٭ لأن الطفل هو أساس التنمية والحضارة، أولى الجميع اهتماماً خاصاً به، ووضع استراتيجية للتعامل السوي معه والقدرة على الارتقاء به، ووفقاً للمجلس العربي للطفولة والتنمية فإن الأطفال يمثلون قوة في ميزان سكان المملكة العربية السعودية إذ بلغت نسبة من هم دون ال 17 عاماً حوالي % 46 من حجم السكان . والاطفال لهم متطلبات ومطوحات بحاجة إلى تعريف المجتمع بها سواء صحية أو اجتماعية أو نفسية، أو سياسية، وغيرها من المجالات التي تتطلب هنا تضافر الجهود من الدولة لتطبيقها وتمتع الطفل السعودي بها، والمؤسسات الاجتماعية لها دور أيضاً بجانب دور الأسرة التي يقع عليها العبء الأكبر، فالأسرة السليمة تبني مجتمعاً سليماً . ٭ومن خلال بحثها حول " حقوق الطفل في الهيئات العالمية " ناقشت الاستاذة الجوهرة العنقري نائب رئيس هيئة حقوق الانسان في المنطقة العربية حقوق الاطفال ومدى منحها للأطفال حيث قالت : إن الطفل كما تنص اتفاقية حقوق الطفل هو إنسان لم يتجاوز ال 18 عاماً، يعامل معاملة جيدة من الدول والاطراف المرتبطة به، ولم يمارس اي نوع من أنواع التميز المتعلقة به أو بوالديه سواء على الجنس أو اللون أو الدين أو اللغة، بحيث تتخذ الدول جميع التدابير لتكفل للطفل الحماية من جميع اشكال التمييز طبقا هنا لاتفاقية حقوق الطفل، إذ لا بد أن تأخذ الدول والمؤسسات في اعتبارها مصلحة الطفل وضمان حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فتعترف الدول أن لكل طفل حقا في الحياة كما تكفل إلى اقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموه . إلى جانب حقه في الحفاظ على هويته، كما أن للطفل الوليد حقه في معرفة والديه وأن يتلقى رعايتهما، وضرورة تسجيله في السجلات المدنية . كما تشير العنقري إلى حق الطفل في عدم فصله عن والديه على كره منهما، إلا في حال كان ذلك الأمر لمصلحته كتعرضه للإساءة أو الاهمال او لانفصال والديه، مع مراعاة لم شمل الاسرة وضمان علاقات منتظمة شخصية . ويجب ان يتحمل الوالدان المسؤولية المشتركة في تربية الاطفال ونموهم، على أن تعمل الدول على مساعدتهما من خلال تطوير مؤسساتها والمرافق الخاصة بخدمات وتعليم الطفل، كذلك حمايته من جميع انواع العنف والاساءة والضرر سواء كان بدنيا او جنسيا او عقليا او اهمالا، مع وضع التدابير الوقائية للحماية والدعم والتحقيق، وايضا معالجتها ومتابعتها وتدخل القضاء إذا لزم الأمر . مدونة للأسرة ٭وتطرح نائبة رئيس هيئة حقوق الانسان - رئيس لجنة الاسرة بالجمعية نقطة مهمة هي فكرة وجود مدونة لاحوال الأسرة منبثقة عن تعاليم الدين الاسلامي وجاء ذلك لأن هناك الكثير من الجهل في تطبيق العقيدة الاسلامية فكثير من السيدات يجهلن ما هي حقوقهن، إلى جانب بعض الرجال الذين لا يعلمون ما هو الواجب عليهم تأديته تجاه اسرتهم، لذا فإن هذه المدونة تختصر كل ما هنالك من تعاليم الدين الاسلامي في المعاملة الخاصة بين الرجل والمرأة والاطفال، ويجب ان تكون في متناول كل انسان ابتداء من توزيعها بالمدارس والوزارات بأنواعها، وجميع دور القطاعات الخاصة، والاجتماعية . وطالبت الجوهرة العنقري أن تكون جزءاً من حياة الشخص حتى يتمكن من معرفة الحقوق والواجبات التي بأت الجهل بها يولد الكثير من المشاكل التي بدأت تظهر على السطح وما دون السطح من مشاكل وقضايا أسرية باتت مؤشراً مرتفعاً جداً حتى أصبح هذا المؤشر في تزايد إلى أن تتم توعية كافية للحد من ارتفاعه . خطط تنموية ٭وفي اطار اهتمام المملكة بالاطفال تقدم خدمات مختلفة لتأسيس جيل المستقبل وتوفر لهم كافة انواع الرعاية والتمييز، انشأت لجنة وطنية للطفولة تساهم في تطوير وتعزيز اوجه الرعاية للاطفال ووضع خطط التنمية تخدم الطفولة وتطورها يقدمها د .