عبدالعزيز بن حيد الزهراني منذ ان أصدر المغفور له جلاله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه مرسومه الملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية واختيار يوم الحادي والعشرين من جمادى الاولى عام 1351 ه لإعلانه بقيام تلك الدولة المترامية الاطراف وأسس الخطوة الهامة في تاريخ الجزيرة العربية تلاحم المسؤول بالمواطن وإشراكه في التأسيس والبناء والقيادة وإعطائه اهمية بالغة فكان المواطن جزء من البيعة وبدأ الملك عبد العزيز رحمه الله بأخد البيعة والعهد من كافة ابناء الوطن ورأى التفاف المواطنين وتلاحمهم من خلفه دعما لدولتهم الواعدة فهم احد اركان الدولة ومن ذلك الوقت الى ما نحن عليه اليوم لم يفرق شعب المملكة تلك الفضيلة فظلوا متعاهدين على التلاحم والتراحم والتكاتف والتعاطف هي تلك الخصال الطيبة التي تتأكد في كافة المواقف التي مرت بها المملكة مند نشأتها الى الان فعبر 85 عاما مرت فيها المملكة بأحداث مثالية لم يفقد فيها الشعب السعودي تلك الفضيلة بل زادت اصرارا لديهم بالتعاضد والالتفاف حول القيادة فعلى مر التاريخ والأحداث اثبت المواطن السعودي انتماءه لوطنه وولاءه لقادته والذي ثبت بما لا يدع مجالا للشك عندما مرت المنطقة العربية بعاصفة الصحراء قبل 24 عاما في عام 1991 م الاعتداء الغاشم من صدام حسين على دولة الكويت فكان للشعب وقفة صادقة مشرفة فعندما فتح الملك فهد رحمه الله باب التطوع امام السعوديين ابان حرب الخليج فما كان من هذا الشعب الوفي إلا الاصرار بالوقوف مع القيادة والدولة فكانت مراكز التطوع مهيبة بالمنظر المتجند من المواطنين الذين لا يعرفون الانكسار في وجه العدو ولعل التاريخ يتحدث عن بطولات الجيش والمتطوعين ويقول بكل وضوح بأن السعوديين يظهر معدنهم عند المواقف الصعبة مجسدين احد ابيات الشاعر الراحل شالح بن هدلان : انا رفيقك في الليالي المعاسير وإلا الرخاء كل يسد بمكاني فمن جديد الاحفاد يجسدون اروع الحب والوفاء لقيادتهم على مأثر وآثار ابائهم الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن هذا الوطن فعندما ثارت رياح العاصفة في اليمن الشقيق من المليشيات المعادية للشرعية اكد الشعب السعودي وقوفهم من فجر يوم جديد الى جانب الدولة والقيادة في ظل الشرعية وإعلانهم المواجهة الحقيقية لكل من تسول له نفسه بالعبث بأمن هذا الوطن وهنا يتبين لنا الحفاظ على المنهج القويم الذي نهجته المملكة في كل العهود حيث لم تكن عاصفة الصحراء قبل نحو ربع قرن الا من اجل الشرعية ونصرة الاشقاء تستمد العون من تعاليم القران والسنة لا معاداة من اجل اطماع مادية او سياسية وإنما النصرة لمن يستنصر ويستجير وهنا يتبين لنا الحب والوفاء من الشعب فمن عاصفة الصحراء وصولاً الى عاصفة الحزم مرت بالعديد من الاحداث والحوادث التي شهدتها المملكة وعبرتها بتضافر شعبها وتلاحمهم واصطفافهم خلف القيادة في وحدة راسخة اسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود طيب الله ثراه عندما ارسى دعائم هذه الوحدة لوطن عظيم اراد الله ان يبقيه صامدا امام جميع التحديات على مر السنين لم تثنيها احداث الارهاب الداخلية التي تناثرت في مناطق مختلفة وبعض الاحداث الأمنية التي اريد لها من قوى خارجية ان تتفاقم او تثير الفتن والطوائف هنا الصمود والقوة وثبات الذات بتكتل الجسد السعودي بكامله حول وطنه وقيادته لتعطي رسالة للعالم بأن القيادة والشعب كالرأس في الجسد وتبين ذلك من خلال ما مرت به من كافة المؤامرات وكانت اقوى مما كانت عليه وأكثر تلاحما وتراحما مما سبق والأحداث كفيلة بأن تتكلم وتتحدث عن نفسها ومن هنا وعلى مر المنعطفات التاريخية والأزمات والتحديات الأمنية وتحولات الاحداث التي مرت وتمر بها المنطقة العربية اثبتت مستوى الوعي الذي وصل اليه المواطن السعودي وحجم ادراكه لمسؤولياته العظيمة تجاه هذا الوطن وقت رخاءه وشدته وبات هذا المواطن هو خط الدفاع الاول الذي تراهن عليه القيادة واليوم يثبت هذا التلاحم روعته وجماله فعين للمواطن تحرس الحدود وتضحي من اجل الوطن وعين تبايع وتبارك لقرارات الحزم والحسم. عمدة مدائن الفهد بجدة [email protected]