قطع محللون سياسيون عرب أن رعاية المملكة لآلية تسريع اتفاق الرياض وتشكيل حكومة يمنية موحدة يعيد التأكيد على أنها صمام أمان واستقرار منطقة الشرق الأوسط، منوهين إلى دورها في رأب الصدع بين الأشقاء في اليمن، وقطع الطريق على ميليشيا الحوثي الانقلابية في استغلال حالة الصراع بين الحكومة اليمنية الشرعية، والمجلس الانتقالي من أجل مواصلة أعمالها الإجرامية، مشيدين في الوقت ذاته بدعم السعودية اللامحدود ومساندتها للعديد من الدول والشعوب في المنطقة، وحرصها الدائم على إخماد أية محاولات خارجية لنشر الفوضى أو العبث بأمن المنطقة. توحيد الجهود لمواجهة ميليشيا الحوثي وقال المحلل السياسي المصري وليد علم الدين إن التوافق اليمني على تسريع اتفاق الرياض وتشكيل حكومة من 24 وزيرًا بعد استيفاء كافة الخطط اللازمة لتنفيذ الشق العسكري والأمني، هو ثمار مجهودات كبيرة بذلتها السعودية، معتبرًا أن تشكيل الحكومة كان أهم معضلة في الأزمة بين الحكومة والانتقالي. وأضاف أن تنفيذ اتفاق الرياض ومخرجاته السياسية والعسكرية سيؤدي إلى فض النزاع بين تحالف الشرعية وفصل القوات في محافظة أبين، وسيقطع الطريق على جماعة الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، لاستغلال حالة الفراغ السياسي باليمن، حيث سيؤدي تنفيذ الاتفاق إلى توحيد الجهود والصفوف لمواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية التي عاثت في اليمن فسادًا. ولفت إلى أنه لا يختلف اثنان على أن السعودية صمام أمان للمنطقة، حيث تصدت وبكل قوة لتهديدات جماعة الحوثي على مدار الست سنوات الماضية لأمن واستقرار المنطقة، وتهديدها لحركة الملاحة بالبحر الأحمر، مما كان سيؤثر اقتصاديًا وأمنيًا على العديد من الدول المطلة على البحر الأحمر وفى مقدمتها مصر. وأشاد علم الدين بالدور الذي يقوم به تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة من صد هجمات ميليشيا الحوثي برًا وبحرًا وجوًا، والتي كان آخرها تدمير زورقين مُفخخين مسيّرين عن بعد أطلقتهما الميليشيا الحوثية الإرهابية من محافظة الحديدة بجنوب البحر الأحمر. وأشار إلى أنه عندما وقعت ثورة 30 يونيو في مصر من أجل التخلص من حكم الإخوان، كانت المملكة أول من قدم الدعم والمساندة لمصر، مذكرًا بالخطاب الشهير الذي ألقاه الملك عبد الله بن عبد العزيز –رحمه الله- والذي كان بمثابة إعلان رسمي لدعم الدول العربية لمصر عقب الثورة. مبادرات السعودية ومن جانبها، قالت فاطمة بيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب، إن الدور القيادي الذي تلعبه السعودية في منطقة الشرق الأوسط، يفرض عليها التحرك عند وقوع تهديدات، لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى حلول مرضية من أجل فض النزاعات بين الأشقاء، وهذه هي سياستها الثابتة منذ عشرات السنين. وأضافت أن السعودية تشكل صمام أمان العالم الإسلامي، سواء من خلال دورها التاريخي القيادي أو من خلال رمزيتها، باعتبارها الأرض التي تضم مقدسات المسلمين ووجهتهم، موضحة أنه خلال الأزمات المتتالية والمتعاقبة التي مرت بها المنطقة في العقد المنصرم، كانت السعودية صاحبة زمام المبادرة من أجل تقديم الدعم والمساندة، والتي كان آخرها تسريع تنفيذ اتفاق الرياض وتقديم إعانات عاجلة للشعب اليمني لمواجهة الأوضاع الصعبة وجائحة كورونا. المصالحة نافذة وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي عدي الصباح إن النزاع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي كان يمثل ذريعة لأعداء الشرعية والانقلابيين في عملية الإضرار بمصلحة اليمن كوطن للجميع، مشيرًا إلى أن المملكة لا تزال تعطي المثل في كونها الأخ الأكبر للمنطقة العربية والتي يتم الارتكان إليها في مثل هذه الظروف. وأضاف أن رعاية المملكة للتقارب بين جبهة الشرعية في اليمن يعطي مزيدًا من الثقة والتأكيد على أن المصالحة نافذة وسيتم تنفيذها على الأرض وعدم خرقها من قبل الطرفين، مشيرًا إلى أن الاتفاق بارقة ضوء على استمرار اليمن كدولة موحدة تعمل بدعم الأشقاء في السعودية على عودة الشرعية على كامل أراضيها، ومنع التدخلات الخارجية من قبل بعض الدول التي لا تنظر إلا إلى مصلحتها داخل اليمن.