ابراهيم الشدي وكيل وزارة التربية والتعليم للعلاقات الخارجية، والأمين العام للجنة حقوق الطفولة الوطنية في ورقة عمل عن الطفولة قدمها مؤخرا في المؤتمر الدولي الثالث لصحة الطفل ..بعنوان " الطفولة في خطط التنمية " . حيث أنه أكد من خلال ورقته على ضرورة تطوير مخرجات التعليم بما يتفق مع الشريعة الاسلامية وحاجات المجتمع المتغيرة ومتطلبات التنمية، وهذا الأساس بلا شك له العديد من الآليات لتنفيذه منها وجوب التعليم بالنسبة للمرحلة الابتدائية للبنين والبنات، وتحديث وتطوير المناهج الدراسية وطرق تدريسها ورفع مستوى المعلمين وتطوير برامج ووسائل التعليم لتلبية حاجات المجتمع الفعلية، ومعالجة مشكلة التسرب الدراسي في مراحل التعليم كافة، إلى جانب زيادة الاهتمام بالبحث العلمي والتطبيقي في الجامعات والبحوث ومراكز البحوث، مع تشجيع القطاع الخاص على الاسهام في توسيع قاعدة التعليم العالي، والاهتمام بأوجه النشاط اللاصفي في مراحل التعليم والتأكد من تكامل ومرونة قنوات وروافد التعليم . خطوط مستقبلية لتطبيقها ٭ولتفعيل عمل اللجنة الوطنية وتطويرها يطرح د .الشدي بعض الخطط المستقبلية التي تطمح اللجنة الى تطبيقها ونشرها لصالح أطفال المملكة وتتمثل في التالي : ٭وضع استراتيجية وطنية للطفولة لمساعدة الجهات ذات العلاقة بالاطفال لتخطيط برامجها، وايضا نشاطاتها التي تعزز اوجه الرعاية التي تقدم للاطفال . ٭نشر الوعي التربوي والتعريف بحقوق الطفل لدى الاسرة والجهات المعنية بالاطفال، ووضع دليل موحد يشمل كافة الانظمة والاجراءات والتعليمات الخاصة بالطفولة في المملكة . ٭انشاء قاعدة معلومات الطفولة في المملكة مع وضع آلية لتحديث المعلومات وطرق الاستفادة منها، ووضع المعايير التي تظهر مدى حصول الاطفال على الرعاية التي يحتاجونها وفقاً لاوضاعهم الصحية والاجتماعية والثقافية وغيرها . ٭تشجيع الكتّاب والمؤلفين والعلماء على البحث والكتابة في مجال الطفولة للاستجابة لحاجاتهم وفق مراحل نموهم . توصيات المؤتمر الايجابية ٭لقد جاءت توصيات المؤتمر العالمي لصحة الطفل لصالح الاطفال والعناية بشؤونهم وتحقيق طموحاتهم . نذكر هنا بعض ما اوصى به المؤتمر الذي عقد مؤخرا ٭لقد اوصى الوضع الراهن للطفل السعودي، وتوحيد الجهود لاعلان برنامج الامان الاسري الوطني بعيداً عن اي جهة رسمية، وتشكيل لجنة تنسيق من ذوي الاختصاص والمعروفين باسهاماتهم في هذا المجال، على ان تتولى رئاستها وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن مهامها العمل على مراجعة نظام الحماية الاجتماعية، قبل اصداره ومتابعة تنفيذ القرارات والتعليمات الصادرة في حماية الاسرة، ووضع اجراءات فاعلة وسرية لتلقي الشكاوى الواردة، اضافة الى تدريب الكوادر البشرية للتعامل مع حالات العنف الأسري .٭كما طالبت التوصيات بانشاء مركز معلومات وطني متخصص لرصد حالات العنف الاسري، اضافة الى انشاء قناة اعلامية توعوية للاسرة تناقش جميع القضايا المتعلقة بالاطفال المعاقين وتربيتهم، والمراهقين، والاطفال الطبيعيين الى جانب فهم المخاطر البيئية عليهم، مع تصميم موقع على شبكة الانترنت باللغة العربية . كما اوصى المؤتمر بالاسراع في تفعيل محاكم الاسرة وتدريب القضاة من خلال دورات وورش عمل للالمام بهذه الظاهرة لضمان حصول الطفل على حقوقه الشرعية .