شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    البنك المركزي السعودي يخفّض معدل اتفاقيات إعادة الشراء وإعادة الشراء المعاكس    «الاختبار الأصعب» في الشرق الأوسط    حديقة ثلجية    «الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان    الهلال يهدي النصر نقطة    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    لحظات ماتعة    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي    ما سطر في صفحات الكتمان    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    وزير الصحة يتفقد ويدشّن عدداً من المشاريع الصحية بالقصيم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    الغرب والقرن الأفريقي    نعم السعودية لا تكون معكم.. ولا وإياكم !    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    مدرب الأخضر يستبعد عبدالإله العمري ويستدعي عون السلولي    الأزرق في حضن نيمار    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    جودة خدمات ورفاهية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    ترسيخ حضور شغف «الترفيه» عبر الابتكار والتجديد    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الاتحاد يتغلب على العروبة بثنائية في دوري روشن للمحترفين    ضبط شخصين في جدة لترويجهما (2) كيلوجرام من مادة الحشيش المخدر    المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    رحيل نيمار أزمة في الهلال    «دار وإعمار» تكشف مشاريع نوعية بقيمة 5 مليارات ريال    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    المريد ماذا يريد؟    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    الدولار يقفز.. والذهب يتراجع إلى 2,683 دولاراً    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ليل عروس الشمال    التعاطي مع الواقع    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دكتور زهير حسن خشيم: بعض الشباب يعاني فراغا فكريا
نشر في البلاد يوم 06 - 07 - 2015

ويرى الدكتور عالي القرشي أن على الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون مسئولية احتضان الشباب والاستفادة من مواهبهم والسعي الى توجيه طاقاتهم وأنشطتهم الى مجالات بناءة تخدم الأمة والوحدة الوطنية.وأن الأمر يحتاج إلى جرأة من الأندية الأدبية والجمعيات لكي تتبنى مثل هذه الأنشطة بشكل غير تقليدي بمعنى أنها لا تكون من نمط التوجيهات المباشرة والتي يسمعها الشاب في محيط الأسرة والمدرسة والجامعة ومل من تكرارها والانصات لها. ويضيف القرشي: لابد من إتاحة الفرصة إلى الكوادر الإشرافية للعمل في الأندية الأدبية لكي تستطيع تلمس مطالب الشباب لكي تعي حجم تلك الطاقات واستثمار عقول الشباب بشكل ينمي الحس الوطني للعمل لصالح الوطن والإنسانية.
قتل الإنسانية
ويرى رشدي الغدير ( شاعر) أن الأحداث الإرهابية لها أثر كبير كونها تنشر ثقافة العنف والدليل المشاهد التي نراها من قتل للأطفال في القنوات الفضائية ودمار شامل وقتل لجميع مشاعر الإنسانية والأخلاق. وأكد الغدير ضرورة تحصين الشباب من خلال تنمية دور الأسرة وتوسيع نطاق دور المدرسة والعمل على زرع الهمة والعزيمة في نفوس الشباب لكي يتوحد الجميع صفاً واحداً خلف محاربة الظواهر الدخيلة على مجتمعنا مثل ظاهرة الإرهاب التي لن يقبلها الشعب السعودي الذي تعود على إكرام الجار والعمل لصالح الأمة. والجميع لا يغفل دور المملكة كونها تواصل جهودها بغير كلل على الجبهة السياسية لمحاربة ظاهرة الإرهاب، فقد اضطلعت بدور فعال في المشاركة من خلال المؤتمرات ومحاربة الإرهاب كونها تقوم على دعائم الإسلام الذي ينبذ العنف والتطرف والأفكار التي لا تخدم الإنسانية. ولاشك في أن دور الإعلام السعودي مهم لأنه دائماً يسلط الضوء على دور الشباب لكي يتم استثمار طاقاتهم في العمل لنبذ مظاهر الدمار والعنف، ولابد لوسائل الإعلام الأخرى ألا تبث مشاهد القتل لأنها تؤثر سلبياً على نفسية الإنسان وتتسبب في مشاكل لا حصر لها.
قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي – وزير الأوقاف المصري الأسبق، والأستاذ بجامعة الأزهر-: «كشفت الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة عن وجهها القبيح، وتدعي زوراً وبهتانا أنها تمثل صحيح الإسلام، وهو الأمر الذي يضر صورة الإسلام نفسه، ويظهره – لمن لا يعرف حقيقته السمحة – على أنه دين عنف وقتل وتخريب، وهذه الصورة السوداوية تؤثر سلباً على بعض الشباب، حيث تدفعه إلى الانحراف الفكري والانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية وتلك التنظيمات المتطرفة، ولا سيما بعد أن يتلقى هؤلاء الشباب الإسلام بصورة مشوهة غير صورته الحقيقية، حيث يتلقونه بصورة تتسم بالسوداوية والعنف والتطرف، وهو الأمر الذي يجعل علماء الأمة ومفكريها أمام مسؤولية ضخمة لحماية الشباب من الانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية، ومن هنا وجب التأكيد على ضرورة التواصل بين المنظمات والمؤسسات المعنية بالشباب لوضع البرامج والخطط الدعوية والتوعوية التي من شأنها أن تعمل على تحصين الشباب من كل التيارات الفكرية الهدامة والمتطرفة».
حماية الشباب
وشدد على ضرورة العمل على حماية الشباب المصري ووقايتهم من الفكر المتطرف حتى لا يكونوا فريسة سهلة للمنظمات والجماعات الإرهابية، موضحاً أن طرق الوقاية متعددة، وتتم عن طريق التعلم والتثقيف، وتوفير فرص العمل، وملء أوقات الفراغ للشباب بأشياء مفيدة، فضلاً عن العمل على الخروج بخطاب ديني عصري يفهمه الشباب وينجذب إليه .
طرق كثيرة
وقال الدكتور محمد ربيع ندخلي استاذ الشريعه بجامعة الملك خالد-: «هناك طرق وأساليب كثيرة نحمي بها شبابنا من شباك الجماعات المتطرفة والإرهابية، وأهم الأساليب نشر دعوة الإسلام الرافضة للعنف والتطرف، وتأكيد أن الإسلام في حالة عداء مع المتطرفين والإرهابيين، انطلاقاً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تربي المسلم على القيم الفاضلة، وتحذر من انتهاك المحرمات والفساد في الأرض، وتذم التطرف والعنف والترويع والإرهاب، وفي الوقت نفسه تحث على الرفق في كل الأمور».
الغلو في الأحكام
وأضاف: «الإسلام لا يعرف الإرهاب لأن الإرهاب لا دين له ولم يولد الإرهاب – كما يزعم المغرضون – من رحم الإسلام وأي حركة أو جماعة مسلحة تمارس الإرهاب أو تسانده باسم الإسلام تخالف رسالة الإسلام من حيث المبدأ والأساس، فكل ما يؤذي أو يهدد أمن الناس وأموالهم وحرية عقيدتهم وكرامتهم سواء صدر ذلك من فرد أو فريق فهو من التطرف والإرهاب ولا يمت للإسلام بصلة، والوسطية الإسلامية تحارب الإرهاب والتطرف بالأشكال والصور كافة، والحقيقة أن الأمة الإسلامية في وقتنا الراهن أصبحت في أمس الحاجة إلى منهج الوسطية منقذاً لها من الآراء المتباينة والغلو في الأحكام».
وقالت الدكتورة سعاد صالح – العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر-: الإسلام الحنيف لا يقبل التطرف سواء في الفكر أو في السلوك، ويقف من الإرهاب موقف الخصومة، بل إن الإسلام يرفض الغلظة والخشونة في التعامل مع الآخرين، والفظاظة في الدعوة، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ولا دخل العنف في شيء إلا شأنه»، ومن هنا فإن كل الجماعات والمنظمات الإرهابية تتخذ مسلكاً منافياً تماماً لصحيح الإسلام .
الحلول الجذرية
وأضافت: «حتى نحمي شبابنا من شر الانضمام لهذه الجماعات المتطرفة لا بد من العمل على إيجاد الفرص المناسبة لشبابنا، والحلول الجذرية لأزماتهم ومشاكلهم، وتذليل كل الصعاب أمام هذه الشريحة الواسعة من أمتنا، وذلك من منطلق أن الشباب هم عماد الأمة الإسلامية، وبصلاحهم تتقدم أمتنا نحو البناء والتنمية والإعمار، ولذلك يجب توظيف قدرات الشباب وتسخيرها لمصلحة امتنا العربية والإسلامية لغذ أفضل نحو مستقبل زاهر لهم ولأمتهم».
