وصف معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها السابعة والثلاثين التي تقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بأنها مشكاه قرآنية يكاد فضلها يضيىء يُنشر خيرها وبرها وفضلها على الأمة الإسلامية بل وعلى العالم بأسره و منارة شرف تتعلق بالتنافس في حفظ كتاب الله وتلاوته وتفسيره . وأكد معاليه أن المسابقة التي تنظمها الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية في الخامس والعشرين من محرم الجاري بالمسجد الحرام ، تُبرز وبوضوح الرعاية والعناية والاهتمام بكتاب الله الكريم في المملكة والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره وتشجيع أبناء المسلمين على الإقبال على كتاب الله حفظاً وأداء وتدبراً وإذكاءً لروح المنافسة الشريفة بين الحافظين لكتاب الله والإسهام في ربط الأمة بالقرآن الكريم مصدر عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة وإبراز الجهود المبذولة لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة . وأشار الدكتور السديس إلى أن من مظاهر شرفها عالميتها بأنها أممية تُعنى بإتاحة الفرصة لجميع أبناء الدول الإسلامية والأقليات الإسلامية في كل مكان ، تجمعهم على كتاب الله عز وجل والاهتمام والعناية به ، مبينا أن هذه المسابقة الجليلة قد استمدت مكانها ومكانتها من الاهتمام والعناية بالقرآن الكريم والإخلاص في خدمته وذلك منذ أن تسيد منهج الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، حيث قال رحمه الله :" (إن كتاب الله ديننا ومرجعنا ، وسنة رسوله دليلنا ، وفيهما كل ما نحتاجه من خير ورشاد ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته واتباعه وتحكيمه في كل أمر من الأمور) ". وقال معاليه ": إن بلاد الحرمين الشريفين مهبط القرآن الكريم ومحضن حراء ودار الأرقم وطيبة الطيبة مستنبت العقيدة والشريعة ، وكانت انطلاقتها الرائدة المتألقة في رعايتها القرآن الكريم وقيادتها العالم الإسلامي في الاهتمام بكتاب الله حفظاً وتجويداً وتفسيراً تعلماً وتعليما ، بل اتخذته دستور حياة وشجعت شباب الأمة الإسلامية بأسرها على حفظه والاهتمام به وذلك من خلال إيمانها بأن حلقات وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم إنما هي محضن إيماني وتربوي تحقق تنمية الشخصية ، وتهيئ القدوة الحسنة ، وتوفر البيئة الصحية الصالحة ، الأمر الذي يحصن الناشئة ضد المفاهيم والأفكار المنحرفة عن دين الله ؛ فحفظ القرآن الكريم والتربية على أخلاقه صنوان لا ينفك أحدهما عن الآخرة ، كما أن في حفظ القرآن الكريم وسيلة للنمو اللغوي المبكر والذوق اللغوي السليم ، فمن أراد العلوم والمعارف والثقافات والآداب المصفاة ، فدونه كتاب الله " مشيرا إلى أن حفظة القرآن الكريم في كل بلد من بلاد المسلمين هم حماة الأمة وحصونها من داخلها ، ولذا فكل الإشادة بهذه المسابقة والتي هي بالخير نافعة ولحال الأمة الإسلامية رافعة.