كم هو مؤلم ومحزن أن ترى قلة من الشباب يميلون بأفكارهم وتوجهاتهم نحو المجهول تحت ذريعة الاسلام السياسي! وبعد أن يتمكنوا منهم تجد أن معيار الولاء والانتماء لديهم قد فاق معيار الولاء والانتماء للوطن! ورغم أخطائهم السياسية القاتلة سابقاً ومواقفهم المخزية لاحقاً حيال قضايا بلادهم ، لازال هناك من يستهويهم ويعيش تحت جلبابهم ، وأخص بالذكر هنا فئة قليلة من الشباب حيث الوقود الحقيقي الذي يتم استهدافه لعشقه الفزعات ، وكل ما هو آت ، حيث لايتوانون عند رسم الأهداف لتنفيذ الاجندات وفق التوجهات!! ورغم إيمانك المطلق بالله عز وجل ، لكن دون أن تحمل توجهاً سياسياً أو أجندات فكرية حزبية ، اذن فأنت خارج ملتهم ولست منهم ، ولا يعيرونك أي اهتمام وربما تكون خارجاً عن الاسلام من وجهة نظرهم التي يكتسيها الاقصاء وباطنها التقية!! يجيدون فن التحريض واشعال الفتن ويتسترون بعباءة الدين ، ويعيشون على الكوارث والمحن ، ويستغلون الشباب بالدورات التدريبية” القيادية” ليصنعوا منهم دعاة “للتخريب” لا للتغيير بما “يهمش” دولة المؤسسات ويعزز مكانة الحزب و الولاء لقيادي حركته! يبسطون لهم الأمور ويقيمون لهم المشاريع الصغيرة ، لكسب رضا اسرهم ، حتى يحسّن الشباب في اداء المهام المناطة بهم، ولا يستطيعون الخروج بعد أن قبعوا في اسرهم!! يتوغلون في المجتمعات حتى يصلوا لأهدافهم وتعيين المحسوبين عليهم بصمت ، حتى لا تنكشف خططهم، ويحاربون الكفاءات التي لاتسير على خطاهم ، أو تعمل وفقاً لتوجهاتهم وفكرهم!! أقسم بالله العظيم الذي لا اله الا هو أنني أكتب هذه المقالة من واقع حقيقي مرير شاهدته بنفسي وبمواقف عديدة دونتها هنا بطريقة غير مباشرة ، كل ذلك لأني لا أحبذ فكرهم ولا أميل لتوجههم وأرفض مبدأ الأحزاب التي تربط الدين بالسياسة واقحامه في كل قضية أو حدث! وكنت أتمنى أن يكتفوا بالدعوة لتعزيز قيم الاسلام بعيداً عن التنظير وموضة التغيير ، ودون الخوض في العمل السياسي الذي لم ولن يفلحوا فيه أبداً بل أصبحوا أدوات في أيدي “شرقية” و “غربية “ “تمقت ” العرب و “تعادي” الاسلام!! أكرر ما قلته سابقاً ان لكل فرد حرية الرأي والاختيار ، لكن لايجوز إقصاء الاخر بحجة أنك لست منا! فكيف على الانسان أن يكون ولاؤه لفكره وحركته أعمق وأكبر من ولائه وانتمائه لوطنه وولاة أمره ، والادلة كثيرة والمواقف السياسية خير شاهد! وما يحز في نفسي والكثير من أبناء بلدي والشعوب الخليجية والعربية والإسلامية العداء البغيض لبلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ، من هذه الحركة ” اللي ما فيها لا خير ولا بركة”! أخيراً وليس آخراً .. انتبهوا لأبنائكم من التجييش الحزبي تحت مظلة الدين ، حيث البداية من استغلال المساجد والمدارس عبر لجان تطوعية، ثم اجتماعات دورية خارجية ترفيهية، ثم هدايا تذكارية تربطك مع الحركة الاخونجية !! لذا عليكم الالتزام بتعاليم الاسلام السمحاء ، وحب الاخر والولاء والانتماء لاوطانكم وولاة اموركم ، واتركوا عنكم دعاة التغيير والتنظير عشاق” اللف والدوران” والمصالح الدنيوية !! *كاتب كويتي [email protected] @M_TH_ALOTAIBI