تشكل مزارع البر بمنطقة نجران،هذه الأيام لوحة جمالية تتشابك فيها طلائع سنابل القمح عبر مساحات الحقول الخضراء، الممتدة في القرى على ضفتي وادي نجران ،التي تعد بيئة خصبة لزراعة “البٌر النجراني”بوصفه أحد المصادر الغذائية الرئيسية لأهالي المنطقة. وتشتهر منطقة نجران بزراعة العديد من المنتجات الزراعية من أبرزها البُر والذرة والتمر، والحمضيات وغيرها من المنتجات الزراعية الأخرى،التي أسهمت خصوبة التربة،والمناخ المعتدل، ومهارات الأهالي المُكتسبة قديماً في الزراعة وحرث الأرض والري, في استمرار الزراعة بالمنطقة ومحافظاتها وأضحت بذلك إرثاً تناقلته الأجيال عبر السنيين. وأوضح المزارع حمد آل منصور، أن زراعة البر تمر بعدة مراحل بدءاً من حرث الأرض بشكل جيد وتجهيز التربة من خلال تركها فترة كافية للتهوية والتشميس مع إزالة الأعشاب والعوالق الضارة، وبعدها يتم ري الأرض بشكل جيد للمساعدة في ترطيب التربة بما يسهم في الحصول على حبوب قمح جيدة ومتماسكة. وأشار إلى أن بداية فصل الشتاء في المنطقة هو موسم زراعة بذور البٌر الذي يتم حصاده بعد ما يقارب الثلاثة أشهر من زراعته،عبر طرق الحصاد الحديثة، حيث كان الأهالي قديماً يجتمعون عندما يحل موعد حصاد “البٌر”، للمشاركة في الحصاد مرددين الأناشيد والأهازيج الخاصة بالحصاد التي تتضمن الحمد لله والثناء علية على نعمة المحصول والإنتاج،مبيناً أن مزارع القمح بنجران تنتج “البٌر النجراني” المعروفة ب”السمراء”،التي تلقى رواجاً كبيراً بين أهالي المنطقة والمناطق الأخرى. ويأتي بُر نجران على قائمة أنواع البُر في المملكة، حيث أوضح ناصر راشد أحد أصحاب المحلات والطواحين التي تبيع البر النجراني أن بُر نجران يسمى ب” السمراء” ويتميز بجودته، وبعدم إضافة أي مواد في مراحل زراعته، ويبلغ متوسط سعر الكيس من البُر النجراني مايُقارب 300 ريال ، بينما متوسط الأنواع الأخرى 120 ريالاً للكيس. ومن جانبه أفاد حسن آل عريج أن طريقة البيع تكون بواسطة “المُد” الذي يساوي 3 كيلوات تقريباً, ويبلغ سعر “المُد” للسمراء 20 ريالاً، والزراعي 10 ريالات, وأنواع البر في نجران ثلاثة السمرا، والصما، والزراعي, مؤكداً أن حركة البيع مستمرة طوال العام، وتلقى اقبالاً من جميع فئات المجتمع.