وقبلك كنت كزورق يتقاذفه الموج الهادر.. ينكسر فوق الشطآن.. كنت أتبعثر أشلاء على أرصفة الشتات فوق دروب الغربة.. في عالم مغرق في المادية.. في دنيا اللاإنسان.. فاجأني وجهك ذات مساء يطل عليّ من المجهول.. والتقيتك - في زمن التيه - فارساً عربياً آتياً من عبق الماضي.. ومن رحيق الحكايات.. فتحت لك أبواب عالمي المغزول من خيوط الشمس ومن شهد الخيال.. عانقتك روحاً في سماء الحلم.. نقشتك وشماً من ندى الفجر على جدران الذاكرة.. عزفتك لحناً سرمدياً من أهازيج الفرح ومن شدو الحمام.. أسلمتك مفاتيح قصوري ورفعت راياتك فوق حصوني.. أعلنتك حاكماً شرعياً.. حاكماً أبدياً على مدينة الياسمين.. وتوجتك ملكاً فوق عرش الكلمات.. كتبك بمداد من نور على صفحات أيامي قصيدة حنان.. خلعت على أعتاب محرابك كل سنين العمر.. واغتسلت في عينيك بماء الطهر وعطر الأمان.. وأدركت معك حقيقة ذاتي.. محوت علي غبار الماضي.. وبدأت تأريخاً جديداً لحياتي.. تأريخاً فريداً يعلن في عينيك عن بدء ميلادي.. [email protected]