صدر للدكتور ابراهيم يعقوب تركستاني استشاري وأستاذ الطب النفسي بكلية الطب – جامعة أم القرى – ثلاثة اصدارات ، أولها جاء تحت عنوان (العين والأمراض النفسية) أشار في مقدمته إلى أهمية الثقافة النفسية في حياة الإنسان ، خاصة وأن مجتمعنا لديه العديد من الاعتقادات الخاطئة والمتوارثة فيه جيلا بعد جيل في الصحة النفسية. ويضيف: أننا مسلمون نؤمن بالعين والسحر ، وندرك أيضا أن العين قد تسبب الأمراض العضوية أيضا، لذلك فالعلاج ليس بالضرورة عند الراقي أو الساحر – والعياذ بالله – أو الطبيب الشعبي، لكن يسعى إليه في الطب الحديث المعتمد علميا والمراقب حكوميا ودوليا. ومن هنا يأتي هذا الكتاب محاولة لسرد بعض الحاجة في هذا المجال رجوت فيه التوعية بأكثر المسائل المتعلقة بالأمراض النفسية. ومن موضوعات الكتاب في طبعته الثانية: الجن والطب النفسي، التخوف من زيارة الطبيب النفسي، العين والأمراض النفسية، الاكتئاب الطبيعي، القولون العصبي، في بيتنا متقاعد، العنف مع الزوجات، العقل السليم في الجسم السليم، حقيقية أم خرافة، النوم حاجتنا إليه. أما الاصدار الثاني فقد جاء تحت عنوان (أمور تهمك في الطب النفسي) ومن موضوعاته:الأدوية النفسية والإدمان، الغيرة المرضية، الفصام، الزواج من جنيّة حقيقة أم خرافة، التفحيط رياضة أم جريمة، الطلاق والوقاية من أسبابه، الوقاية من الإرهاب، الشخصية المتهورة، جنون العظمة، وغير ذلك من موضوعات جادة وشيقة تناولها الدكتور ابراهيم تركستاني بأسلوب سهل ومحبب. بالنسبة للإصدار الثالث فقد جاء تحت عنوان (السلوك السيئ شقاوة أو مرض نفسي في الأطفال) ويركز فيه الدكتور ابراهيم يعقوب تركستاني ، على التوعية في مجال تربية النشء كضرورة ، خاصة مع وجود سلوكيات غير مرغوب فيها عند الأطفال والمراهقين ، والتي قد تنتج من سوء معاملة الأسرة لهم بطريقة غير مقصودة. كما يشير المؤلف برؤية الطبيب والخبير النفسي ، إلى أن الكثير من الأسر يهتمون فقط بتعليم أبنائهم وبناتهم ، والاجتهاد في نجاحهم دراسيا بأعلى الدرجات حتى لو اضطروا إلى استخدام العنف البدني أو النفسي ، كما أن معظم الأسر تهتم بهذا التعليم أكثر من اهتمامهم بتربيتهم التربية الصالحة والتنشئة السليمة التي تجعلهم يعتمدون على أنفسهم ويواجهون مشاكل الحياة المتعددة التي لا مفر منها. ويؤكد الدكتور تركستاني على أهمية بناء شخصية الطفل ، لأنها تؤثر فيه عند كبره في علاقته مع نفسه ومع الآخرين وقدرته على التكيف مع متطلبات ومنغصات الحياة، كما يشد في مقدمة الاصدار ، على ضرورة التربية الحديثة انطلاقا من أن لكل جيل طريقة وتعاملا مع الأطفال ، وأن من الخطأ أن نتعامل مع أولادنا كما كان أباؤنا يتعاملون معنا وإلا وقعنا في ما يسمى "صراع الأجيال". هذه الاصدارات ذات الاهتمام بالجوانب النفسية للإنسان تقدم معلومات مفيدة وهادفة حرص عليها المؤلف بما يناسب معظم شرائح المجتمع، ولذلك تعد إضافة للمكتبة العربية في هذا التخصص الحيوي خاصة في هذا العصر.