تعد الشائعات سلاحا من أخطر الأسلحة التي تفتك بالمجتمعات في قيمها ومبادئها الثابتة ورموزها القيادية وقد يتجاوز خطرها إلى إشعال فتيل الحروب بين الحكومات والدول وقد تستخدم كسلاح لشن الحروب المعنوية أو النفسية التي تسبق خوض غمار المعارك ولا يتوقف خطر الشائعات عند هذا الحد بل يهدد الاقتصاد ويحدث البلبلة والتفكك بين أفراد المجتمع الواحد وقد أجمع المفكرين والمثقفين والأكادميين وعامة الأفراد من أبناء هذا الوطن المعطاء على ضرورة الوقوف صفا واحدا في وجه هذه الشائعات ومن يقوم على ترويجها خاصتا في هذه الأيام التي تقود المملكه "عاصفة الحزم ". لإقرار الأمن والسلام في المنطقه من خلال اعادة الشرعيه في اليمن الشقيق والقضاء على الفتن وفلول الضلال , وفي هذا السياق كان ل ( البلاد ) هذا الإستطلاع لأراء البعض من المفكرين والمسئولين والمشائخ حول كيفيه القضاء على هذه الإشاعات في مهدها ودرء أخطارها حيث ذكر الدكتور والأكاديمي أحمد المباركي الذي قال : إن الإشاعات ظاهرة من جملة الظواهر التي تظهر في المجتمعات، موضوع مهم، يهم المجتمعات بشكل عام كل المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، لكن أهميتها للمجتمعات المسلمة أشد، فما أكثر الإشاعات التي تطلق في أوساطنا ونسمعها هذه الأيام، إشاعات مقصودة، وإشاعات غير مقصودة، فلا يكاد يشرق شمس يوم جديد إلا وتسمع بإشاعة في البلد، من هنا أو من هناك. فكم للشائعات من خطر عظيم في انتشارها وأثر بليغ في ترويجها. وتعتبر الإشاعات من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص. فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء، وكم حطمت الإشاعة من عظماء، وكم هدمت الإشاعة من وشائج، وكم تسببت الشائعات في جرائم، وكم فككت الإشاعة من علاقات وصداقات، وكم هزمت الإشاعة من جيوش، وكم أخرت الإشاعة في سير أقوام. ولا شك أن تاريخ الإشاعة قديم، قدم هذا الإنسان، وقد ذُكر في كتاب الله عز وجل نماذج من ذلك منذ فجر التاريخ وبقراءة في تاريخ الأنبياء عليهم السلام وقصصهم نجد أن كلاً منهم قد أثير حوله الكثير من الإشاعات من قبل قومه ثم يبثونها ويتوارثونها أحياناً. ولا شك أن تلك الإشاعات كان لها الأثر في جعل بعض المعوقات في طريق دعوة أولئك الأنبياء والرسل. فهذا نوح عليه السلام اتهم بإشاعة من قومه بأنه يريد أن يتفضل عليكم أي يتزعم ويتأمر، ثم يشاع عنه أنه ضال: ?قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ? وثالثة يشاع عنه الجنون ?وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ?. وهذا نبي الله هود عليه السلام، يشاع عنه الطيش والخفة كما قال تعالى: ?قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ? ومرة يشاع عنه أنه أصيب في عقله: ?قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ?. ثم هذا موسى عليه السلام، يحمل دعوة ربه إلى فرعون وملائه وقومه، فيملأ فرعون سماء مصر ويسمم الأجواء من حوله بما يطلق عليه من شائعات فيقول: ? قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ? ومما قال فرعون أيضاً: ? قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى ?. لذا يجب أن نحذر هذه الإشاعات ونحذر أيضا من نشرها وتوزيعها، لا يكن أحدنا كأبن من أبناء شعب واحد مردداً لكل ما يسمع، فقد ثبت في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" وفي رواية: "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع"، ويقول الإمام مالك رحمه الله: (اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع). وليكن منهج كل واحد منا عند سماعه لأي خبر قول الله عز وجل: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ?.