منذ 34 عاما ، ارتادت المملكة آفاق الفضاء الخارجي ، وكانت من الدول السباقة في هذا الحراك ، ففي العام 1985م كان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أول رائد فضاء عربي مسلم، يضع بصمة المملكة في الفضاء، حينما دار حول الأرض على متن المكوك " ديسكفري " ، واليوم تمشيًا مع رؤية المملكة 2030 ، شهد سموه تدشين الأكاديمية الوطنية للطيران، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية؛ لإطلاق برنامج تدريب فنيي صيانة الطائرات، كما سيتم إطلاق برنامج تدريب الطيارين في شهر سبتمبر من العام الجاري بمطار الثمامة في مدينة الرياض. يشار إلى أن الأكاديمية تختص بعلوم الطيران، وبناء جيل لتطوير تقنيات علوم الطيران على مستوى المملكة والعالم أجمع، كما تساهم الأكاديمية بتدريب 1650 متدربًا سنويًا، منهم 1200 متدرب في صيانة الطائرات، و450 طيارًا ؛ ما يجعلها أكبر مركز من نوعه على مستوى المملكة، تغذي سوق الطيران السعودي المتنامي، ويساهم في إنشاء هذا الصرح العلمي مجموعة كبيرة من الشركاء الاستراتيجيين على مستوى المملكة، مقدمين خبراتهم الطويلة في مجالات عدة؛ لمتابعة مسيرة التطور والبناء، وهم: نادي الطيران السعودي، وشركة أرامكو السعودية، ووزارة التعليم، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والخطوط الجوية العربية السعودية، وهيئة المدن الاقتصادية، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية. هذا التنوع يضفي على الأكاديمية مستقبلًا واعدًا، وقدرة على التطور والنمو المستدام . بيئة تعليم ذكية معتمدة عالميا قامت الأكاديمية بتوقيع اتفاقية مع أكاديمية الإمارات لتدريب الطيارين للتعامل الاستراتيجي، وتبادل أحدث التقنيات، وأفضل الخبرات وأساليب وممارسات التدريب في مجال الطيران، وتتميز هذه الأكاديمية بتسخير أفضل التقنيات ضمن بيئة تعليم ذكية ومدروسة وتدريس برامج معتمدة عالمية؛ لتهيئة منتسبيها، ليكونوا روادًا ومفتاحا لمستقبل يزخر بالمبدعين، الذين يتحلون بروح المنافسة والمسؤولية، كما ستكون الأكاديمية منصة داعمة لتوفير فرص عمل للشباب السعودي الطموح في مجالات تقنية، تساهم في نمو الاقتصاد الوطني، وتعدد مواهب هؤلاء الشباب، الذين وصفهم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأنهم ثروتنا الأولى، التي لا تعادلها ثروة؛ مهما بلغت، وهم فخر بلادنا وضمان مستقبلها. معايير دقيقة لتحقيق المستهدف قال الكابتن محمد السبيعي مدير الأكاديمية: " لدينا طلاب، تم استقطابهم من قبل الرعاة، كما أن الأكاديمية تعمل بصورة متوافقة مع الرعاة؛ من أجل البحث عن الطلاب المتفوقين، لافتا إلى أن هناك معايير للقبول، ولا يتم قبول أي طالب إلا وفقا لهذه المعايير، كما أنه يجب على الشركات الالتزام بمعايير قبول الطلاب لدينا؛ لنضمن الجودة في المخرجات، لأن الأكاديمية تعمل باسم المملكة. أما بالنسبة للمعايير، فهي عديدة، فمثلاً فني صيانة طائرات يحتاج إلى مستوى عال في اللغة الإنجليزية، وكذلك القدرات، وأيضا الاختبار الذي نقدمه لهم في الأكاديمية، فيه بعض المعايير التي سوف يتم الإعلان عنها في الموقع الالكتروني قريبًا. وبالنسبة لمعايير قبول الطيارين فيتوجب أن يجتاز الفحص الطبي، واختبار التخصص؛ حيث إن الدولة، أو الراعي يهمه إطلاق مخرجات مؤهلة للعمل في مجال الطيران، وأن المبالغ التي تم استثمارها لدراسة الطالب، حققت المستهدف. وأضاف: إن هناك تقييمًا عالميًا للطيارين معروفًا، يتم تطبيقه عن طريق شركات طيران كبيرة، وعبر معاهد فضاء؛ من أجل الاستثمار، فالطيار إذا كان يتمتع بالمقومات، وتجاوز كافة اختبارات القبول، يتم إلحاقه بالأكاديمية ، لافتا إلى أن معايير القبول تخضع للشفافية، فالطالب الذي لا ينجح في معاينات القبول يتم إبلاغه أنه غير مؤهل، ولكن تظل له فرص أخرى في صيانة الطائرات، أو أي مجال آخر في الطيران . وتابع: من أهدافنا في المستقبل، أن نستقطب نسبة معينة من الطلاب من مختلف دول العالم ، وذلك لإكساب طلابنا الخبرات وآليات التعامل مع الآخر ، كما أننا نريد أن ينفتح طلاب الأكاديمية من السعوديين على العالم؛ ليتعرفوا على ميكنة الطيران وتقنياته، خصوصًا أن الأكاديمية ذات صبغة عالمية، كما أن بيئة الدراسة يتوجب أن تكون " ذكية". الأكاديمية في سطور الأكاديميّة الوطنية للطيران، غير ربحية، ومتخصصة في جميع احتياجات التدريب لقطاع الطيران. تمّ إطلاقها تحت رعاية رئيس مجلس الأمناء، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وعضوية كل من أرامكو السعوديّة، ونادي الطيران السعودي، ووزارة التعليم، والمؤسّسة العامة للتدريب التقني والمهني، وهيئة المدن الاقتصاديّة ، ومدينة الملك عبدالله الاقتصاديّة، والخطوط الجوية العربية السعودية، والشركة السعوديّة للتنمية والاستثمار التقني.