قال قائد كبير في حلف شمال الاطلسي ان روسيا تبدو عازمة على اضعاف المؤسسات الغربية وان علاقاتها مع حلف الاطلسي ستتوتر على الارجح خلال السنوات القادمة أكثر من اي وقت آخر منذ انتهاء الحرب الباردة. وقال الجنرال جون كرادوك من الجيش الامريكي ان تصرفات الجيش الروسي في جورجيا العام الماضي قلبت افتراضا لحلف شمال الاطلسي بأنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم تعد أي دولة معرضة لخطر الغزو سواء في أوروبا او المنطقة الاوروآسيوية. وقال كرادوك القائد الاعلى للمنطقة الاوروبية في حلف شمال الاطلسي للجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الامريكي الثلاثاء «هذا الافتراض ثبت خطؤه.» وأضاف كرادوك في شهادة مكتوبة للجنة «روسيا تبدو عازمة على ان تشهد اضعاف المؤسسات الامنية لاوروبا-الاطلسي وأبدت استعدادا لاستخدام نفوذها الاقتصادي وقوتها العسكرية لتحقيق اهدافها». وتبنت روسيا في السنوات الاخيرة سياسة خارجية أكثر قوة وانتقدت بشدة الولاياتالمتحدة كما استعرضت قوتها العسكرية حين دفعت قواتها الى أراضي جورجيا في حرب قصيرة بعد ان حاولت تفليس اعادة سيادتها بالقوة على اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي. كما أظهرت روسيا نفوذها الاقتصادي حين قطعات امدادات الغاز عن أوروبا خلال نزاع مع أوكرانيا. وقال كرادوك في شهادته «الزعماء الروس سواء السياسيين او العسكريين اشاروا الى ان الباب مازال مفتوحا امام تعاون أوثق. «لكن تصرفاتهم في جورجيا في اغسطس عام 2008 وامدادات الغاز الطبيعي الاوروبية في يناير عام 2009 تشير الى ان نواياهم بشكل عام قد تكون اضعاف التضامن الاوروبي وتقليص نفوذ الولاياتالمتحدة بشكل مطرد.» وتعهدت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما منذ توليها السلطة في يناير كانون الثاني بالضغط على «زر اعادة ضبط» العلاقات مع روسيا ورحبت موسكو بلفتاتها. لكن لم يتضح بعد ما اذا كانت الدولتان ستتمكنان من تخطي الخلافات التي ظهرت خلال ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حول عدد من القضايا. ومن بين النقاط الخلافية تقييم البرنامج النووي الايراني والخطة الامريكية لنشر درع صاروخية في أوروبا وامكانية توسعة الحلف الغربي ليشمل دولا سوفيتية سابقة. لكن كرادوك أوضح انه على الرغم من التوترات الا ان الجيش الامريكي مستعد للتعامل مع الجيش الروسي. كما قال الجنرال الأمريكي جون كرادوك القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي إن الحلف ليس لديه طريقة موثوق بها لتقييم أدائه في الحرب في أفغانستان بالرغم من أن واشنطن تستعد لاعلان نتائج المراجعة لسياسة الولاياتالمتحدة بشأن أفغانستان. وقال كرادوك إن مقره حاول التوصل لسبل لقياس العناصر مثل الأمن وفاعلية السلطات الأفغانية ولكن ثبت أن المهمة «ضخمة». وتابع أمام جلسة استماع للجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ «الآن تقييمنا للتقدم يستند على تقارير غير دقيقة تختلف يوميا وأسبوعيا على حسب من يقدم الملاحظات وأين يقدمها».» واستطرد للسناتور الديمقراطي بن نيلسون الذي دعا إدارة أوباما لصياغة سلسلة عناصر تفيد في قياس التقدم الذي يحرز في أفغانستان «أتفق مع الرأي القائل بضرورة توفر عناصر قياس موضوعية.» وتابع «يجب أن نجد وحدة قياس تخبرنا ما إذا كانت البلاد آمنة... حاليا الأمر يعتمد على الحوادث... إطلاق النار في سوق يقاس بنفس طريقة قياس هجوم انتحاري يقتل 13 شخصا. هذا ليس صحيحا.» وأضاف أن الحلف عليه رصد أيضا ما إذا كان الأفغان يعتقدون أن حكوماتهم المحلية والقومية تمثل عنصرا إيجابيا في حياتهم ومحاولة قياس التنمية الاقتصادية فيما تعد واحدة من أفقر دول العالم. وتدعو الولاياتالمتحدة منذ أعوام حلفاءها في الحلف لتوفير المزيد من القوات لقوة المعاونة الأمنية الدولية في محاولة للتعامل مع تزايد أعمال العنف من حركة طالبان ومتمردين آخرين. وقال كرادوك إن الدول الأعضاء بالحلف تشعر بالخوف من المخاطرة بارسال المزيد من القوات وهو عنصر «علينا التعامل معه وحث الدول» على ارسال المزيد من الجنود. وأضاف أنه تحدث كثيرا مع كبار ضباط جيوش الدول الأعضاء بالحلف عن المهمة في أفغانستان. واستطرد «بوجه عام يريدون المشاركة. يشعرون أن لديهم القدرة ولكنهم مقيدون من الناحية السياسية» مضيفا أنه يعتقد أن ذلك يرجع إلى القيود التي يواجهونها من المعارضة العامة للمهمة. وللولايات المتحدة نحو 38 ألف جندي في أفغانستان في حين تساهم دول أخرى وعلى الأخص الدول الأعضاء بحلف الأطلسي مثل كندا بنحو 30 ألفا. وفي الشهور الأخيرة قللت الولاياتالمتحدة التركيز على المطالبة بمزيد من القوات وطلبت بدلا من ذلك مساعدة إضافية في التعامل مع المهام المدنية اللازمة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.