إن أثر الشائعات غايه في السوء والشواهد على ذلك كثيره منذ فجر الإسلام حتى عصرنا الحاظر وخير شاهد حادثة الإفك وجميعنا يعلمها وما آلت إليه في بدايتها من أثر سلبي لولا عناية الله سبحانه وتعالى وتبرئته لعائشه رضي الله عنها من سابع سماء ,, وشائعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد , لذا يجب علينا أن نقف ونلتف حول قيادتنا الحكيمه أعزها الله ليس في هذا الوقت فقط بل في جميع الأوقات لرد وصد هذه الإشاعات والقضاء عليها قبل إنتشارها وأخذ العبر من الماضي وأدعو الله الغلي القدير أن يحفظ لنا أمننا وإستقرارنا وأن يؤيد بنصره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وولي ولي العهد إنه سميع مجيب . الشائعات بدأت منذ بدء الخليقة المهندس علي ال عبدالدايم أكد أن الشائعات لم تكن مستحدثة بل خلقت منذ بدء الخليقة، استخدمها الإنسان كثيرا لزعزعة الأمن والاستقرار حيث أطلقها وصدقها وتأثر بها، لتتبلور في أحضان ثقافته على مرّ العصور متشكلة ومتلونة بملامح كل زمان تظهر فيه.وتستهدف الشائعات أمورا معنوية كثيرة؛ لذا أطلق عليها ميسم الحرب المعنوية أو الحرب النفسية، وتكمن خطورتها في أنها تستخدم ضد أفراد تتوافق مع مزاجهم وتفكيرهم؛ فتجذبهم إليها ليصبحوا أدوات لترديدها دون أن يدركوا مدى خطورتها؛ خاصة في زمان تضاعفت خلاله سرعة انتشارها. والكل يعرف بأن سوق الشائعات في مجتمعاتنا العربية في الفترة الراهنة يمتاز بالمزيد من الرواج حيث تتنوع الشائعات فتكون شخصية، أو سياسية، أو اقتصادية إلا أن تأثيرها يصيب الناس بالقلق. ومصدر الشائعات غالبا ما يكون غير معروف، فحينما يروج شخص شائعة ما وتسأله عن مصدرها يقول: "سمعتها من فلان أو يقولون كذاِ.." دون التحقق من صحة ما يقول، والشخص المروج للشائعات إما أن يكون حاقدا أو جاهلا أو مستفيدا من ترويج الشائعة وانتشارها وخير دليل على ذلك ما رأيناه في فترة اندلاع الثورات العربية، حيث يستغل البعض الأخبار لإثارة الشائعات، عمدا لإحداث حالة من الخوف عند الناس ليشعروا بالفوضى وعدم الأمان ومن شأن الشائعات إثارة الذعر والتوتر والقلق في نفوس الناس؛ خاصة في حالة الفراغ الثقافي والفكري لديهم، وتنتشر الشائعات وينشط مروجوها أثناء ما نسميه ب"أوقات توقع الخطر" وهي أوقات الحروب والكوارث والفوضى لأن الناس يتوقعون حدوث الشر خلال هذه الأوقات، وهذا هو سبب انتشار الشائعة لأن الناس، في هذا التوقيت، حينما يسمعون أية معلومة يتناقلونها فيما بينهم دون التحقق من صحتها خوفا منهم على أبنائهم وممتلكاتهم لذا يجب علينا كمواطنين ننعم ولله لحمد بالأمن والإستقرار على أرض هذا الوطن المعطاء وفي ضل هذه القياده الحكيمه أن نقف بالمرصاد لكل من يحاول نشر مثل هذه الإشاعات المغرضه وأن نعمل بكل حزم وجديه للقضاء عليها في مهدها . ويقول الشيخ والباحث التربوي زياد الزهراني : لاشك أن الشائعه مجرد خبر يدخل في نطاق الكلام ولا أصل له ولكنه يثار لأغراض يصبو إليها مروجوه , فهنالك شائعات ليست ذات أهميه يجب عدم الإلتفات لها بأي حال من الأحوال إلا أن هنالك إشاعات لها خطورة كبيرة في التأثير السلبي على المجتمع، وذلك في حالة تعلق الشائعة بأمور مصيرية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وهي الشائعات التي تسبب بلبلة فكرية أو تحدث اضطرابات وأضرارا داخل المجتمع بالإضافة إلى قصد سوء النية فإنه لابد ان نكون حذرين ومتعاونين للقضاء عليها وذلك من خلال النشر والتوجيه لافراد المجتمع مع إظهار أسباب بثها وتوعية جيل الشباب في المدارس والمعاهد والجامعات حول مدى خطورتها وكيفية محاربتها وتجريم من يحاول نشرها أو المساعده في نشرها بأي صفة كانت , ويستحسن أن يعمل الباحثون في المجالات المجتمعيه على بحوث ودراسات حول الإشاعات ومدى خطورتها وضررها على المجتمع ثم أضاف الزهراني مؤكدا أن هذا الشعب السعودي الوفي يعلم جيد مدى خطورة هذا الامر ولم تسطع ولن تستطع أي شاعه أن تؤثر في تراص بنيانه لامن قبل ولا من بعد ولله الحمد لكونه شعب مؤمن في ضل قيادة مؤمنه ولكن يجب أن نكون متيقضين لمثل هذه السموم التي يحاول أن ينفثها أعداء هذه الأمه في جسدها المعافا من وقت لآخر اسئل الله عز وجل أن يحفظ لنا هذه البلاد العزيزه من كل مكروه وأن يعز قيادتنا الرشيده ويؤيدها بنصره. الوجه الآخر للرعاية المضللة فيما تحدث الدكتور محمد الثبيتي مدير العلاقات العامه والإعلام في جامعة تبوك الذي وصف الشائعات قائلا : بأنها الوجه الآخر للدعاية المضللة فهما أسلوبان هدامان يحدثان أضرارا سلبية داخل المجتمعات عن طريق إثارة واستغلال العواطف لإحداث فتنة داخل المجتمع والغرض منها أن تصل المعلومة التي يريد مروجوها أن تنتشر بين الناس بأسلوب فعال، وبذلك تكون