يسعى الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة للحصول على مجموعات كاملة من الرسوم الكاريكاتيرية لأجيال مختلفة من الساخرين الذين أثروا الصحافة المصرية في القرن العشرين بعد أن أسس أول متحف للكاريكاتير ويقع في قرية تونس بمحافظة الفيومجنوب غربي القاهرة. ومتحف الكاريكاتير الذي افتتح أول مارس اذار الجاري جزء من مركز الفيوم للفنون الذي أسسه عبلة منذ ثلاث سنوات ويطل على بحيرة قارون في الفيوم الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي القاهرة. وقال عبلة إوفقا لرويترز إن المتحف الذي يضم رسوما منذ بدايات القرن الشعرين "هو الأول من نوعه في العالم العربي العربي" حيث يضم مجموعة نادرة لأصول رسوم الكاريكاتير في الصحافة المصري منذ بدايات القرن الماضي. وصدر عن المتحف بمناسبة افتتاحه كتاب يقع في 72 صفحة يضم مختارات من مقتنيات المتحف لرسامين منهم الفلسطيني زهدي العدوي والكسندر صاروخان المنحدر من اصل ارمني ومن المصريين محمد عبد المنعم رخا "الأب المؤسس لفن الكاريكاتير العربي" وصلاح جاهين وأحمد طوغان الذي اختار له الكتاب رسما تبدو فيه صورة امرأة معلقة على جدار بالقرب من زوجها الذي يقول لصديقه بتأثر " معذور في مبلغ.. الناس اللي خطفوا المدام بيهددوني إذا ما كنتش أدفع لهم ح يرحعوها لي.." كما يوجد عمل قريب من هذا المعنى لرؤوف عياد الذي يرسم اثنين من المصريين في حالة سخط حيث يقول أحدهما للآخر "مراتي يا أخي من النوع النكدي" فيرد عليه صاحبه " غريبة.. هو فيه نوع تاني.." ومن الأعمال التي يضمها الكتاب رسم لخريطة مصر وفيه يتدلى فرعا نهر النيل من البحر المتوسط ويلتقيان عند القاهرة ثم إلى الجنوب يمتد النهر لكن اثنين من اللصوص الملثمين يسحبان النهر كأنه حبل ليغيرا اتجاهه ويرى طفلان مصريان هذا الأمر فيسأل أحدهما صاحبه "واخدين مصر على فين.." وشعار المتحف الذي اختاره عبلة عبارة عن عامل يكنس الأرض وينظفها وفي رسم لعبد الغني أبو العينين يقول عبلة لمذيعة تلفزيونية "رسام الكاريكاتير بيتعامل مع الفاسدين على أنهم زبالة علشان كده اخترت الكناس شعارا للمتحف." وقال عبلة في مقدمة الكتاب إنه يهدي المتحف "إلى روح الفنان زهدي العدوي" مضيفا أن المتحف فرصة لإعادة الاعتبار إلى الكاريكاتير "المهضوم حقه" حيث تعامل الرسوم "باستهتار بعد نشرها في الجريدة أو المجلة."