من إعجاز (عاصفة الحزم) أن تفتّقتْ فُيوضُ ولاء المواطنين لقيادتهم وانتمائهم لوطنهم بألوان سامية متعددة. كانت (كامنةً) طبيعيةً في وجدان السعوديين..لكن التطور أن (الإعلام الجديد) بشبكات تواصله الاجتماعي كان له فضلُ إبرازها للعيان. أحس المواطنُ و المقيمُ أن لديه وسيلةً مُتابِعةً سريعةً تنقل كلمته بتغريدةٍ أو وسمٍ، فسخّر هذا الحضور التقنيَّ للاعتداد بالسعودية رايَةً و قيادةً و عِزّاً و انتماءً. الإعلام أفتكُ الأسلحة بما يُحركُه و يبثُّه و يتناوله. فهو يقود الناس و يوجّه قناعاتهم و يُعري الخصوم و يُفنّد افتراءاتهم. و هو قبل كل حربٍ مُمهّداً، و معها مُزَمْجِراً حاشداً، و بعد أن تضع أوزارها كاسباً حاصداً. و ها هُم مواطنونا تَصولُ خيولُهُم في ساحاتِ الوغى الإلكتروني بفضاءاته الواسعة. فتُصيبُ سِهامُهم كلَّ ناقمٍ، و تحولُ دروعهُم عن الإفتئاتِ على الوطن أو القيادة، و تدكُّ كلماتُهم معاقلَ الخصوم فما يزدادون إلّا تَشرذُماً و تخذيلاً. هنيئاً للمملكة بأرضيّتِها الإعلاميةِ الشعبيةِ ثراءً و إقداماً..و حزماً. Twitter:@mmshibani