بحكم العمل الصحفي وبحكم انني احد ابناء مكةالمكرمة لاحظت عبر سنوات طويلة ربما حوالي اربعة عقود "شكوى" دائمة من الوضع الصحي في العاصمة المقدسة بعيداً عن خدمات الوزارة للحجاج والتي تقدم في وقت وايام محددة.. اشعر ان هناك عزوفاً ربما تصل نسبته الى حوالي 60% من سكان مكةالمكرمة عن مراجعة المستشفى الحكومي وقد حددت هذه النسبة وربما تزيد او تنقص على ضوء شكوى الناس الدائمة وما يتحدثون به في المجالس وعبر الصحف وما نعرفه من الاقارب والاصدقاء من قصص تكررت في هذا المستشفى او ذاك رغم ان الوضع الطبيعي ان تكون مستشفيات مكةالمكرمة من افضل المستشفيات في البلاد لاهميتها ومكانتها وقدرها وازيد في تأكيد نسبة العزوف الكم الكبير الذي يراجع المستشفيات الخاصة في جدةومكة من اهالي مكةالمكرمة ومع كل ذلك تكدس المرضى المراجعين لبعض المستشفيات الحكومية.. الاحد قبل الماضي دعاني الصديق فيصل مراد لحفل اقامه للصديق الدكتور ايمن عصام يماني الذي تم اختياره مؤخراً مديراً لمستشفى النور التخصصي بحضور عدد من الاصدقاء والزملاء وعدد من زملاء د. ايمن في النور ومنهم د. سالم باجعيفر المدير الطبي وعدد آخر ووجدتها فرصة ان نتحدث بما سمح به الوقت عن الوضع الصحي في مكةالمكرمة وفاجأني د. ايمن وهو يتحدث عن ان اعداد المراجعين لطوارئ النور يومياً وانها تصل لحوالي 800 مريض وعندما نقلت له معاناة صديق لم يتم انهاء اجراءات ادخاله للمستشفى من الطوارئ الا بعد 12 ساعة قال ان هذا الوضع عادي لانني احتاج لتكملة امكانيات وخدمات اكثر من 180 سريرا والموجود من السرر مشغول بمرضى في الوقت الذي يراجع المستشفى التخصصي في جدة للطوارئ يومياً عدد لا يزيد عن 80 مريضا رغم امكانياتها ورغم هذا يظل بعض هؤلاء اياماً انتظاراً للسرير. لقد تابعت اخبار صحة مكةالمكرمة منذ فترة معالي د. حسين الجزائري وزير الصحة السابق وكان مدير الشؤون الصحية د. عباس حمزة المرزوقي رحمه الله وطوال هذه الفترة الطويلة لم تستقر اوضاع مستشفيات مكةالمكرمة التي افتتح بها اول مستشفى في 1373ه وهو مستشفى الملك عبدالعزيز او الزاهر وظل مع مستشفى جياد سنوات طويلة حتى تم تأسيس مستشفى الششة وحراء ثم النور قبل سنوات الذي تزيد امكانياته عن 500 سرير لكن تظل الشكوى قائمة ويعلم عنها كل الوزراء الذين تسلموا المسؤولية طوال هذه السنوات ولازال المرضى في بعض التخصصات في النور مثلا تصل مواعيد مراجعاتهم لحوالي عام او اقل قليلا وقد سررت لاختيار د. ايمن يماني لادارة المستشفى لانه يحمل خبرات تراكمية ودورات ودراسات لسنوات طويلة وتنقل في اكثر من مكان الى جانب انه استشاري في النور ووقف على مشاكلها لكن السؤال هل الوزارة مروراً بالمديرية لديها استعداد لدعم مستشفيات مكةالمكرمة ورحمة الناس ؟, خاصة وان الكثيرين يراجع المستشفيات الخاصة امكانياتهم محدودة هربوا من مواعيد الاشهر او الوقوف لفترة امام العيادات الخارجية واتمنى ان يعطى د. ايمن فرصة لاصلاح الوضع وهذا المستشفى شهد ادارات مختلفة في السنوات الماضية اثرت في ادائه سلباً وايجاباً ولا اريد هنا ان اتحدث عن هذا الجانب رغم ما عليه من سلبيات في اختيار البعض لادارة المستشفى . ان مكةالمكرمة من اول المدن التي كان الاولى ان تكون مستشفياتها من ابرز واكبر المستشفيات في بلادنا لكن الواقع غير هذا رغم علاقتها بالحج والحجاج وموسم العمرة الذي يستمر حوالي تسعة اشهر ولا اعرف هل الوزير الجديد معالي المهندس خالد الفالح لديه جديد في الارتقاء بالخدمات سواء في مكة او غيرها؟. التأمين الطبي ومما تم الحديث عنه في نفس الامسية ما تحدث به عدد من الاطباء ومنهم د. عبدالفتاح سندي ود. بسام غلمان عميد الهندسة بأم القرى وغيرهم عن التأمين الطبي ومحاذيره في بلادنا وربما تكون لنا عودة لهذا.. اخر الكلام عرفت الأخ د. مصطفى جميل بلجون الذي اختير الاسبوع الماضي بقرار من وزير الصحة مديراً عاماً للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة منذ ان كان من اشهر اطباء "الاسنان" في مستشفى النور قبل سنوات قريبة وهو ممن درسوا في "السويد" وكذا حرمه في نفس التخصص وفوجئت باختياره في عمل اداري في صحة العاصمة المقدسة وتمنيت ان يستفاد من تخصصه وهو احد ابناء الوطن وابناء مكةالمكرمة وقلت لعله يجمع بين الادارة وتخصصه الفني وعندما تم اختياره مؤخراً لهذا العمل الذي يحتاج للكثير من الجهد والمتابعة هنأته في رسالة جوال ودعوت له بالتوفيق ووجدت في بعض ما صرح به للصحف اول يوم مباشرته افكارا جميلة ورغبة كبيرة لتقديم خدمات للمنطقة وفق اسلوب علمي د. مصطفى سبق ان عمل مديراً عاماً للشؤون الصحية في محافظة القنفذة وهو استشاري زراعة اسنان وله العديد من البحوث العلمية المنشورة وحصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف وشهادة زمالة.. وفقه الله وزملاءه للنهوض بالمهمة غير العادية مع اهمية دعم الوزارة للمنطقة لأنها تحتاج الكثير.