وتقول الدكتوره ساره صالح عياده الخمشي استاذ مساعد في قسم التخطيط الأجتماعي بجامعة ام القري فس بحث لها عن هذه الظاهره
اطلعت الباحثة على عدد من الدراسات والبحوث التي تتناول الإرهاب والتطرف والثقافة الدينية وسوف تستعرض بعضًا منها ومما له علاقة مباشرة بهذه الدراسة:
الدراسة الأولى بعنوان: " التوجيه الإسلامي لمواجهة التطرف في الدعوة الإسلامية " قام بها السيد عفيفي.
وقد تناول البحث في إطاره النظري التوجيه الإسلامي في نشر الدعوة الإسلامية وكيفية الدعوة للإسلام.
ومشكلات الدعوة التي من أهمها تخوف بعض حكام المسلمين من تطبيق الشريعة الإسلامية في بعض المجتمعات الإسلامية وكذلك غياب التخطيط العلمي لنشر الدعوة والحاجة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عنها لدى الشباب المسلم وأيضًا الفهم الخاطئ للدين للشباب مع التركيز على الشباب المصري في ظل المتغيرات والتحول من الإحياء الديني إلى التطرف، ثم اقترح الباحث إستراتيجية جديدة لمواجهة التطرف والرؤية المستقبلية وهي ما أسماها بالإستراتيجية التربوية ( عفيفي، 1993م ).
الدراسة الثانية بعنوان: "المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بمشكلة الإرهاب" قام بها محمد حامد يوسف حيث ذكر أن من أهم الأسباب التي ساعدت على تكوين الجماعات الإرهابية عوامل اقتصادية وعوامل اجتماعية أسرية ومشكلة وقت الفراغ وجماعة الرفاق وعوامل نفسية، ثم عرض بعض مظاهر سلوك الجماعات الإرهابية وبعض الخصائص النفسية والاجتماعية لهم ثم توصل إلى بعض الآثار المترتبة على الانضمام إلى الجماعات المتطرفة وعملياتهم على أعضائها بالإضافة إلى عوامل نجاح واتساع نطاق الجماعات والعمليات الإرهابية ( يوسف، 1995م ).
الدراسة الثالثة بعنوان: " القيم الدينية للشباب من منظور الخدمة الاجتماعية " قامت بها نورهان منير فهمي من منظور الخدمة الاجتماعية وقد توصلت الدراسة إلى أن الثقافة الدينية وشغل وقت الفراغ بطريقة إيجابية من العوامل التي تحول دون تطرف الطلاب الجامعيين أو تشددهم وأفعالهم بالدين، وأن الفراغ الفكري الذي يعيشه الشباب بصفة عامة والشباب الجامعي بصفة خاصة يؤدي بهم للوقوع فريسة للأفكار المتطرفة، وأن الشباب الجامعي في حاجة للانضمام لجماعات دينية منظمة والتفقه في أمور دينه بطريقة سليمة ( فهمي، 1999م).
الدراسة الرابعة بعنوان:" اتجاهات الشباب ومشكلاته " – "الكويت- دراسة تطبيقية" قام بها عبد الله غلوم حسين وعبد الرؤوف عبد العزيز وقد تناول هذا البحث في إطاره النظري عرضًا لاحتياجات النمو في مرحلة الشباب والمشكلات المصاحبة لنمو الشباب مثل التمرد على السلطة والعنف والثورة، والانحرافات السلوكية والاغتراب.
كما ناقش وضع الشباب العربي في مواجهة الاغتراب، وأوضاع الشباب في الكويت والخليج العربي، وعرض البحث نتائج الدراسة الميدانية التي طبقها باستخدام إستمارة بحث شملت (71) سؤالًا تم تطبيقها على عينة عشوائية من الشباب الكويتي ممن تتراوح أعمارهم بين 18-24 سنة وقد بلغ حجم العينة 73 حالة.
