محمد حميدالجحدلي يُعد شعر الكسرة من الفنون الشعرية المنتشرة في منطقة الحجاز، في الأودية والمدن الساحلية الواقعة بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وشعر الكسرة أحد الروافد الشعرية للموروث الغنائي في الألعاب الشعبية في تلك المنطقة، مثل: الزير (التقاطيف)، وزيد، والرديح، وغيرها. وقد تعرض شعر الكسرة مع مرور الوقت، وتعاقب الأجيال، إلى فقدان الكثير من شعر الكسرة، إضافة إلى التحريف في بعض الأغصان، أو استبدال بعض الألفاظ من قبل الرواة، بل أن الكثير من الكسرات الجميلة المتداولة اليوم، لا يعرف من هو الشاعر، أو مناسبة الكسرة. وكثيراً ما نجد بين المهتمين به اختلافاً بينهم على إحدى الكسرات الجميلة، ومحور ذلك الخلاف في: اسم الشاعر، أو غصون الكسرة، أو مناسبتها.والسبب الرئيس في هذا، أو الاختلاف بين المهتمين بهذا الفن الأصيل، يرتكز على عدم توثيق وتدوين ونشر هذا اللون من الشعر في دواوين مطبوعة تسهم في حفظ هذا الموروث الأصيل، ذلك أن شعر الكسرة كان يحفظ في صدور الرواة وينتقل مشافهة من جيل إلى آخر، وإن وجد مهتمين بالتدوين فإنه يقتصر على الشعراء أنفسهم، أو من المهتمين بحضور ليالي المناسبات؛ ومع ذلك فإن ذلك التدوين والتوثيق يظل مقتصراً عليهم دون غيرهم، مع عدم نشر ذلك الإنتاج الشعري في ديوان مطبوع.ويُعد الشاعر أحمد عطا قاضي، هو رائد توثيق شعر الكسرة بلا منازع، عندما أخرج أول ديوان شعري مطبوع في فن الكسرة عام 1409ه بعنوان: "كسرات الينبعين"، احتوى على بعض من أشعاره في فن الكسرة، من محاورات ليالي الرديح، والمراسلات، وغيرها. ورغم أن الأستاذ عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي نشر في العام ذاته ديوان عن شعر الكسرة بعنوان: "ألف كسرة وكسرة"، غير أن الاختلاف بينهما؛ أن الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي نشر كسرات متنوعة لعدد من الشعراء، بينما أقتصر أحمد عطا قاضي على نشر إنتاجه الشعري من شعر الكسرة، ومن هنا استحق أن يكون رائداً في توثيق شعر الكسرة.وقد تعرض أحمد عطا بعد نشر ديوانه إلى انتقادات من بعض المعاصرين على هذه التجربة الفريدة، غير أن تلك الانتقادات في مجملها لم تكن موضوعية، أو منهجية يُعتد ويؤخذ بها، ومع ذلك فإن ما قام به من طبع ونشر أول ديوان مطبوع خاص بشعره في فن الكسرة، يعتبر النواة والأساس في توثيق هذا اللون من الضياع والاندثار.وجدير بالذكر أن تجربة الشاعر أحمد عطا قاضي في توثيق ونشر شعره في فن الكسرة في ديوان مطبوع، أسهم في تشجيع عدد من شعراء الكسرة، وكذلك من أبناء وأصدقاء شعراء سابقين ممن توفاهم الله إلى رحمته، إلى توثيق أشعارهم ، ونشر إنتاجهم الشعري في ليالي الرديح، أو المراسلات، في دواوين شعرية مطبوعة، ساهمت في الحفاظ على هذا الفن الأصيل من الاندثار. ختاماً؛ فإن الأمل لا يزال معقوداً على جميع شعراء الكسرة المعاصرين، وأبناء وأصدقاء شعراء الكسرة الراحلين ممن توفاهم الله إلى رحمته، إلى توثيق وطباعة ونشر إنتاجهم في دواوين مطبوعة، لحفظ هذا الفن الأصيل للأجيال القادمة. من كسراته من كسرات الشاعر أحمد عطا قاضي قوله في لحظة عتاب.. بيني وبين الحبيب عتاب بقى يقلي وانا اقله طلع القمر في سماه وغاب وكلامنا مانتهى كله وفي مشتكى آخر يقول: أنصت معي واستمع قولي بالرمز لجل الهدف حساس لأن حولك ومن حولي الات تنقل كلام الناس فى البعد فيهم قصر طولي وفى القرب من حولهم حراس وانا ماعندي صفر دولي وهواتف الناس تلذع ماس.