افتتح مساء الاحد الماضي في باريس برعاية السفارة اليمنية معرض خاص باليمن ضم صورا ولوحات وحلى يمنية وكتبا وعروض افلام على سفينة "اناكو" الراسية في قناة سان مارتان على نهر السين والتي تستضيف انشطة ثقافية خاصة بالثقافات النادرة والتي يعتبر بعضها مهددا. ومن الفنانين اليمنيين المشاركين بلوحات وصور في المعرض الذي يستمر لغاية 25 آذار/مارس آسيا الاشربي التي كانت حاضرة في الافتتاح الى جانب السفير اليميني خالد اسماعيل الاكوع، وفاطمة باعظيم وناصر الاسودي ونصيب رحمان واميرة الشريف. كما ضم المعرض اعمالا لاوروبيين مثل باسكال ماريشو ولييجا نيروفا وايغور ديبلوتزكي. ويسلط عدد كبير من الصور الضوء على الهندسة المعمارية المميزة في اليمن التي تضم ثلاث مدن (شيبام ومدينة صنعاء ومدينة زبيد الاثرية/ صنفت ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو . ومن ضمن الانشطة التي تشملها التظاهرة يقدم كل من باسكال وماريا ماريشو اللذين يكنان حبا كبيرا لهذا البلد ولعمارته عرضا عن الهندسة المعمارية في اليمن يشمل جزءا من الصور التي التقطوها للعمارة اليمنية وهي صور تحولت الى وثائق اليوم. وباستثناء الفن المعماري فان الصور المعروضة اهتمت بالمناظر الطبيعية في اليمن والزراعات في الجبال التي حولت الى شرفات واستصلحت للزراعة بينما قدمت آسيا الاشربي المراة اليمنية. وفي اطار الانشطة تقدم اليمنية خديجة السلامي بعض افلامها الوثائقية التي تتعلق بجوانب الحياة في اليمن ومنها شريط "النساء والديمقراطية في اليمن" الذي يصور تجربة شابة خاضت الانتخابات التشريعية في اليمن عام 2003. ويعرض الشريط مساء 28 آذار/مارس. وتتضمن الانشطة ايضا عددا من المحاضرات بينها محاضرة للباحث الفرنسي كريستيان روبان مساء الثلاثاء حول "ابطال اليمن القدامى- الرجل البرونزي" الموجود في متحف صنعاء والذي عثر عليه في سبأ ويعود الى ما قبل ثلاثة آلاف عام. ويعقب المحاضرة تقديم شريط "الرجل البرونزي" التسجيلي الذي انجزته خديجة السلامي وصور رحلة هذا التمثال من اليمن الى باريس حيث تم ترميمه وازالة غبار السنين عنه قبل ان يستقر في متحف صنعاء. اما المحاضر آلان سانت هيلير فيقدم رؤيته لليمن ويعرض اثنين من افلامه عن هذا البلد آخرهما انجزه عام 2005. ويعرض يوم السبت 21 آذار/مارس فيلم سانت هيلير الذي زار اليمن اول مرة عام 1972 ثم زاره عام 1973 حيث مكث 9 اشهر جاب خلالها اليمن على قدميه لقلة وجود الطرق الاسفلتية وصور فيلما تحول اليوم الى وثيقة اتنولوجية تنقل حياة اليمنيين وتقاليدهم في تلك الفترة في اليمن الشمالي وحيث كان اليمن يلملم ذيول حربه الاهلية وفي زمن كان القليل من الاوروبيين يغامرون فيه بالذهاب الى هناك. اما في 29 آذار/مارس فيقدم سانت هيلير فيلمه "اليمن ثلاثون عاما من بعد" والذي يعود فيه الى ارشيفه حول اليمن بالمقارنة مع الحياة اليوم في هذا البلد حيث بات الشباب يتكلمون اللغات المختلفة وحيث يدخل اليمن في الحداثة على ايقاعه الخاص. وكان سانت هيلير شارك بالصور في الكتاب الذي وضعه جاك لامبير الذي كان مدير تصوير فيلمه في اليمن وتضمن الكتاب قصة الرحلة الطويلة التي قاما بها لتصوير الفيلم وكل المصادفات والغرائب والطرائف التي اعترضت طريقهما. ويتم مساء الخميس 26 آذار/مارس عرض عدد من الحلقات التلفزيوينة الخاصة التي انجزها التلفزيون الفرنسي عن اليمن في برامج معروفة مثل "لا يجب ان تحلم" او "جذور واجنحة" و "اوشويا" وكلها تنقل صورا رائعة لبلد القات والبخور ودروب العبور على حافة الصحراء الى اماكن مثل شيبام وجزيرة سوقطرة التي يبعث مجرد اسمها على الحلم.