وقد أسفر البحث عن اتجاهات إيجابية من المبحوثين نحو الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الدستورية، والصحافة، والتعاون العربي والخليجي واتجاهات سلبية نحو العمل ونحو مراكز الشباب والمكانة الاجتماعية وارتباطها بالمستويات الطبقية والعائلية، وظهور المشكلات السلوكية بين الشباب وعجز المدرسة عن حل كثير منها، ونقص مجالات الترويح ( غلوم والجرداوي، 1985م ).
الدراسة الخامسة بعنوان "الشباب والتطرف" دراسة تقويمية قام بها محمد سيد فهمي لاتجاهات شريحة من الشباب نحو قضية التطرف وتهدف إلى محاولة تحديد الاتجاهات الاجتماعية وتقديم نشاطات الخدمة الاجتماعية لتكون مرشدًا للشباب وأهم النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة أن الفراغ الفكري وضعف الثقافة الدينية يجعلان الشباب فريسة للوقوع في التطرف الديني، وأن هناك علاقة إيجابية بين أنشطة رعاية الشباب الجامعي والوقاية من التطرف الديني وأوصت بالتأصيل الفكري للشباب حتى لا يترك التراث الديني نهبًا لتفسيرات جامدة أو لدعوات ناقصة ( فهمي، 1995م ).
الدراسة السادسة بعنوان "دور التربية الإسلامية في مواجهة الإرهاب" وقام بها خالد صالح الظاهري وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها أن التقصير الحاصل في تدريس المقررات الدينية في بعض البلاد الإسلامية كان السبب المباشر في بروز مشكلة الإرهاب.
كما أوضحت الدراسة أهمية الدور التربوي للمدرسة الثانوية لكونها إحدى المؤسسات التربوية الإسلامية التي تسهم عمليًّا في تحقيق الأهداف النظرية للتربية الإسلامية من خلال النشاطات المدرسية الصفية وغير الصفية كما أوصت الدراسة بضرورة تعاون جميع المؤسسات الاجتماعية والتربوية مع الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب ( الظاهري، 2002م ).
ويقول الشيخ احمد محمد الشحي مدير عام مؤسسة راس الخيمه للقران الكريم ان هناك عشرون وسيله لحماية الشباب من التطرف.
أثبت لنا الواقع، أن الشباب هم أكثر شريحة مستهدفة من قبل التيارات الإرهابية والمتطرفة، ولذلك، وجب تحصينهم، ووضع المخرجات الوقائية التي تحصنهم من الوقوع في شراك الغلو والتشدد، ومن تلكم الوسائل والمخرجات المهمة التي ينبغي أن نسلكها في التعامل معهم:
(1) تزويدهم بالعلم النافع، الذي يبصرهم بالمعارف الشرعية الصحيحة، ويعصمهم من المفاهيم والتصورات المغلوطة، لا سيما في أبواب التكفير والجهاد والولاء والبراء وغيرها، فإن من أسباب الانحراف الفكري القصور في فهم النصوص وتفسيرها بما لا تحتمل، ولذلك، فإن العلم والتوعية أقوى سلاح في مواجهة التطرف والإرهاب، قال تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}، وقد حرص الصحابة رضي الله عنهم، على معالجة الانحرافات التي ظهرت من بعض معاصريهم بالحجة الناصعة والبرهان الساطع.
(2) حثهم على أخذ العلم من منابعه الأصيلة، والاستنارة بفهم العلماء المعتدلين الموثوق في علمهم وأمانتهم ووسطيتهم، قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
(3) توعيتهم بعظم شأن الفتوى، وخطورة الخوض فيها من دون تأهل ولا اختصاص، فإن كثيراً من المتطرفين يفتقرون إلى هذا، فيقدمون على الإفتاء في كبريات المسائل في جرأة متناهية، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتدافعون الفتوى، وكان الأئمة يحتاطون في ذلك أشد الحيطة، حتى كان الإمام مالك، رحمه الله، إذا سئل عن مسألة فكأنه واقف بين الجنة والنار.
(4) تربيتهم على التجرد للحق، وبيان فضل التراجع عن الخطأ والعودة إلى الحق عند ظهوره، وعدم التمادي في الباطل والانحراف.