النتيجة إيجابية لديهم وسلبية على المجتمع. ويشير الدكتور الثبيتي إلى أن الشائعات تستغلّ ما يسمى ب"مفتاح الشخصية" وهو الوتر الحساس أو الاحتياجات التي هي نقطة ضعف الأشخاص وتعبير "شائعة" يعني رسالة سريعة الانتقال الهدف منها إحداث بلبلة أو فوضى لتحقيق أهداف في غالبها تكون هدامةلأنها تلعب على وتر احتياجات الناس في محاولة لإحداث التأثير الإيجابي لمروجيها خاصة في أوقات الأزمات والحروب وأرى أنه من واجب كل مواطن ومواطنه صغيرا كان أم كبير رئيسا أم مرءوس أن يقف في مواجهة أي إشارعة من خلال العمل على وأدها والقضاء عليها قبل إنتشارها والتمعن في سبب بثها في وسط مجتمعه وملاحقة كل من يحاول نشرها بأي شكل من الأشكال والإبلاغ عنه من أجل تجريمه ومعاقبته ثم إختتم الدكتور الثبيي حديثه بالدعاء أن يحفظ لنا أمننا وإستقرارنا وأن يجنب مجتمعاتنا في كافة أرجاء هذا الوطن الغالي شر الفتن ويحفظ لنا قيادتنا الحكيمه إنه سميع مجيب. الشائعات أمر مناف لما جاء به الدين الاسلامي وأضح مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة تبوك الشيخ فهد السويح قائلا : أن الشائعات أمر مناف لما جاء به الدين الإسلامي جملة وتفصيلا، لأن الدين يحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب أفراده من أخلاق فاسدة أو عقائد باطلة أو سلوك سلبي، والشائعات حذر منها القرآن الكريم في كثير من آياته، كما السنة النبوية، حيث قال الله تعالي: "إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين".وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"..فنبّه إلى اللسان قبل اليد لأنه من المعروف أن "جروحات السنام لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان". ويضيف الشيخ السويح أنه لو ترك المجال لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء لكانت هناك حالة من الريبة والشك لا تطاق معها الحياة ، وتمسي الأمة وتصبح وسمعتها ملوثة وأعراضها مجروحة وكل واحد لا يأمن على نفسه، لذلك حذّر الشرع من ذلك أشد التحذير وتوعد مروجي الشائعات. وأن من يسمع الشائعة لا يكون أول من أطلقها وإذا سمع بها فلا يعمل على ترويجها ونشرها بين الناس لئلا يكون أحد الكذابين الذين عناهم الحديث الشريف: "كفى بالمرء إثما أن يحدّث بكل ما سمع" ليكون في الدرجة العالية التي نوه بها الحديث الشريف: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وحذرالشيخ السويح من تصديق مثل هذه الشائعات فهي عادتا ما تطلق الا في اوقات الحروب ومصدرها من الأعداء المتربصين بنا وأقل واجب نؤديه أن لا نلتفت لها وأن لا نسعى في نشرها بين أوساطنا خاصتا في مثل هذه الأيام التي يجب أن نلتف ونقف صفا واحدا مع قيادتنا الحكيمه اعزها الله للحفاظ على أمننا وإستقرارنا والقضاء على الفتن المحيطه بنا في الوقت الذي تقود بلادنا فيه "عاصفة الحزم" لدحر أصحاب الفتن وإقرار الشرعيه في بلد شقيق. تحدث في أيام الحروب والازمات الإعلامي والتربوي الزميل ناعم بن عبدالله الشهري وصف الشائعات بأنها أمر طبيعي في مثل هذه الأحداث الجاريه ولا بد أن يثير العدو أقاويل من شانها إحداث البلبله واالفتن بين أفراد المجتمع الواحد إلا أن هذا المجتمع النبيل الذي نعيش بين أوساطه يعي ولله الحمد أبعاد ما ترمي إليه هذه الإشاعات المغرضه ولكن يجب أن نعمل جاهدين من خلال وسائل إعلامنا المختلفه لفضح إفتراءات هذه الإشاعات وتبيان ما ترمي إليه ومدى خطورتها وإنتشارها بين الأخرين وليكن هذا العمل اوالتوجه الإعلامي بصفة مستمره حتى يستطيع الإعلام أن يسهم بفعاليه أكثر مماهوعليه الأن فكثرة القنوات الفضائيه الغير مسئوله ووسائل التواصل الإجتماعي سهلت من وصول الإشاعه واتاحت لإعداء الأمه نشر مايريدون ليصل لكافة الأفراد كبيرا كان أم صغير لذا يتحتم علينا جميعا ان نكون في المقابل سدا حائلا في وجه هذه الإشاعات من خلال إستراتيجيه إعلاميه واثقه لدحرها ومنع خطورتها على مختلف الأصعده هذا بالإضافه إلى الإهتمام بالجانب التوعوي وإستهداف الشباب بصفة خاصه لإيضاح مدى خطورة الشائعات ومن هو المستفيد من إطلاقها ومدى تأثيرها على المجتمعات وأتمنى أن يتم ذلك في المدارس والمعاهد والكليات والأنديه والهيئات الشبابيه الأخرى .