وقف الكثير من زوار قرية "أزميل" التراثية في مهرجان التراث والأسر المنتجة بالجبيل الذي تنظمه الهيئة الملكية للجبيل وينبع حاليًا، على صناعة مجسمات السفن الشراعيّة التي اشتهر بها النحات والحرفي إدريس خليفة البوعينين. هذه المجسّمات كانت ثمرة خبرة الحرفي البوعينين في هذه الصناعة التي تعود إلى ما يقرب من 40 عامًا حينما جذبته مشاهد سفن الصيد الشراعية وهي راسية على شواطئ الساحل الشرقي، خاصة تلك التي كان يُجرى لها تصميما في شكلها الظاهري، لتبدأ معه مسيرة عالم فن النحت والتصميم على الخشب، وبناء مجسمات السفن الشراعيّة بمختلف أنواعها وأحجامها. وأستهل البو عينين مشواره الحرفي بتصميم مجسم سفينة "البوم" وهي إحدى أنواع السفن الشراعية المشهورة في المنطقة الشرقية، واستغرق العمل في صناعتها 30 يومًا، ليواصل بعدها صناعة مجسمات سفن الجلبوت، والدومي، والبانوش، والشوعي، التي كان يستخدمها أهل الخليج قديمًا في سفرهم بالبحر، ورحلات الصيد والغوص. ويستخدم البوعينين في حرفته الخشب بأنواعه كالتيك ، والزان ، والكين ، والكرفس ، والإثل، مستعينًا بأدوات الورنيش الفاتح والداكن ، والحبال، والخيوط ، والقماش الأبيض المقوى ، مبيناً أن الوقت الذي يستغرقه في صنع السفينة الواحدة يعتمد على حجمها وطولها. وأكد أن الإقبال الكبير على اقتناء مجسمات السفن الشراعية من داخل المملكة وخارجها حفّزه على صنع الكثير من هذه المجسمات والتفنن في تصميم أشكالها وألوانها. ويحرص النحات البوعينين على المشاركة في الكثير من المهرجانات الوطنية الداخلية الخارجية، منها المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" ، ومهرجانات وزارة الثقافة والإعلام، والهيئة العامة للسياحة والآثار ، ومهرجان " كتارا " في دولة قطر.