إليك يا من تحتل مني النفس وتضرب بجذورك في أعماق القلب.. أقدم استقالتي من عشقك.. أفر هاربة من ثقوب قلبك.. وأعلن هزيمة مشاعري أمام قسوتك اللامتناهية.. فدعني ألملم بقايا جرحي وأحمل حقائب وجعي وأرحل عنك.. دعني أحاول تضميد جرح كبريائي المسفوح على أعتاب غرورك ونرجسيتك المفرطة.. دعني أحاول إيقاف نزيف أيام عمري في صفقة حبك الخاسرة.. دعني أحاول مقاومة هذا الموت الذي أحياه معك.. فما عدت أقوى على التحمل أكثر مما احتملت ولا على الصمود أمام رياح غضبك الهوجاء أكثر مما صمدت.. وما عدت أستطيع أن أكذب على نفسي أكثر مما كذبت ولا أن أمنيها بأن معجزة ما ستحدث ذات يوم لتحيي إحساس الإنسان فيك مرة أخرى وتوقظ ضميرك فقد ولى زمان المعجزات.. دعني أتوه في متاهات الحياة وحدي فما أهون هذا الضياع أمام طوفان العذاب الذي أصبحت تغرقني به كل يوم.. دعني أحترق في بوتقة الحزن حتى الانصهار.. دعني أتلاشى حتى العدم.. أطلق سراحي من سجن ذكرياتك.. فما عدت أحتمل العذاب.. وما عدت أقبل بالهوان.. أحدق في مرايا وجهك الشمعي.. علّني أعثر على ذاتي التي فقدتها في بحر عينيك منذ زمان طويل.. ترتسم على شفتيك ابتسامة فارغة المعاني.. تتجمع سحب الوجع المتراكم في داخلي لتعلن عن بدء مواسم مطر الحزن الصامت في قلبي.. تحتلني مساحات من الوحشة والخوف.. أحاول التعلق بخيوط طيفك الواهية.. يلفني الضباب من كل جانب.. تختلط الأزمنة في ذاكرتي.. تتساقط أيام العمر كأوراق الخريف.. فلا يبقى مني سوى عينين مبعثرتين فوق حطام المرايا. [email protected]