يستعد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) لإقامة معرض "شطر المسجد" الذي يعد الأول من نوعه من حيث تنوع القطع الأثرية الإسلامية المتعلقة بالمساجد، التي تم استعارتها من متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في شراكةٍ فريدة من نوعها مع المجلس الأعلى للآثار المصرية، إلى جانب مجموعة من القطع التي تعود إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي تم استعارتها من المتحف الوطني بالرياض، إلى جانب تحف أخرى من مجموعة الفن الإسلامي الخاصة بمركز "إثراء"، وذلك في الفترة من جمادى الأول 1442 وحتى ربيع الثاني1444 . ويأتي معرض "شطر المسجد" الذي يضم أكثر من 100 قطعة أثرية متعلقة بالمساجد، تزامنًا مع احتفال منظمة اليونسكو باليوم العالمي للفن الإسلامي، الذي أقيم أول أمس الثامن عشر من نوفمبر، تعزيزًا للتواصل الثقافي والحضاري مع العالم، ولإحداث نقله نوعية في الفكر الثقافي، وتحقيق التنمية المستدامة القائمة على قواعد راسخة من القيم الإسلامية، إلى جانب سعي المركز الحثيث إلى تحفيز التفكير حول الثقافة الإسلامية، إضافة إلى نشر الوعي حول أشكال التعبير الفني الإسلامي القديم والمعاصر. حيث "يلقى الفن الإسلامي مزيدًا من الاعتراف على الصعيد العالمي" هذا ما صرح به حسين حنبظاظة مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وأضاف: "افتُتح في العقدين الماضيين عدد من المتاحف الجديدة التي خصصت حصريًا لدراسة وتقديم الفن الإسلامي، مثل متحف الفن الإسلامي في ماليزيا ومتحف آغا خان في تورونتو. كما شاهدنا متاحف عالمية ذات مجموعات قائمة، وتجري أعمال تجديد لمعارض الفن الإسلامي مثل متحف اللوڤر في باريس، والمتحف البريطاني في لندن، ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك". وما زال هذا الاتجاه يسهم في التوسّع والنمو بأساليب جديدة ومبتكرة، بما في ذلك هذه المبادرة الجديدة من اليونسكو، التي جاءت استجابةً لهذا الوعي العالمي المستجدّ من خلال تقديم الدعم اللازم للمحافظة على الثقافة البصرية للعالم الإسلامي والاحتفاء بها". كما قال حنبظاظة: "يمثّل معرض "شطر المسجد" معلمًا هامًا بالنسبة إلى مركز "إثراء" وللمملكة العربية السعودية، وهو التعاون الأول بهذا الحجم بين متحفٍ في مصر وآخر في السعودية، ويشكّل خطوةً هامةً إلى الأمام على درب التعاون الثقافي وتعزيز الروابط بين الدولتين." وقال قيّم الفن الإسلامي في مركز "إثراء" إدريس تريفثان: "إنّ معرض شطر المسجد اكتشاف وتحية للمسجد، وأصوله، ومعانيه ووظائفه من خلال تقديم 116 قطعة أثرية من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. مؤكدًا أن المعرض سيسلط الضوء على المعاني والسياقات التي تقع خلف هذه المباني وديكوراتها الداخلية، وإظهار دور أماكن العبادة واللقاءات؛ حيث تلتقي المجتمعات المحلية وتتبادل الأفكار والمعرفة، وتقوم بأعمال الخير والتأمّل." ووفقًا لهيئة إدارة المواقع المحمية، فإنّ "الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي لا يشجّع على تقدير الفن الإسلامي الذي ألهم الحركات الفنية الأخرى فحسب، بل يسهم أيضًا في التنوّع الثقافي، وحرية التعبير، وحماية الإرث الثقافي، والحوار ما بين الثقافات. كما يعد الإعلان عن هذا اليوم طريقة لتعزيز التسامح بين الشعوب، ودعم التقارب الثقافي وكلاهما ممكن من خلال قوة الفن."