اكدت المشاركات في الملتقى الرابع عشر للمبدعات العربيات الذي انهى اعماله السبت في سوسة على الساحل الشرقي التونسي على ضرورة الكف عن اعتبار الغرب "السبب الرئيسي في ما آل اليه العالم العربي"، وشددن على "مساهمة الابداع في الحوار الحضاري". وتطرقت مبدعات في مجالات ادبية وفنية مختلفة من 12 بلدا عربيا خلال الملتقى الذي نظمته وزارة الثقافة التونسية وتناول "حوار الحضارات واثره في ابداعات المراة العربية"، الى "الصعوبات التي تعيق المبدعة العربية في مجال الحوار الحضاري والشروط الضامنة لقيامه". ودعت المشاركات الى ضرورة "الكف عن اعتبار الطرف الاخر (الغرب) السبب الرئيسي في ما آل اليه العالم العربي من اوضاع اجتماعية واقتصادية وفكرية مزرية"، وشددن على "اهمية المصالحة مع الذات بالاعتزاز بما تزخر به المنطقة من مخزون وارث ثقافي وحضاري عريق ما يمكنها من مخاطبة الاخر من موقع الند للند". وشاركت في الملتقي مبدعات من تونس ومصر والعراق وسوريا والجزائر والسعودية وليبيا ولبنان والامارات العربية المتحدة وفلسطين وقطر والمغرب. وقالت نجوى المستيري مديرة المهرجان لوكالة فرانس برس ان "اشكالية الانا والاخر ليست حضارية بقدر ما هي سلوكيات نتجت عن جهلنا لتراثنا العربي الاسلامي" وركزت على اهيمة "المعرفة للنجاح في ايجاد موقع في القرية الكونية". ورات الموسيقية اللبنانية سحر طه ان "المراة العربية المبدعة لم تنجح في ايصال صوتها كما يجب الى الاخر". واضافت "في الغالب ما يصل للغرب هي مقتطفات مغلوطة مشوهة من هويتنا الموسيقية لا تمت لجذورها ملامحها الاصيلة بصلة". واضافت ان "المراة الموسيقية على سبيل المثال اصبحت في هذا الزمن اقرب الى سلعة تجارية منها الى امراة مبدعة تساهم من خلال اعمالها الفنية في احياء التراث وتصديره" وفسرت ذلك "بغياب الفرص والاطر العامة والخاصة للتعبير عن هويتها الموسيقية الشرقية". من جهتها، رفضت الناقدة الجزائرية نذيرة العقون "بكاء المبدعات العربيات المستمر على الاطلال"، واكدت على انهن "لن يحلقن بعيدا طالما اعتبرن انفسهن ضحايا ممارسات الغرب". وانطلقت الفنانة الفلسطينية ريم البنا من تجربة شخصية لتؤكد ان تقديمها لفن يوازي قيمة تراثها جعل الغرب ينبهر بمشروعها الفني. واعتبرت ان "اهمية الحوار بين الغرب والشرق يؤدي الى اثراء تجارب المبدعين والتعرف على الاخر وفهمه واحترام خصوصياته"، مشددة على "الحاجة الماسة الى الحوار مع ذواتنا لكسب الثقة في النفس للنجاح في مواجهة ما يبث من سموم حولنا الهدف منها طمس هويتنا الثقافية العربية". من جهتها، رات المصرية اسماء ابراهيم ابو طالب ان "ابداع المراة العربية في مختلف المجالات وان بدا بكرا يمكنه ان يعبر بحضارتنا من المحلية الى العالمية ويمد جسور التواصل بين الثقافات المتعددة اذا وصل مرحلة الصدق الفني ". الى ذلك، دعت المشاركات الى "وضع خطة لتفعيل الحوار الحضاري من خلال تكثيف استخدام وسائل الاتصال الحديثة وخلق مراصد لالتقاط المغالطات بشان الحضارات والاديان و ايجاد وسائل تعليمية ترسخ ثقافة الحوار وتقطع مع سنن الاملاء والتلقين وتراب الصدع بين الاجيال". وينفرد ملتقى المبدعات العربيات منذ خمسة عشر عاما في طرح مواضيع ذات صلة بابداعات المراة العربية في مختلف الميادين الثقافية .