمري بالجزائر. •ممكنات الرواية التونسية للدكتور محمد آيت ميهوب من تونس. •انهيار المدارس وتداخل الاجناس في القصة التونسية المعاصرة للدكتور محمد الصالح بن عمر من تونس. •الذاكرة والمستقبل للقصة التونسية للدكتور ناجي التبّاب من تونس. ربيع القيروان الرحلة تواصلت للوفد الثقافي العربي الذي انتقل الى القيروان للاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية , والاحتفاء بربيع القيروان حيث شارك في فعاليات ثقافية نقدية وشعرية, حيث شارك الوفد في ندوة حول الهوية الثقافية تحاور فيها الحضور حول منطلقات الهوية واشكالياتها،وقد اقيمت العديد من الفعاليات الثقافية الموسيقية والتشكيلية والشعرية والمسرحية،وقد شارك في الامسية الشعرية الاولى الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي والشاعر الاماراتي علي الشعالي بينما اقيمت الامسية الشعرية الثانية كنشاط ختامي لربيع القيروان وشارك فيها الشاعر التونسي محمد الغزي والسعودي احمد قران الزهراني والتونسية ليلى مكي واللبنانية مها خير بك ، حيث ودع الجميع المهرجان في احتفالية ثقافية متميزة. مشاركات قيمة مدير مهرجان ربيع القيروان الدكتور بدر بن سعيد اشاد بالروح التي تجلت في هذا المهرجان ، وبالحضور الكمي والكيفي للجمهور ، وكذلك بالمشاركات القيمة للمثقفين والشعراء العرب، واشار الى مهرجان ربيع القيروان ما فتئ يستقبل ضيوفه العرب كل عام للمشاركة في هذا المهرجان الذي اخذ مكانته بين المهرجانات الثقافية العربية ، وقال نتطلع الى ان تكون هناك زيارات متبادلة بين المثقفين التوانسة والسعوديين ، واضاف قائلا: لقد سعدت كثيرا بمشاركة الاستاذ احمد الزهراني من خلال ما قدمه من ابداع شعري حقيقي يدل على مكانته الشعرية ويدل على نضوج التجربة الشعرية السعودية ، ونحن هنا على تواصل مع المثقفين السعوديين وسيزيد هذا التواصل مستقبلا سعيا الى خدمة الثقافة العربية.