ثمن المشاركون في حفل تكريم رؤساء بعثات الحج لعام 1436ه الذي أقامته رابطة العالم الإسلامي بالجهود العظيمة التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد في توسعة الحرمين الشريفين ، وتطوير المشاعر المقدسة ، وما أولته لهذه المناسبة الدينية العظيمة من اهتمام وعمل دؤوب ، وما تُجنّده من طاقة بشرية ومادية وتقنية كبيرة ، تؤكد حرصها على أمن ضيوف الرحمن وسلامتهم ، وتسهيل إقامتهم وتنقلهم بين مشاعر الحج ، وأداء مناسكهم . وشكر المشاركون في الحفل قادة المملكة والمسؤولين فيها على اهتمامهم الكبير ، ومتابعتهم المباشرة لتطوير الخطط والمشاريع الخدمية في المشاعر , موضحاً أن حج بيت الله الحرام ، عبادة من أعظم العبادات ، قضى الله سبحانه بحكمته أن تكون على الصفة التي أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته ، حيث قال عليه السلام: "خذوا عني مناسككم" وارتبط أداؤها بميقات زماني محدد ، تتوافد فيه أفواج الحجيج إلى مكةالمكرمة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، وتجتمع في المكان الذي انطلقت منه رسالة الإسلام العالمية الخالدة ، وتقصد هذا البيت الذي يستقبله المسلمون في صلواتهم حيثما كانوا . وأكدوا في بيان أصدروه امس في ختام حفلهم أن من أعظم مقاصد الحج تحقيق معاني الوحدة الإسلامية ، وتعزيز الأواصر الأخوية بين المسلمين ، واستذكار ما يربط بينهم من مشتركات إيمانية على تباعد الأصقاع واختلاف الأجناس ، وأن الواجب على الجميع أن يكونوا كما أراد الله أمة واحدة تتضافر جهودها في مواجهة التحديات المختلفة , مشيرين إلى أن للحج مقاصد عظيمة ، من أبرزها اجتماع كلمة المسلمين ، والمحافظة على قدسية الحج وربانيته ، وتصفية أجوائه من الاستغلال للمآرب الخاصة والمزايدات السياسية . واستنكر المشاركون تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بشأن ما وقع في مشعر منى من تدافع بعض الحجاج وما حدث فيه من وفيات وإصابات ، وما فيها من إساءة إلى المملكة العربية السعودية ، الدولة الساهرة على أمن الحرمين الشريفين ، وخدمة قاصديهما ، على الرغم مما تبذله المملكة من جهود معروفة ومشكورة من عموم المسلمين الذين يشهدون عاماً بعد عام الخدمات الجليلة في مواسم الحج المتوالية مؤكدين أن المشاريع العملاقة التي تنفذ في الحرمين الشريفين ، والمشاعر المقدسة ، دليلاً واضحاً على حرص المملكة العربية السعودية على تقديم أفضل ما يمكن من خدمات توفر الأمن والسلامة والراحة للحجاج والمعتمرين. وكانت رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة قد اقامت امس الأحد حفلا تكريميا لرؤساء بعثات الحج لهذا العام 1436ه . بدأ الحفل بأي من الذكر الحكيم, ثم تفضل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي فألقي كلمة هنأ فيها الجميع بأداء فريضة الحج , وبعيد الأضحى المبارك وهما مناسبتان عظيمتان مبديا سرور الرابطة بهذا اللقاء , وموجها شكره لكل من لبى الدعوة بالحضور. وأوضح معالي د / التركي أن الإسلام والإيمان لجمع الجميع في الاستفادة من هذا اللقاء الطيب . وأبان معاليه أن رابطة العالم الإسلامي منذ تأسيسها في موسم الحج من قبل ثلة من العلماء تعمل جاهزة على توحيد صف المسلمين , وتنتهز فرصة موسم الحج فتعقد مؤتمر مكة السنوي وتنظم الندوات والمحاضرات بهدف التواصل مع المسلمين , ووقوف على احتياجاتهم ومساندة قضاياهم لأنها تمثل الشعوب والأقليات المسلمة حيث تنتشر مكاتبها ومراكزها الإسلامية في ربوع العالم. كما تتحرك الرابطة من خلال مجالسها وهيئات العالمية لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان . وطالب معالي د/ التركي بتوطيد العلاقات وتقويتها مع الدول الإسلامية , وسائر من يهتم بشؤون الأقليات خدمة للإسلام والمسلمين . وأوضح د/التركي أن الحج هو ركن من أركان الإسلام ينبغي على كل مسلم أن يؤديه بسكينة وطمأنينة بما يتوافق مع ما جاء به الكتاب والسنة, فالحج ليس مظهر بل عبادة . وأضاف معاليه أن الحج عبادة توقيفية حتى مع اختلاف بعض العلماء في فروعها لا ينبغي أن تسيس لمصلحة شخصية أو حزبية أو طائفية مضيفا إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تقدم كل التسهيلات والجهود الضخمة على أداء الحج في يسر وسهوله لكل قاصدي بيت الله الحرام وتحرص على جمع كلمة المسلمين في كل الأوقات . موضحا أن العديد من العلماء والهيئات الإسلامية العالمية وعبر مكاتب ومراكز الرابطة في الخارج استنكرت هذه التصريحات الغير المسؤولة التي تؤدي إلى مزيد من إثارة الفتن وتعميق الخلاف. وحث معاليه علماء الأمة ومفكريها تفويت الفرصة على هؤلاء لأن المصلحة لا تستدعي النعرات الدينية , بل جمع وتوحيد الكلمة هو الهدف الأسمى للحج.