رفضت دول العالم، التدخل التركي في الشؤون الليبية الداخلية، إذ طالب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، خلال مؤتمر برلين حول ليبيا ب”الكف” عن إرسال مقاتلين سوريين موالين لتركيا إلى طرابلس دعما لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. وقال ماكرون، إن على الأممالمتحدة التفاوض على بنود هدنة في ليبيا دون أن يفرض أي من الجانبين شروطا مسبقة. وأضاف “يجب أن أقول لكم إن ما يقلقني بشدة هو وصول مقاتلين سوريين وأجانب إلى مدينة طرابلس، يجب أن يتوقف ذلك”، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي أن الوقت حان لإيقاف تدخل تركيا ومنح الليبيين الفرصة لتقرير مستقبلهم. وانطلقت القمة الدولية حول ليبيا في برلين، التي من المتوقع أن تشدد على ضرورة التمسك بوقف إطلاق النار، ووقف الاعتداءات على مرافئ النفط، وحصر سلاح الميليشيات ووقف التدخلات الأجنبية. وتتضمن مسودة البيان الختامي 4 نقاط أساسية، ألا وهي: احترام حظر توريد الأسلحة، وتعزيز وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه في 12 من الشهر الجاري في موسكو، والعودة إلى العملية السياسية ورفض التدخلات الأجنبية التي تحول الصراع الداخلي في البلاد إلى صراع دولي. ورغم تركيز مؤتمر برلين حول ليبيا الذي عقد أمس على نقاط مهمة بشأن تهدئة الأوضاع وتهيئة الأجواء للتسوية السلمية، إلا أن الدور التركي المصمم على التدخل في الشأن الليبي وفقًا لأجندة تمديد النفوذ في المنطقة، وتمادي حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في الاستقواء بالخارج، مع وقوعها رهينة لمليشيات غالبيتها مدانة بارتكاب عمليات إرهابية، بالإضافة إلى تباين الرؤى الإقليمية والدولية حول الملف، يقلل إلى حد كبير التوقعات الإيجابية لتطبيق مخرجات برلين على الأرض. وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة قد استبق مؤتمر برلين بالتأكيد على استمرار وصول المرتزقة من سوريا إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق والمليشيات الإرهابية المتحالفة معها، مقدرًا عددهم بما يتراوح بين ألف وألفين، وهو ما أكده المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، بأن” تركيا مستمرة في خرق الهدنة وقامت بتركيب منظومة دفاع جوي في مطار معيتيقة، وإنزال أسلحة ومدافع موجهة في ميناء مصراتة، وتواصل جلب المرتزقة السوريين إلى طرابلس”، وسط تزايد التقارير والمقاطع المصورة التي تظهر نقل تركيا لمرتزقة سوريين إلى ليبيا. فيما قال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية يرافق بومبيو في برلين، إن “توقعات نجاح القمة متوسطة والصراع الليبي يتسع بكل المنطقة ويبدو أشبه بسورية بشكل متزايد”، بينما شدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، على أنه لا تفريط في تضحيات الشعب والجيش الليبي، اللذين لن يسمحا بتدخلات تركيا، مؤكدًا أن الحرب على الإرهاب والتطرف مستمرة حتى القضاء على كافة الميليشيات وتحرير كامل التراب الليبي.