نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحضر معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ المؤتمر الثالث لزعماء أتباع الأديان السماوية الذي ينعقد تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزار باسيف في مدينة أستانة بجمهورية كازاخستان في الفترة من 8 إلى 9 رجب الحالي. ويحضر المؤتمر عدد من رؤساء الدول وأكثر من 60 وفدا من مختلف بلدان العالم، كما يحضره عدد من ضيوف الشرف ومندوبون عن المنظمات الدولية مثل الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومنظمة اليونسكو ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وسيعقد المؤتمر في يومه الأول جلسة عامة بعنوان " دور زعماء أتباع الأديان في بناء السلام القائم على التسامح والاحترام المتبادل والتعاون " .فيما يتضمن اليوم الثاني ثلاثة محاور يخصص أولها لموضوع " القيم الأخلاقية والروحية والأخلاق العالمية " يتناول المحور الثاني موضوع " الحوار والتعاون " ، بينما يناقش المحور الثالث " التضامن في وقت الأزمات " ، كما سيصدر المؤتمر وثيقة ختامية في نهاية أعماله . ونوه معالي رئيس مجلس الشورى في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بحرص المملكة العربية السعودية - باعتبارها محضن الإسلام الأول ، ومهبط الوحي - على المشاركة في فعاليات الحوار حيث سبق الإسلام منذ فجره الميمون إلى اعتماد الحوار وسيلة حضارية للتفاعل مع الآخرين ووضع له القواعد ورسم له حدوده وضوابطه لافتاً إلى أن الإسلام قدم نماذج حوارية فريدة عبر تاريخه وهي المحفز لاستئناف الحوار الحضاري ، وإعادة تنشيط فعالياته ، وأخذ زمام المبادرة إليه استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى ، وتأسياً وإتباعا لنهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . ورأى أن الحوار أصلٌ من الأصول الثابتة للحضارة العربية الإسلامية، ينبع من رسالة الإسلام وهديه، ومن طبيعة ثقافته وجوهر حضارته استنادًا إلى قوله تعالى : {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلاَّ اللَّه ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون اللَّه} . فهذه الآية في عمقها وجوهرها، وفي مغزاها ومعناها، دعوة إلى الحوار الراقي الهادف. وأشار معالي رئيس مجلس الشورى إلى المبادرة الخيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله - في سبيل تقريب وجهات النظر بين أتباع الأديان وتمثلت في مبادرات حوارية في مكةالمكرمة ، ومدريد وفي نيويورك ، كما ينتظر عقد مؤتمر عالمي في جنيف بعنوان : ( مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية ) وذلك في الفترة من 9 11 /10 /1430ه ، حيث تأتي كل هذه المبادرات والجهود في إطار حرص المملكة بنشر رسالة الوسطية والتعريف بدين الإسلام والمشاركة في جميع الفعاليات التي من شأنها أن تدعم العمل الإنساني وخدمة البشرية وتعزيز روح التعاون والوفاق والانسجام وتعزيز التعايش السلمي بين البشر . وأزجى معاليه شكره وتقدير لفخامة رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزار باسيف على رعايته ودعمه لهذا المؤتمر ، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر في فهم أعمق للدين الإسلامي . وسأل معاليه المولى القدير أن يكلل جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في سبيل نشر ثقافة الحوار في المجتمع الإنساني بما يعكس الصورة الحقة عن الدين الإسلامي وسماحته ، متمنياً للمؤتمر التوفيق في أن تحقق أهدافه .