أكد مصدر سياسي مقرب من رئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي، أن التشكيلة الحكومية للمكلف جاهزة وستقدم للبرلمان قريبا، مشيرا إلى أن الكاظمي عمل منذ أيام على تجهيز تشكيلته الحكومية التي ستطرح على مجلس النواب الأسبوع المقبل أو بعده”. وبين أن “رئيس الوزراء المكلف سيجري مشاورات سريعة مع الكتل السياسية قبل الذهاب إلى البرلمان”. وكُلف الكاظمي بمهمته الجديدة، وسط دعم سياسي واسع من قوى البلاد المختلفة التي وصفتها بالصعبة، فقد عبر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في اتصال مع الكاظمي عن دعمه لتشكيل الحكومة، وتمنى له النجاح في مهمته، وأن تكون هذه الخطوة سببا للتقارب بين المكونات العراقية وبوابة لحل المشاكل والأزمات في البلاد. فيما كشف زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي عن اتفاقه مع بارزاني لطرح اسم الكاظمي لتشكيل الحكومة الموقتة منذ أكثر من شهرين. وقال علاوي في تغريدة له على حسابه في “تويتر” وتابعتها “إيلاف” إنه “منذ أكثر من شهرين اتفقت مع مسعود البارزاني على مفاتحة القوى السياسية لطرح اسم الكاظمي لتولي مسؤولية تشكيل الحكومة الموقتة”. وأضاف “اليوم وبعد ضياع كل ذلك الوقت أدعو الكاظمي لإشراك الاتحادات والنقابات والمتظاهرين السلميين ومن الواجب والضروري على القوى السياسية تسهيل مهمته”. وعبر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني عن دعمه للكاظمي للعمل معاً بهدف حل جميع ما تبقى من قضايا عالقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بموجب الدستور، كما قال في اتصال هاتفي مع المكلف. أما رئيس تحالف الفتح هادي العامري، فقال: إن “السياقات الدستورية عادت إلى طبيعتها “، مشيراً إلى أن ” الكتلة الأكبر أخذت استحقاقها”. وأكد دعم الكاظمي بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة. وأكد تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم دعمه للكاظمي في مهمته الوطنية الجسيمة من أجل خير العراق، بينما قال ائتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي: إنه حريص على التوصل إلى تفاهمات وطنية تفضي لتشكيل حكومة جديدة بعيداً عن أي وصاية خارجية لتحقيق طموحات المواطن العراقي. وعبر عن ثقته بأن يخطو الكاظمي باتجاه العمل للتخفيف من واقع الأزمات المالية والصحية والجماهيرية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. من جهته، اعتبر نائب رئيس مجلس النواب بشير حداد أن الكاظمي يحظى بفرصة أفضل من المكلفين السابقين محمد توفيق علاوي، وعدنان الزرفي في نيل حكومته الثقة. وأضاف أن “الكاظمي لديه مقبولية من الجهات والقوى السياسية الشيعية والكردية والسنية”. وكان الكاظمي في أول خطاب له إلى العراقيين، الخميس، بعد تكليفه بمهمته الجديدة، تعهد بتشكيل حكومة خدمات للشعب وليست حكومة غرف مغلقة وأسرار، معتبرا أن منحه الثقة في هذه المرحلةِ الحساسة من تاريخِ العراق اختبار وطني عسير وكبير، والنجاح فيها وصولا إلى الانتخابات العادلة النزيهة ليس مهمةَ فردٍ واحد بل واجبٌ على عاتقِ الجميع. وأضاف أن التشكيلة الوزارية التي سيقدمها في أسرع وقتٍ إلى مجلس النواب مع البرنامج الحكومي ستكون حكومة خادمة للشعب بالأفعال وليس بالأقوال والجميع من دون استثناء يتحملون مسؤولية دعمِ هذه الحكومة وإنجاحِ خطواتها والمشاركةِ في خدمة الشعب. وأشار الكاظمي إلى أنّ الاقتصاد العراقي منهك والترهل الوظيفي أنهك الدولة “ولذلك سنحرك عجلةِ الاقتصاد بتوسيع الاستثمارات وتنويعِ الدخلِ وتشجيعِ الصناعةِ والزراعةِ والتجارة. ونوه إلى أنّ هناك مطالب الناس التي عبروا عنها خلال التظاهرات وقال إن “هذه المطالب هي امانة في اعناقنا، الدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في الحرب على داعش غالية، والدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في ساحات التظاهر للمطالبة بالحقوق غالية كذلك.. وسنحمي هذه الحقوق”. وشدد على أنه “لا تنازل على حساب كرامة العراق، فهو بلد سيادي والحكومة ستكون ساهرة على مصالح العراقيين، والسلاح هو اختصاص الدولة فقط وسنعمل على حصره بيدها. وقال: إن “المؤسسات العسكرية والأمنية بمختلف صنوفها، الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة ستقوم بواجبها لمنع انفلات السلاح”. وأكد بالقول “لن أتخلى شخصياً عن إعادة النازحين”. وعن علاقات العراق الخارجية، أشار إلى أنّ هذه العلاقات “يجب ان تكون ناجحة ولن نسمح بإهانة أي عراقي من أي جهة داخلية أو خارجية، فالعراقي ليس تابعاً ونحن أنداد لخصومنا وأشقاء لجيرانا”. واعتبر المكلف محاربة الفساد والفاسدين “مهمة وطنية وعلينا أن نثبت اننا نليق بالعراق بالأفعال وأن نتعاون ونثق بالدولة فهي ليست شخصاً أو طائفة أو قومية”، مؤكداً بذل كل الجهود والعلاقات الداخلية والخارجية لحماية العراق في مواجهة وباء فيروس العالمي ودعم الكوادر الصحية والطلبة والأجهزة الأمنية الآن ومستقبلاً وتوفير الميزانيات اللازمة لحماية الصحة العامة.