تبذل وزارة التعليم العالي جهودا جبار في التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد وكانت اولى خطواتها نحو الاعتراف بالتعليم عن بعد في السعودية واستخدام التقنية في التعليم الالكتروني، توقيع عقد تنفيذ المرحلة التأسيسية الأولى للمركز الوطني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بتكلفة تفوق 47 مليون ريال مع شركة (ميتيور) الماليزية. وجاء العقد بناء على منافسة عالمية شاركت فيها مؤسسات متخصصة في هذا المجال من ماليزيا وسنغافورة والولايات المتحدة، إلى أن تم وضع الخطوط العريضة للخطة التنفيذية للمشروع التي تستند في مضمونها إلى الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات وبتنسيق مشترك مع وزارة التربية والتعليم ووكالة الوزارة لكليات البنات وعدد من الجهات الحكومية•ويهدف تأسيس المركز إلى إيجاد نواة لحاضنة مركزية للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد لمؤسسات التعليم الجامعي وتوحيد جهود المؤسسات الساعية لتبني تقنيات هذا النوع من التعليم وتسهيل إيصال العملية التعليمية لأبناء الوطن، إضافة إلى معالجة النقص الحالي والمتوقع لأعضاء هيئة التدريس ، أن الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات وعمل آليات لتطبيقها نادت بضرورة توسيع إدراج التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم الجامعي، وقد أنجزت الوزارة خطة تنفيذية للمشروع الضخم تتكون من خمس مراحل وتستند في مضمونها للخطة الوطنية لتقنية المعلومات وبتنسيق كامل مع عدد من الجهات الحكومية، بينها الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي الأخرى ووزارة التربية والتعليم ووكالة كليات البنات ووزارة المالية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العامة للاستثمار ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وذلك لحشد الجهود لمساندة البدء في تنفيذ الخطة. و وزارة التعليم العالي قامت من خلال مشروع المركز بالتواصل مع عدد من بيوت الخبرة العالمية المتخصصة في مجال التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، ومن بين أفضل تلك البيوت مجموعة (ميتيور) الماليزية التي تمثل ما يزيد على 14 جامعة ماليزية تنتظم في ما بينها في تعليم الكتروني مفتوح وتقدم برامجها المتميزة لأكثر من 50 ألف طالب وطالبة عبر تقنيات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد. ويغطي المشروع مؤسسات التعليم الجامعي بالمملكة وينفذ على ثلاث خطوات رئيسة هي تصميم نظام إدارة التعليم الالكتروني بما يتواءم مع احتياجات التعليم الجامعي بالمملكة وتدريب ما يقارب من 1500 متدرب منهم 130 أكاديميا وما لا يقل عن 300 موظف على نظام إدارة التعليم وأكثر من 1000 متدرب من مختلف الجامعات على مهارات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد وبناء المنهج الالكتروني بكامل محتوياته وأشكاله الرقمية والمطبوعة لعدد من المقررات الجامعية وبناء بوابات التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد وبرنامج التوعية بالتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد. ثم قامت الوزارة ممثلة بالمركز الوطني للتعليم الالكتروني بإبرامه مذكرات تفاهم مع 8 جامعات محلية، لتنفيذ مبادرة «تجسير» للتعليم الالكتروني وشمل توقيع الاتفاقيات جامعات؛ الباحة، طيبة، القصيم، أم القرى، حائل، الطائف، الجامعة الإسلامية، وجامعة الجوف. وتهدف تلك الاتفاقيات الثماني الى نشر التعليم الالكتروني داخل الجامعات، وبخاصة تلك التي افتتحت حديثا. وايضا تم تطوير بعض الآليات في الجامعات القديمة للعمل بالتعليم الالكتروني ، وتسعى وزارة التعليم العالي، من وراء اتفاقياتها المبرمة مع الجامعات السعودية، لتكامل الجهود بدلا من تشتيتها، نظرا لتشابه الأعمال التي تتم في مجال التعليم الالكتروني، وذلك بوجود وحدة مركزية تخدم