أطلقت مؤسسة النقد العربي السعودي أمس تصاميم الإصدار السادس من العملة الورقية والمعدنية " ثقة وأمان " في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، بحضور معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي. وبدئ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى معالي محافظ مؤسسة النقد الدكتور أحمد الخليفي، كلمة رحب فيها بأصحاب المعالي والحضور. وقال معاليه : " تمارس النقود دوراً حيوياً متزايداً في الأنشطة الاقتصادية بمختلف أنواعها، فقد توسع استخدامها في العصر الحديث نتيجة التطور الهائل في التقنية والنقل والاتصالات ونظم المدفوعات والانفتاح التجاري والمالي لتتجاوز بذلك وظائفها الأساسية كمقياس للقيمة ووسيط للتبادل, وفي المملكة، أسهم استقرار قيمة العملة الوطنية والتوسع المدروس في عرض النقود عبر وسائل الدفع المختلفة بدور مهم في تفعيل مساهمة القطاع المالي في التنمية الاقتصادية" وأكد أن الاقتصاد الوطني شهد نمواً واضحاً وشاملاً في العقود الماضية، خاصة في العقد الأخير من خلال استكمال معظم مقومات البنية التحتية، وتطوير القوى العاملة، وكفاءة عوامل الإنتاج، والانفتاح على العالم الخارجي ليتمكن من مواصلة النمو وتعزيز قدراته على مواجهة التحديات القائمة أو المتجددة التي تفرضها تطورات السوق الدولية للنفط الخام. وبين الدكتور الخليفي أن حكومة خادم الحرمين الشريفين – أيدَّها الله – تبنت في هذا العام برنامجاً طموحاً لغدٍ أكثر إشراقاً من خلال رؤية المملكة 2030 التي تتضمن أهدافاً متنوعة لإعادة هيكلة الاقتصاد المحلي معتمدةً بعد الله على سواعد أبنائها المخلصين وقدرات المملكة المالية والاستثمارية الضخمة كمحور مهم ترتكز عليها الرؤية لتحقيق الاستدامة في النمو, وهذا يتطلب قطاعاً نقدياً فاعلاً وحديثاً، وعملة وطنية مستقرة. وقال : إن الريال السعودي يُشكل رمزاً وطنياً غالياً في قلب كل مواطن، كما يُعد أداة بناءٍ رئيسةٍ في مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة, ويرسم كل إصدار من إصدارته صورة مشرقة للتنمية الاقتصادية التي تمت في العهد الميمون لكل ملك من ملوك هذا الوطن المبارك, وقد شهد الريال إصدارات متعددة يعود تاريخ بدايتها إلى سك ربع القرش ونصف القرش السعودي سنة 1343ه باسم الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله -، ثم إلى الإصدارات الخمسة المتتابعة بشقيها المعدني والورقي وبفئاتها المتنوعة التي مارست أدوارها المهمة في التنمية الاقتصادية وفقاً لمعطيات كل مرحلة. وأفاد معاليه أن الإصدار السادس للريال السعودي بفئاته المعدنية والورقية المتعددة صُممت وفق أحدث التقنيات والمقاييس والمعايير العالمية، مع انتقاء أفضل المواصفات الفنية والأمنية المتاحة التي تليق بمكانة عملة المملكة والمركز الرائد لمؤسسة النقد العربي السعودي، وتعزز ترسيخ الثقة بمتانة وسلامة الريال السعودي. وكشف الدكتور الخليفي أن مؤسسة النقد تعتزم طرح الإصدار السادس من العملة الورقية والمعدنية في التداول في جميع فروعها ابتداءً من يوم 27 ربيع الأول الجاري الموافق 26 ديسمبر , وسيتم تداول فئات الإصدار الجديد جنباً إلى جنب مع العملة الورقية والمعدنية المتداولة حالياً بجميع فئاتها بصفتها عملة رسمية للدولة لها قوة الإبراء, مبيناً أنه وتلبية لاحتياجات السوق من النقد، فستستمر المؤسسة في طرح ما لديها من مخزون من الإصدار الخامس للعملة. وقال معاليه :" إن الإصدار السادس يتضمن من العملات الورقية العديد من المعالم والصور التي تعكس الثوابت الدينية والتاريخية والتطورات الاقتصادية التي تحققت في المملكة, وتتصدر صورة مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – وجه أعلى فئات الإصدار الورقي وهي فئة الخمس مئة ريال، وكذلك على وجه أعلى فئات الإصدار المعدني وهي فئة الريالين، كما تضمن الإصدار صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – على وجه باقي فئات الإصدار الورقي، إضافةً لفئة الريال المعدني. وأضاف معاليه:" لقد تضمنت فئات الإصدار الورقي عدة معالم وصور قيمة، وروعيت في تصميمه الجوانب الجمالية وذلك من خلال إضافةِ ألوان متناسقة وجذابة، وزخارف هندسية فريدة مستوحاة من التراث المعماري الإسلامي, أما من ناحية المواصفات الفنية ومستوى الأمان في الأوراق النقدية لهذا الإصدار، فقد حرصت المؤسسة على إنتاج ورق طباعة بمواصفات فنية عالية تواكب أحدث المستجدات في هذا المجال، وتساعد على إطالة عمرها الافتراضي". وتناول معالي الدكتور الخليفي أبرز العلامات الأمنية التي تم تضمينها في الإصدار الورقي الجديد، تتمثل في الشريط الأمني ثلاثي الأبعاد الذي يعد من أحدث العلامات الأمنية العالمية المستخدمة حالياً في عملات العديد من دول العالم، ويوفر لمستخدمي العملة الورقية علامة أمنية تُسهل على حائزها التأكد من سلامتها بنظرة سريعة. وأبان بأنه تم تعزيز الشريط الأمني ثلاثي الأبعاد كعلامة رئيسة داعمة بعلامتين أمنيتين، هما الشريط الفضي، وطبقة الأحبار الخاصة، التي تُظهر أشكال وزخارف ثلاثية الأبعاد تتحرك حسب زاوية إمالة الورقة النقدية, كما تم تضمين الإصدار السادس بالعلامة المائية التقليدية، والعلامات المائية المطورة، وكذلك بالأحبار الفسفورية المرئية وغير المرئية. وبين معالي محافظ مؤسسة النقد أنه تم إضافة السمات الأمنية المقروءة آلياً، التي تساعد المختصين على الفحص الآلي للتأكد من سلامة الورقة, كما أضيفت على أطراف الأوراق النقدية طباعة بارزة تساعد المكفوفين على التعرف على فئات الإصدار.