(5) تزويدهم بالأخلاق الحميدة، التي تزرع فيهم الشخصية المتزنة المحبة للخير والوئام، مثل الحلم والأناة والرحمة والعطف واللين والرفق، ودور الأسرة والمدرسة في ذلك كبير.
(6) تربيتهم على الهدوء وضبط النفس والتحكم بالانفعالات وحسن التعامل مع المواقف المختلفة، وعدم اللجوء إلى العنف أو ردات الفعل العدوانية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
(7) غرس محبة الوطن في نفوسهم، وتقوية تعلقهم به، والوفاء له، وتقدير مصالحه، واحترام قيادته ومؤسساته، وتقوية القناعة لديهم بأن ذلك مطلب شرعي ووطني، وأن المصلحة في ذلك تعود عليهم.
(8) تربيتهم على مراعاة المصالح العليا وحفظ الضروريات الخمس، وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال.
(9) تربيتهم على تقدير نعمة الأمن، والمحافظة على أسبابه، واجتناب الإخلال به.
(10) تعويدهم على مشاورة القريبين منهم، والتعامل معهم برحابة صدر وشفافية، وفتح الباب لهم لعرض ما يطرأ لديهم من مشكلات مختلفة، وحسن محاورتهم بالحسنى، فإن ذلك من أنفع الطرق لاحتوائهم وتصحيح سلوكهم ومعالجة الخطأ عندهم إذا وُجد، وغياب التوجيه الأسري أو المدرسي أو المجتمعي في هذا المضمار سبب خطير للتمادي والجنوح.
(11) إرشادهم إلى حسن اختيار الصحبة، وانتقاء الأصدقاء الصالحين، فطبقة الأصدقاء هم من أكثر الفئات تأثيراً في قرنائهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
(12) تشجيعهم على حسن الاندماج مع المجتمع، وتعويدهم على صلة الأرحام، وإبعادهم عن الأمور السلبية كالانطواء والعزلة والكراهية والبغضاء.
(13) بيان طرق معالجة الخطأ لهم إذا صادفهم، وتعويدهم على أدب النصيحة الراقية، والكلمة الطيبة الجميلة.
(14) تنمية مهارات التفكير السليم لديهم، والذي يرفع فيهم مستوى الوعي واليقظة والإدراك، ويعودهم على حسن النظر والتمحيص.
(15) تربيتهم على مبدأ التحري والتثبت وعدم الانخداع بالإشاعات المغرضة والمعلومات المغلوطة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
(16) إرشادهم إلى حسن استخدام المواقع الإلكترونية وأدوات التقنية الحديثة، ومتابعة مصادر تلقي المعلومات لديهم في هذه الشبكات وغيرها.
(17) تنفيرهم من مسالك التطرف والتنظيمات الإرهابية، وبيان قبح آثارها وسوء مآلاتها وعواقبها الوخيمة، يقول بعض العلماء: «إذا أشكل عليك شيء، فانظر إلى مفسدته وثمرته، فإن كان مشتملاً على مفسدة راجحة ظاهرة، فإنه يستحيل على الشارع الأمر به أو إباحته».
(18) إرشادهم إلى حسن اغتنام أوقات فراغهم في النافع المفيد، وتفريغ طاقاتهم في الجوانب الإيجابية المثمرة، سواء عبر الأعمال التطوعية أو الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية أو العلمية أو المشاريع الاقتصادية أو غيرها.
(19) رفع قيمة العمل والإنتاج لديهم، وتسهيل الفرص لهم، وتأهيلهم لذلك، وتحذيرهم من البطالة والكسل، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل».
(20) رفع معنوياتهم، وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم، وإبعادهم عن مشاعر اليأس والقنوط والإحباط.
(21) ترشيد العاطفة لديهم، بحيث لا تخرجهم عن الصواب، ولا توقعهم في التهور، ولا تحجب عنهم النظر في العواقب والمآلات، وقد أرشدنا الله إلى ذلك، فقال: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدْوَاً بغير علم}.
نسأل الله تعالى أن يحفظ شبابنا، ويجعلهم ذخراً لأسرهم ومجتمعهم ووطنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.