أعلن مركز تنسيق المصالحة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، أن تركيا تدفع بقوة قرابة 130 ألف لاجئ موجود على أراضيها وثلثهم فقط من السوريين، نحو الحدود مع اليونان. وقال رئيس المركز أوليغ جورافليوف أمس (الثلاثاء): "تقوم السلطات التركية حاليا بزج حوالي 130 ألف لاجئ ممن كانوا يتواجدون في مخيمات مؤقتة على الحدود التركية اليونانية، على اليونان، وثلثاهم من غير السوريين، بل أفغان وعراقيون ومواطنون من الدول الإفريقية". وتتجه مساعي الرئيس التركي رجب أردوغان لابتزاز أوروبا بورقة اللاجئين في محاولة للحصول على مساعدات ودعم في مواجهة روسيابسوريا للفشل، إذ شددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل على أن تعامل أردوغان مع الملف غير مقبول، بينما وجه الجيش الوطني الليبي صفعة جديدة للرئيس التركي بتدمير منصات الدفاع الجوي التركية في مطار معيتيقة، فجر أمس (الثلاثاء)، كاشفًا عن خسائر كبيرة لمرتزقته هناك، في وقت تتوقع تقارير أنه لن يحصل على مكاسب ذات شأن في إدلب خلال مباحثاته مع بوتين المقررة غدًا الخميس في موسكو، مشيرة إلى أن أردوغان ليس أمامه إلا التراجع في ملفات إدلب وليبيا واللاجئين. وتمسكت روسيا بموقفها بشأن استمرار ما وصفته بمحاربة الإرهاب في إدلب، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وبين قوات النظام السوري المدعوم روسيًا، وتصاعد أزمة المهاجرين بين تركيا وأوروبا، فيما حققت قوات النظام السوري مزيداً من التقدم، أمس، في وجه القوات التركية والفصائل الموالية لها في إدلب شمال غربي سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام استعادت بدعم جوي روسي السيطرة على طريق دمشق حلب الدولي بشكل كامل، عقب استعادتها مدينة سراقب، وقتلت 69 من الفصائل الموالية لتركيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، إن بلده "لن يكف عن محاربة الإرهاب في منطقة إدلب السورية من أجل حل أزمة الهجرة في أوروبا"، بينما زار وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل برفقة المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارسيتش أنقرة، أمس، لبحث وضع اللاجئين السوريين في تركيا وعلى حدود اليونان وبلغاريا، في ظل موقف أوروبي مندد بسماح تركيا للاجئين بالوصول للحدود الأوروبية. وفي السياق ذاته، زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين اليونان، والتقت بصحبة رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميسوتاكيس، للتأكيد على دعم موقف بلاده وبلغاريا في مواجهة التهديد التركي بإغراقهما وأوروبا بطوفان من اللاجئين. وسلط تقرير تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على الأزمة الحالية على الحدود التركية اليونانية، منوهًا إلى استغلال أردوغان للمعاناة الإنسانية للاجئين كورقة سياسية لتقوية موقفه في إدلب بعد مقتل 36 عسكريًا تركيا هناك الخميس الماضي، مضيفًا أنه لا يوجد مؤشر على أن روسيا ستقدم تنازلات كبيرة لتركيا قد تلحق الضرر باستراتيجيتها في سوريا. وفي إطار التصدي لتدخلات أردوغان في ليبيا، أكدت غرفة العمليات التابعة للجيش الوطني الليبي استهداف منصات الدفاع الجوي التي ثبتتها القوات التركية منذ أيام قليلة في مطار معيتيقة وتدميرها بالكامل. وأعلن المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري أن وحدات الاستطلاع الإلكتروني تمكنت من رصد مكالمات للعصابات الإرهابية السورية التي أرسلها أردوغان إلى ليبيا، كشفت عن مقتل 35 إرهابيًا من لواء سلطان مراد في محور صلاح الدين بالعاصمة طرابلس. إلى ذلك، قال المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث هاني سليمان، إن النظام التركي عمد إلى تسريب الضغوط الواقعة عليه في الداخل عبر خلق مساحات صراع في سوريا وليبيا، مشيرًا إلى أن الدور التركي في خلق نزاعات مسلحة، يمتد أيضا إلى القرن الأفريقي ودول أخرى، بهدف استثمار الأزمات هناك للتوسع ومد النفوذ. وأشار الخبير الاقتصادي الدكتور حسام الغايش، إلى أن تدخل أردوغان في ليبيا وسوريا تسبب في خسائر كبيرة لأنقرة عسكرية واقتصادية، فبالإضافة إلى العسكريين الأتراك القتلى مُنيت الشركات التركية بخسائر بالغة قدرت ب 19 مليار دولار تقريبًا في ليبيا، بينما تشهد سوريا حملة مقاطعة كبيرة للبضائع التركية.