عادت المظاهرات إلى مدينة البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية مجدداً، ضد تدخلات إيران والمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية. واحتشد المئات من المتظاهرين أمام المبنى الجديد للمحافظة، مطالبين الحكومة العراقية بتوفير الخدمات الرئيسية وفرص العمل، وسط انتشار مكثف من القوات الأمنية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي. وكان ناشطون بصريون قد دعوا في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية إلى تنظيم مظاهرات واسعة احتجاجا على الوجود الإيراني في المدينة. وطالبت تنسيقية مظاهرات البصرة المركزية، أبناء المحافظة، بالخروج في احتجاجات واسعة ضد الوجود الإيراني وسوء الخدمات وتردي الوضع الأمني وتسلط ميليشيا الحشد الشعبي وكثفت الحكومة العراقية والأحزاب والمليشيات، خلال الأيام الماضية، مضايقاتها للناشطين والمتظاهرين الذين أسهموا، الصيف الماضي، في تنظيم مظاهرات البصرة التي امتدت إلى غالبية محافظات الجنوب العراقي والعاصمة بغداد. وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في البصرة، منذ 7 سبتمبر الماضي، حين اقتحم محتجون مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة، وأضرموا النار فيها، تزامنًا مع إشعال متظاهرين النيران في 12 مقرا لمليشيا وحزب تابعين لطهران في المدينة. وأمام ذلك، لجأت القوات الأمنية العراقية إلى إعلان منع التجوال، وشن حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من الناشطين. وفى سياق منفصل أفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بإن الطائرة المسيرة التي أسقطتها إيران فوق مضيق هرمز كانت على مسافة 17 ميلا من الأجواء الإيرانية، مشيرة إلى أن البحث جار لتحديد مكان حطامها. وقال البنتاغون في بيان إن “الأنباء الإيرانية التي أفادت بأن الطائرة كانت تحلق فوق إيران خاطئة”، في حين تتصاعد حدة التوتر بين واشنطنوطهران في منطقة الخليج. وكانت إيران أعلنت قبل وقت قصير، أن حرسها الثوري أسقط طائرة تجسس أميركية مُسيرة في إقليم هرمزجان التي تطل على مضيق هرمز جنوبي البلاد. وقالت وكالة “إيرنا” الحكومية، ووكالة “سباه نيوز” الذراع الإعلامي لميليشيات الحرس الثوري، إن الطائرة أسقطت عندما دخلت المجال الجوي الإيراني، قرب منطقة كوه مبارك جنوبا. إلا أن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربان، قال لوكالة “أسوشيتد برس”، إنه لم تكن هناك طائرات فوق الأراضي الإيرانية. وكان الجيش الأميركي قد صعد اتهاماته لإيران، بالمسؤولية عن هجوم على ناقلة نفط يابانية في بحر عمان في 13 يونيو. وتعرضت ناقلة نفط يابانية وأخرى نرويجية الخميس الماضي لهجومين، فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز. ووقع الهجومان بعد شهر من تعرض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نرويجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات تخريبية”، في خليج عُمان بالمياه الاقتصادية الإماراتية. ووجهت واشنطن آنذاك أصابع الاتهام إلى طهران أيضا التي نفت كذلك أي مسؤولية.