عشرات المليارات من الدولارات ينفقها السعوديون سنويا على السياحة بالخارج ، تمثل منذ عقود زمنية حالة من الاستنزاف المالي ، وهاهو قطاع السياحة بالمملكة على موعد طموح لاقتصاد واعد ،يسهم بقوة في برنامج التحول وتنويع مصادر الدخل بمشروعات سياحية غير مسبوقة تسبق العصر في أفكارها واستثماراتها وتحويل وجهة السائحين إلى الداخل. هذا الهدف أكد عليه الرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار مايكل راينيجر ، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المؤتمر السعودي الدولي للعقار “سايرك5” بأن مشروع القدية يسعى إلى استعادة مليارات الدولارات ينفقها السائح السعودي في الخارج، متوقعا تدشين المرحلة الأولى من المشروع عام 2022 كما أكد أيضاً أن المشروع سيسهم في توفير 50 ألف وظيفة وتنويع مصادر الدخل ، وإدخال منتجات جديدة إلى السوق تتعلق بالترفيه والسياحة،وطرح فرص استثمارية متنوعة في قطاع المقاولات والطب الرياضي. ومشروع القدية الذي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- حجر الأساس لمرحلته الأولى في إبريل الماضي ، يمثل طفرة في صناعة الترفيه والسياحة، فضلًا عن كونه المشروع الترفيهي الحضاري الأضخم من نوعه في العالم. فالمشروع الذي أعلنه سمو ولي العهد الأمير الأمير محمد بن سلمان في عام 2017 في إطار رؤية المملكة 2030، يعتبر أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية بالمملكة، لتصبح مرحلته الأولى خلال العام الجاري أقرب إلى تحقيق أحلام شباب الوطن في بناء الوجهة الترفيهية والرياضية الأولى في المملكة، وتلبي كافة احتياجات الشباب من الجنسين ، حيث تم اختيار الموقع على بعد 10 كيلو مترات عن آخر محطات المترو، و40 كيلو مترًا من وسط العاصمة الرياض ،ويشكل أنموذجًا جديدًا لتنمية الأراضي الصحراوية الشاسعة حول المدن من دون تكاليف مرتفعة مقارنة مع مشاريع عالمية أخرى، فضلًا عن كونه رافدًا مهمًّا للاقتصاد المحلي، إذ سيضيف نحو 17 مليار ريال سنويًّا للاقتصاد السعودي، ويساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب. ويمتد مشروع القدية، الذي يقع على مساحة 334 كيلو مترًا مربعًا، وهي مساحة أكبر من ديزني لاند الأمريكية بثلاث مرات، وتضم جبال طويق، وأوديتها، فضلًا عن إطلالة على الصحراء، والقرب من الطريق السريع. وتتضمن القدية أيضًا أكاديميات للتدريب، فضلًا عن المضامير الصحراوية والإسفلتية المخصصة لعشاق رياضات السيارات، والأنشطة الترفيهية المائية والثلجية، وأنشطة المغامرات في الهواء الطلق، وتجارب السفاري والاستمتاع بالطبيعة. ومن المتوقع افتتاح المرحلة الأولى للمدينة في عام 2022، إذ يقوم تطوير المشروع على 3 مراحل؛ الأولى لبناء مرافق المدينة، والثانية لأعمال التطوير، والثالثة لنمو المدينة حتى عام 2035، وذلك في تطبيق حقيقي لواقع الرؤية السعودية. ومدينة القدية مصممة بدرجة تضع السعودية في خارطة الاستثمار العالمي الجاذب، وأيضًا في قلب صناعة السياحة العالمية، وستنعكس على دعم مصادر الدخل، وتقوية الركائز الاقتصادية، ودعم الإصلاحات الكبيرة. وسيعمل المشروع في مراحله المختلفة على استقطاب ملايين السائحين السعوديين بل وجذب ملايين السائحين من دول مجلس التعاون ومن العالم من أجل سياحة فريدة تنطلق في القدية وفي منظومة المدن الذكية والمشاريع الترفيهية على أرض المملكة.