قال محللون إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت بالتنحي يجعل الهدف البعيد للولايات المتحدة بالتوصل لاتفاق سلام شامل بين اسرائيل والفلسطينيين هذا العام اكثر بعدا . لكنه قد يوفر مساحة اكبر للتفاوض من أجل اتفاق جزئي او ربما وثيقة تدل على أي تقدم ربما يكون قد أحرزه اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وفريقا التفاوض التابعان لهما . وقال ارون ديفيد ميلر المفاوض الأمريكي السابق " هل يستطيع أولمرت الوصول الى اتفاق غير مكتمل مع عباس يمكن أن يدفع الكرة لمسافة أبعد مما وصلت اليه؟ ربما .هل يستطيع التوصل الى اتفاق مقنع او قابل للتطبيق ويغير الوضع على الأرض من الأساس؟ بالتأكيد ." وأضاف ميلر مؤلف كتاب " الأرض الموعودة اكثر من اللازم ...بحث امريكا بعيد المنال عن السلام العربي الاسرائيلي ." اولمرت الذي تطارده فضائح فساد أوقع السياسة الإسرائيلية ومحادثات السلام في الشرق الأوسط في حالة من الفوضى يوم الأربعاء عندما أعلن أنه سيتنحى بعد انتخابات تجري في 17 سبتمبر ايلول داخل حزب كديما الذي يتزعمه لاختيار زعيم جديد . وقد يستغرق خليفته عدة اشهر حتى يشكل ائتلافا جديدا مما سيترك اولمرت ليلعب دور القائم بأعمال رئيس الوزراء ربما حتى العام القادم . ومما يزيد الشكوك السياسية تعقيدا دعوة زعيم حزب ليكود اليميني بنيامين نتنياهو يوم الخميس الى إجراء انتخابات مبكرة مما قد يؤدي الى تشكيل حكومة معارضة لتوقيع اتفاق سلام . وقدم غيث العمري مدير إدارة الدفاع بجماعة فريق العمل الخاصة بفلسطين ومقرها واشنطن تقييما متشائما يعكس الشكوك الكبيرة التي جلبها قرار اولمرت . وقال العمري الذي كان عضوا في فريق التفاوض الفلسطيني خلال جهود تحقيق السلام التي دعمتها الولاياتالمتحدة في كامب ديفيد عام " 2000 في رأيي يؤكد هذا حقيقة أنه لن يكون هناك اتفاق ينهي الصراع بحلول نهاية هذا العام ." وأضاف العمري أنه لا يعتقد أن اولمرت يتمتع بالسلطة المعنوية للتفاوض من أجل التوصل لاتفاق وقال إن كبيرة مفاوضيه وخليفته المحتملة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لن تستطيع تقديم تنازلات وسط الأحداث السياسية المتتابعة . وتابع قائلا " ليفني لن تدخل موسم الانتخابات رافعة شعار ( تقسيم القدس ) .إنها لا تستطيع تقديم التنازلات اللازمة ." وقال " سندخل في نمط متجمد فيما يتعلق بالمفاوضات .أعتقد أن من المستحيل سياسيا التوصل الى اتفاق بحلول نهاية العام ." ونظم أربعة وزراء من حزب كديما بينهم ليفني ووزير النقل شاؤول موفاز حملات ليحلوا محل اولمرت في انتخابات 17 سبتمبر .وأظهرت استطلاعات للرأي تقدم ليفني داخل كديما .