تعد الشاعرة السعودية ثريا العريض من الشاعرات الأوليات السعوديات اللواتي كتبن نصاً حديثاً ومختلفاً في السعودية، شعرها حاكى كثيراً حب الوطن وأسئلته والمرأة في عوالمها المختلفة.. إنها زرقاء الظهران كما يقول عنها غازي القصيبي في مقالة تضمنها الكتاب المنشور مؤخراً عن تجربتها ضمن عدة رؤى قدمها وجمعها الأديب محمد علي الخلفان. الكتاب جمع المواد التي كتبت عن الشاعرة في فترات زمنية متباعدة بدءاً بكلمة كتبها الشاعر إبراهيم العريض والد الشاعرة إذ يقول: «لقد أدركت الدكتورة ثريا مثلي منذ زمان أن الشعر هو تفتح على الحياة وكل أثر شعري لايزيدك حباً بالحياة على سعة آفاقها واستمتاعاً غريزياً بجماله الذي لا حد له، فيقوم إزاءها في الجمال إعادة خلق الجمال نفسه، إنما هو خواء في الشعرية»، وهذا ما تؤكده ثريا العريض إذ ينقل الباحث مقالاً لها تقول فيه عن لحظات الكتابة: «أجد نفسي فجأة من دون اختيار في تلك الحالة السابعة انهمارات حروف تنزف ضحكا وبكاء ظمأ ورواء». وفي الكتاب قراءة نقدية لمحمد الدبيسي عن «رقصة العاصفة» وهو احد نصوص ثريا العريض، وعن نص «وطني وطني» كذلك نقرأ تحليلاً نقدياً في ديوانها «أين اتجاه الشجر؟» بقلم محمد رحومة يناقش من خلال دراسته تلك عدة ظواهر في شعرية ثريا العريض مثل التشكيل بأدوات الزينة والصورة وفكرة الإخصاب وشخصية المرأة في شعرها. وعن ديوانها «امرأة دون اسم» نقرأ ثريا العريض بقلم الشاعر حسين بافقيه ذلك الديوان الذي يصفه بافقيه: بأنه حالة من الخروج من العدم وانه عالم سديمي وفيه تلخيص لتاريخ المراة الأبدية. وبقلم الناقد عبدالله الغذامي نقرأ: كانت ثريا ساهمة وغائبة في عالم من الخيال والشعر والتأملات ولم تكن تشعر بجو الغرفة وهي وسط جمع من النساء كلهن ينتظرن دورهن في النداء على أسمائهن للدخول على أحد الأطباء كانت الغرفة غرفة انتظار السيدات في أحد مستشفيات الدمام، وكان لدى ثريا موعد عادي مع طبيب ولقد تعودت في كل مرة تلجأ فيها إلى الانتظار أن تظل ترقب وتهجس وتفكر غارقة داخل ذاتها ومستنبطة المحيط، وكثيراً ما يكون ذلك موضوع قصيدة أو مقالة أو خاطرة تلاحقها حتى يمسكها القلم ليتحول الهاجس إلى موضوع مقروء وكانت ثريا تشعر أن الغرفة خالية على الرغم من أنها ملأى وكأنما تحولت النساء من حول ثريا إلى مجرد أوهام جسدية»، ويكمل الغذامي قصة ثريا العريض مع أحد طقوس نصوصها «حيث صرخت الشاعرة: كلهن أنا كلهن أنا» لتكون مفتتحاً لأحد نصوصها الشعرية الجميلة. وعن «أين اتجاه الشجر»؟ يكتب السيد الجزايرلي حول مظاهر الكشف والاستنهاض في المجموعة ويكتب عن الديوان نفسه الناقد خالد زغريت، كما يكتب محمد العلي وفاطمة الوهيبي وإبراهيم الحجري وجاسم الصحيح ومي الدباغ وغازي القصيبي الذي انتقد وجود مقدمة لأحد دواوينها مجموعة من المقالات التي تستعرض تجربة الشاعرة ثريا العريض.