واجه مركز العون بجدة المؤسسة الخيرية غير الربحية جائحة كورونا (كوفيد- 19) بجملة من الاحتياطات والإجراءات الاحترازية، في ظل عمل جماعي وتعاون بين منسوبيه وتحت إشراف إداري مميز، حيث وضعت إدارته خططاً استراتيجية وتمكنت من توظيف الجهود وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم كل الخدمات التي وضعها المركز في سبيل خدمة هذه الفئة. (البلاد) رصدت العمل الاجتماعي والخيري والمؤسسي ميدانياً؛ حيث أوضحت مديرة المركز الدكتورة مها الجفالي، أن رؤية المركز تصور اليوم الذي يمكن فيه سد فجوة الخدمات والبرامج المتطورة في عالمنا لصالح الاندماج وتحسين نوعية حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية ومساندتهم بأي طرق فعالة، تضمن كمال مشاركتهم أما رسالته فهو مؤسسة خيرية غير ربحية يقوم عليها أشخاص أخذوا على عاتقهم العمل المستمر لتطوير حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وذلك بمنحهم الفرصة للتعلم والعيش والعمل واللعب في بيئة آمنة. وعن كيفية تجاوز المركز لتداعيات الجائحة أثناء فترة الحظر أكدت الجفالي الاستعداد المبكر للمركز بوضع خطط متعددة تناسب معظم الظروف المحتملة بدعم ومساندة القائمين على هذا الصرح الخيري، وتوفير كل الاحتياجات اللازمة، التي تضمن استمرار العمل والعطاء للأطفال المنتسبين له. واستطاع المركز التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم أثناء فترة الحظر وما بعده بالتواصل اليومي المستمر مع الأطفال والأمهات عن طريق برنامج (العون في بيتي) وبالتعليم عن بعد، وإطلاق مبادرة (كلنا آذان صاغية) التطوعية التي هدفت إلى مساعدتهم وأسرهم معنوياً ونفسياً للتأقلم لمواجهة التحديات والظروف التي يمرون بها. ومن أهم التحديات التي واجهت الأسر وكذلك الأطفال بدايةً، عدم فهم ما يدور من حولهم (لماذا لم أذهب إلى المركز؟!) ماذا يعني فيروس كورونا؟؛ ماذا تعني الإجراءات الوقائية والاحترازية؟ لماذا التعليم عن بعد؟ وكذلك تغيير الروتين اليومي لهم ولأطفالهم، ولا ننسى وقت الفراغ والعزلة الاجتماعية أيضاً. وحول الإجراءات التي اتخذت لضمان استمرار العمل عن بعد، مع الأطفال وأسرهم بكافة وسائل الاتصال المتاحة عند الأسر، فقد تم تحديد يوم في الأسبوع لاستقبال أولياء الأمور لاستلام وتسليم أوراق العمل الخاصة بالأطفال مع استمرار الجلسات الفردية العلاجية للأطفال بمواعيد محددة مسبقاً، والأخذ بعين الاعتبار جميع الإجراءات والتعليمات الاحترازية المقدمة من وزارة الصحة على مدار اليوم. وعن تأهيل المركز لمنسوبيه للتأقلم مع الجائحة ورفع نسبة التثقيف لديهم، أوضحت الجفالي أن الإدارة اتخذت العديد من الإجراءات التي تضمن تهيئة وتأهيل جميع منسوبي المركز للعمل سواءً عن بعد أو داخل المركز في ظل الجائحة، كالتدريب واللقاءات عن بعد، أما بعد زوال الجائحة فسيكون العمل بأبجديات مختلفة بحسب توجيهات الجهات المعنيّة مع استغلال كل الخبرات التي برزت في وقت الجائحة للاستفادة منها مستقبلاً؛ كالتعليم عن بعد مع بعض حالات الأطفال في المركز، إذا لزم الأمر واحتاجها الأطفال فيما بعد. وأضافت:" لقد تعلّمنا الكثير واكتسبنا خبرات جديدة واستمر تعليم وتأهيل وتدريب الأطفال المنتسبين للمركز سواء عن بعد أو من خلال الجلسات العلاجية الفردية وكذلك اكتساب الأسر لخبرات واستراتيجيات ومفاهيم جديدة في تعليم أطفالها عن بعد، مما ساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من تدريب وتأهيل أطفال مركز العون خلال هذه الفترة الحرجة، ومن واجبنا وضمن إطار مسؤوليتنا الاجتماعية خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية عن طريق تسهيل طرق التعليم والتدريب لهم ولذويهم".