«نظرة وكلمات مبعثرة» كتاب للكاتبة سميرة غانم كتبته بالدموع والأشواق، وترجمت فيه أحاسيسها التي تتكئ على جمرة غياب الرجل الذي كان يرفرف بجناحيه حولها، ويمدها بالسعادة والأمل، فليس هناك أصعب من غياب روح غالية على النفس، حيث تترك كثيرا من الجروح والذكريات المؤلمة، وهذا ما كتبته من إهداء في إصدارها الأول حيث تقول: الى روح زوجي الطاهرة تحت الثرى والتي ستبقى في قلبي خالدة الى الأبد، الى من علمني وشجعني وترك بصمة في داخلي. وفي الغلاف الخلفي للكتاب كتبت: فكرت في ان أهديك شيئا مميزا ويبقى خالدا للأبد، غير قلبي الذي اصبح ملكا لك منذ أول نظرة وأول لقاء. فلم أجد أجمل من حروف كلماتي أجمعها لك في كتاب وأنشره، ليقرأه العاشقون جيلا بعد جيل، فلا تنمحي مع الأيام أو تغيب أو تصدأ أو تبقى رمزا لمعنى الوفاء، تتناقلها القلوب كما هي القصص الأساطير، ولا تنتهي حتى لو انتهينا نحن من هذه الحياة فتقبل مني هذه الهدية التي ستبقى للأبد كما هو حبي لك. وفي أحد نصوصها تصف الصدمة التي ألمت بها، حيث تقاسي أثرها في أدق تفاصيل حياتها حيث تقول: أنا امرأة أربكتها المسافات قتلتها الصدمة والغيابات فيديه التي كانت تلمسني وتحتويني وتلبسني يديه التي كانت بيتي الكبير ونافذتي ومخبئي ويسري وقدري رحلت وتركتني وحيدة أصارع همومي وألملم جروحي وآهاتي وحزني اما ما يخص مشاعرها كامرأة شرقية تتحمل كثيرا من الهموم والضغوطات الحياتية ولكن رغم ذلك هي قوية، تطبطب على جراحها وتستمر في رحلة الحياة، تقول: «أنا امرأة شرقية حتى لو خذلني أحد أو كسرني أو خانني أو رحل عني سأبكي خفية وراء ستارتي وتحت وسادتي.. وأكتم حنيني واشتياقي وخيبتي.. ثم أعود أمسح دموعي وأرفع رأسي وأتكحل بالأسود.. وأطبطب مكابرة على قلبي وأستمر في الحياة»