أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة، في خطبة الجمعة أمس، أنه لمَّا اقتَضَتْ حِكمةُ اللهِ تعالى ورحمتُه بالخليقةِ أنْ يتعاهدَهم بمَنْ يُصلِحُهم ويَسُوسُ أمرَهم ويسوقُهم إلى مَرَاشِدِهم، وينقلُهم من الضَّلال إلى الهدى، ويحفظُ عليهم الفِطْرَةَ المقرَّرة بعث فيهم أنبياءَ ورُسُلًا، هم خِيرَةُ الخلقِ، وصَفْوةُ الحَقِّ، السُّفَراءُ بين اللهِ وخَلْقِه، يُبلِّغونَهم رِسَالاتِه، ويُعَلِّمونهم آياتِه ومُراداتِه، ويَمشُونَ بينهم بأحسنِ الأخلاقِ، وأشرفِ الصِّفاتِ، حتَّى يكونوا بُغيةً للمُقتَبِسين، وقُدوةً للمُلتَمِسين. فدَرَجَ على هذا الدَّربِ صَفْوةٌ كثيرةٌ، ونَهَل مِنْ هذا الشِّربِ خُلاصةٌ أَثِيرةٌ، كان آخرَهم عَلَمُ الهُدى، وسيِّدُ الوَرَى، خاتَمُ النَّبيِّينَ، ورحمةُ اللهِ للعالمينَ: محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ المطَّلبِ بنِ هاشمٍ، النبيُّ العَرَبيُّ القرشيُّ الهاشميُّ، سَليلُ إبراهيمَ الخليلِ مِنْ وَلَدِه الذَّبيحِ إسماعيلَ، صلى اللهُ عليهم وسلَّم وشرَّف وكرَّم ختَم اللهُ بهِ دِيوانَ الرِّسالة، وتمَّمَ به أَنْوَارَ النُّبوَّة، وجعلَهُ بابَ الخليقةِ الشَّارعَ إلى جَنَّتِه، ودليلَهُمُ المُوصِلَ إلى رَحْمتِه، لا يقبلُ اللهُ بعد بِعثَتِه دِينًا غيرَ دينِه، ولا يرضى طريقةً غيرَ طريقتِه، هو وأمَّتُه الآخِرونَ في الدُّنيا الأوَّلُون يومَ القِيامةِ. وأكد فضيلته أنَّ حديثَ الهجرةِ ليُنَادي بصوتٍ يَسْمَعُه مَنْ بَعُد كما يَسْمَعُه مَنْ قرُبَ: أنَّ الشَّدائدَ لا تدومُ، وأنَّ الاصطفاءَ قرينُ الابتلاءِ، وأنَّ المكارمَ مَنُوطةٌ بالمكارِهِ، وأنَّ العِبْرَةَ بكمالِ النِّهايات لا بنقصِ البدايات، وأنَّ العبدَ يَبْذُل الأسبابَ واللهُ يُنجِحُ المساعي، وأنَّ الفرجَ مع الصَّبر، وأنَّ النَّصْرَ معَ الكَرْبِ، وأنَّ معَ العُسْرِ يُسْرًا! إنَّها هجرةٌ تكشِفُ: أنَّ سِيرةَ النبيِّ الهادي، عليه أفضل الصلاة والتسليم، عليها تُوزَنُ الأقوالُ والأعمالُ والأحوالُ، وأنَّه لا خَيْرَ في هَدْيٍ يخالِفُ هَدْيَ محمد، صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لَنْ يَصْلُح آخرُ هذه الأمَّةِ إلا بما صَلَح به أوَّلُها وأنَّ مَكابَدةَ المشاقِّ طريقُ الانطلاقِ.. ومِنْ ظُلمةِ الآلامِ تَنْبَلِجُ أساريرُ الآمال! هِجْرَةٌ تُفصِحُ: أنَّ المهاجرَ من هَجَر ما نهى اللهُ عنه ورسولُه وأنَّ هجرةَ الأبدانِ تنقطِعُ وهجرةَ القلوبِ إلى ربِّها دائمةٌ ما دامتِ الأرواحُ في الأجساد. وفي المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس عن التفكر والاعتبار موصيا فضيلته المسلمين بتقوى الله، عزوجل . وقال فضيلته: " كونوا من أهل البصائر والإيمان , واتبعوا سبل ذوي الألباب والإحسان، فأولو الألباب هم أهل العقول المستقيمة، والفطر السليمة، وهم الذين ينتفعون بالوحي، ويفهمون معاني ما انزل الله على مراد الله ومراد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويعلمون بكلام الله؛ رجاء ثوابه، وخوفا من عقابه.