أكد الدكتور محمد درويش سلامة في كلمته أمس في حفل تدشين ملتقى التفكير الأول والذي تحتضنه جدة تحت شعار "التفكير.. رؤى وتجارب" بفندق جدة هيلتون بأن هذا الملتقى الأول من نوعه يسعى لنشر ثقافة التفكير في تعزيز الأمن الفكري إلى جانب التعرف على واقع الاهتمام العالمي بمهارات التفكير والتحديات واستشراف آفاق المستقبل، واستطرد موضحاً بأن الملتقى يتناول المفاهيم والنظريات الحديثة في مجال التفكير وأثرها في تطوير الفرد والمجتمع، إلى جانب تطبيق التفكير في القطاع الخاص وأثره في تطوير أدوات العمل ورفع إنتاجية المؤسسات والشركات، موضحاً بأن الملتقى يستعرض التجارب المتميزة في مجال توظيف التفكير وبرامجه. وأشار الأمين العام للملتقى إلى أن الملتقى والذي يقام تحت إشراف المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وتنظمه مجموعة الإبداع الإداري يتميز باستعراض برامج التفكير العالمية دراسة مقارنة لاسيما في المجالات التعليمية والإدارية والحياة العملية والعلمية، مبيناً بأن الملتقى يتناول دور المجتمع في رعاية التفكير والإبداع وأهمية تعلم التفكير وتطبيق أدواته وبرامجه في القطاع الخاص، وتقديم تجارب وأفكار ومقترحات لتطوير العمل في المؤسسات الخاصة من خلال تطبيق أدوات وبرامج التفكير. وأوضح بأن هذا الملتقى يجمع عدد من خبراء التفكير العالميين، وتظهر أهميته بعد أن تعالت العديد من الأصوات المحلية والعالمية بضرورة الاهتمام بالتفكير وتطوير أدواته ومهاراته، مؤكداً بأن المشاركين يتناولون في هذا الملتقى العديد من المفاهيم الحديثة في التفكير من أبرزها آليات تنمية ثقافة التفكير والتعليم المبني على التفكير والمغامرة الإبداعية في التفكير والدراما، والتفكير المتجول وأثر الانفعالات النفسية على التفكير، والذكاء والتفكير العملي، وحاجة الأمن الفكري لتعليم التفكير، مشيراً إلى أن الملتقى يستعرض النظرية الابتكارية لحل المشكلات بطرق إبداعية، والتفكير الأمثل، والتفكير بين العقل والقلب. وأضاف د. سلامة بأن حاجة الأفراد والمجتمعات والمؤسسات لتطوير برامج معينة في التفكير وفق رؤية علمية واضحة،مبيناً بأن هذا الملتقى يسعى لتقديم محتوى معرفي نظري وتطبيقي ويتبني برامج مستحدثة تسهم في توظيف التفكير ومهاراته ونشر ثقافته على مستوى الأفراد والمجتمعات والمنظمات. وبين بأن الارتقاء بمستوى الفكر والمعرفة على مستوى عالمنا العربي والإسلامي هي هدف هذه الملتقيات، مشيراً إلى أن هذا الملتقى يأتي بعد النجاحات المتتالية لمثل هذه الملتقيات شاكراً كل من ساهم في إنجاح هذه الفعاليات. من جهته دعا مشرف عام مدارس دار الهدى الحديثة للبنات الراعي الرئيسي للملتقى الأستاذ إبراهيم عبدالله الدغيثر لتطوير العملية التربوية والتعليمية من خلال نموذج التعليم الإبداعي أو ما يعرف بتعليم التفكير، مشيراً إلى أن هذه النقلة المهمة في التعليم على المستوى العالمي عامة و الوطن العربي خاصة يمكن العمل بها في حال تم تطوير منظومة العلاقات الإدارية والفنية والإجرائية بين جميع الأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية والتربوية لاسيما إذا كان ذلك على مستوى المدرسة كوحدة تطوير أساسية في المجتمع. وأكد في كلمته التي ألقاها في الحفل بأن التفكير الخلاق يلعب دوراً أساسياً في نجاح الأفراد في التحصيل العلمي والعملي وكافة مناحي الحياة، لاسيما أن خبراء التربية يؤكدون على تفوق من يمتلكون هذه المهارة مقارنة بغيرهم نتاج تفكيرهم الذي بموجبه يتحدد مدى نجاحهم في اختيار الأفضل. وأوضح الدغيثر بأن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد على أهمية تعلم مهارات التفكير والتي تعد هدفاً مهماً للعملية التربوية، مشيراً إلى أن المناهج الدراسية والمدارس في العديد من الدول المتقدمة تفعل كل ما تستطيعه من أجل توفير فرص التفكير الخلاق لطلابها ومنسوبيها، مؤكداً بأن التربويون يعتبرون بأن مهمة تطوير قدرات الطلاب والطالبات على التفكير يعد هدفاً تربوياً في مقدمة الأوليات الأساسية للعملية التعليمية والتربوية. وأكد على أهمية الاستفادة من الاستراتيجيات المتبعة على المستوى العالمي في مجال تعليم التفكير والتي سيستعرضها المنتدى الذي يحظى بمشاركة خبراء عالميين، مؤكداً أن غالبية العاملين في الحقل التربوي على قناعة كافية بأهمية تنمية مهارات التفكير لدى الأبناء وأن مهمة المدرسة ليست حشو العقول بالمعلومات بقدر ما يتطلب الأمر الحث على تفعيل التفكير والإبداع. وشاهد الحضور عرضا مرئياً، وفي ختام الحفل تم تكريم الرعاة والمشاركين في الملتقى الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة. يشار إلى أن ملتقى التفكير الأول يستمر لمدة خمسة أيام متتالية ويشارك فيه عدد من الخبراء الأجانب من أوروبا وأمريكا إلى جانب مجموعة من المتحدثين السعوديين والخليجيين والعرب حيث يعملون على الإسهام في بلورة رؤية علمية مشتركة حول التفكير ومهاراته وبرامجه، وذلك من خلال عرض أحدث النظريات والبرامج في مجال التفكير من قِبل مجموعة علماء متخصصين وباحثين في التفكير وطرقه ووسائل تنميته.