هذه المؤسسات تؤدي إلى توفير الكثير من الجهد والمال والوقت، ويتم تركيز الخبرات في مكان واحد. وحضت الوزارة مديري الجامعات، على ضرورة تطوير التعليم الالكتروني داخل المؤسسات أو التدريب والتوعية، وتعد مبادرة «تجسير» تخدم الطلاب والطالبات المنتسبين في الجامعات، خصوصا بعد إلحاق كليات البنات بالجامعات، وهناك نسبة من المواد تقدم لبعض كليات المحافظات التي تعاني من نقص في أعضاء هيئة التدريس، الأمر الذي يساعد مع تطبيق المبادرة على نقل كثير من المحاضرات من مكان لآخر عبر الوسائل الالكترونية. ثم وقعت وزارة التعليم العالي مذكرات تفاهم مع خمس جامعات سعودية لدعم تطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد ، وهي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة جازان، جامعة نجران، ويأتي ذلك بعد توقيع مع 9 جامعات سعودية. وبذلك يكون قد وقعت الوزارة مع 14 جامعة يهدف إلى تنسيق الجهود في مجال التعلم الإلكتروني، بحيث يكون المركز الوطني للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد نقطة التقاء يتم من خلالها تبادل المنافع، والتعاون في مجال الخبرات، فيما يؤسس لتطبيق متكامل لهذا النوع من التعليم. و مشروع "سنيد" للدعم الأكاديمي والفني، والشبكة الوطنية للتعليم عن بعد، ومشروعات أخرى يعمل عليها المركز الوطني، وكلها ستسهم بمشيئة الله في تنويع فرص التعلم وتقديم العملية التعليمية ومساندتها باستخدام التقنيات الحديثة وتطبيقات التعلم الالكتروني. ويقوم المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بتوجيه جهود مؤسسات التعليم الجامعي بالمملكة من أجل تطوير المحتوى التعليمي للمقررات الرقمية وإثراء المناهج وتذليل الصعوبات للدارسين وذلك بهدف الارتقاء بالعملية التعليمية بشكل عام. وبناء على ذلك تم بناء وتطوير مكنز إلكتروني وطني يهدف إلى تسهيل عملية تطوير وتخزين واسترجاع وإعادة استخدام ومشاركة الوحدات التعليمية التي تشكل دعماً لجهود الجامعات السعودية وأساساً لبناء المقررات الرقمية الدراسية بجودة أعلى وتكلفة أقل. وتشهد المملكة نشاطاً تعليمياً متجدداً من خلال تطبيق التقنية الحديثة في كل مناحي التعليم الجامعي. وقد اهتمت وزارة التعليم العالي بتطوير العملية التعليمية فقامت بتبني مشروع تطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي في جامعات المملكة. وهنا يبرز الدور الهام لمشروع المركز السعودي للدعم والإرشاد (سنيد) في توفير البنية التحتية والإسهام في تشغيل مراكز الدعم والإرشاد الطلابي الأكاديمي داخل الجامعات. وتعتبر المكتبة الرقمية (زاد) هي أحد المشاريع الرائدة المنبثقة عن المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد .. والرامية إلى الارتقاء بالعملية التعليمية في المملكة من خلال دعم منظومة التعلم والتعليم بصورة عامة والتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بصفة خاصة والوفاء بمتطلبات البحث العلمي .. بالإضافة إلى تعزيز المهارات وبناء مجتمع معرفي. وتضم المكتبة حوالي تسعين ألف عنوان لكتاب ومرجع رقمي لأشهر الناشرين العالميين .. وهي جميعها متاحة لطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات. ومن مبدأ تحفيز وتشجيع المؤسسات التعليمية الجامعية ، وتنمية فكر الإبداع والابتكار، وبث روح التنافسية لإثراء العملية التعليمية الإلكترونية، وتقديرا للمتميزين في مجال التعلم الإلكتروني، ولتعميق مفاهيم التميز والابداع من خلال تبني معايير التميز في تطبيق التعلم الإلكتروني وتحقيق تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية الجامعية لتحسين مخرجات العملية التعليمية. انطلقت فكرة جائزة التميز في التعلم الإلكتروني الجامعي للنهوض بمستوى التعلم في المملكة العربية السعودية، ليواكب التقدم العالمي في مجال التعلم الإلكتروني. و ليكون لنا مقعدا متقدما في علم تقاس به نهضة الأمم.