لقد قدمنا في المقال السابق تعريفا للعرضة الجنوبية وكما وعدناكم سنحاول ان نتطرق لبعض الالوان الأخرى كمحاولة منا أن نقدم التعريف المباشر والبسيط ليصل لأكبر عدد ممكن من عشاق الموروث الشعبي. وتعتبر هذه الالوان متشابهة رغم وجود بعض الاختلافات التي لا تغربها عن بعضها : اللعب الجنوبي ( الهرموج ): يتكون من صفين يقومان بالأداء الحركي والذي يؤدى بدون دوران وهو اقل من العرضة حركيا مع وجود الزير والشعراء بالاضافة الى التصفيق بالكفوف عند قرب الانتهاء من الملالاة بالقصيدة، و يعتبر ايقاعه الاسرع في المورث الجنوبي. ويؤدى غالبا بعد الانتهاء من العرضة من بعد صلاة العشاء وداخل الاماكن المغلقة، وقصائد اللعب اقل في ابياتها من قصائد العرضة. المسحباني ( الخطوة ): ذات ايقاعات بطيئة وتعتمد على حركة الخطوات من نقطة الوقوف الى الامام ثم العودة .. وكما هي الفنون الجنوبية تكون بمصاحبة الزير والدفوف وقصائدها اقصر من قصائد اللعب .. وغالبا تؤدى بعد الانتهاء من اللعب في بعض المناطق . المجالسي: يسمى هذا النوع بالمجالسي لأنه يؤدى في المجالس التي يتجمع فيها الحضور في المناسبات والجميع في حالة جلوس وكذلك يؤدى بدون أي حركة سوى ترديد آخر بيت في كل قصيدة من الحضور ، والمجالسي ليس له وقت محدد. كما له عدة مسميات أخرى مثل الوسيلة – النشيد أو العزاوي .. ويعتمد مضمون قصائد المجالسي غالبا على الحكم والمدح والامثال وكذلك التوسل الى الله سبحانه وتعالى وغيرها من الأغراض الانسانية والاجتماعية وتختلف قصائده ما بين القصيرة والطويلة ، وهي عباره عن بدع ورد . السامر ( القلطة ): وهذا اللون يؤدى في البادية من قبائل الجنوب ويقوم على المقومات الاساسية للقلطة ويعتمد على صفين والشعراء وبدون زير .... واعتقد ان العرضة اثرت سلبيا على هذا اللون . القزوعي: وهذا اللون تشتهر به قبائل قحطان ووادعة ويتكون مما يسمى بالدوارة وهو عمل دائرة غالباً ما يكون الشاعر في وسط الدائرة أو في وسط الملعبة والذين يقومون بأدائه يسمون اللعابة. والرازف ويتكون صفين متقابلين على خط مستقيم ثم يبدأون باللعب او القاف وهو مثل الرازف تماماً، وهناك نوع آخر يسمى باليامي وتؤديه قبيلة يام وهو يختلف اختلافًا بسيطًا عن القزوعي وله نفس الايقاعات والحركات التي غالبا ما تكون قريبة من القزوعي. والقزوعي من العرضات الحماسية حيث انه لون يثير الحماسة، هناك محاورات تحدث في القزوعي منها الثنائية بين شاعرين، ومنها الرباعية. طرق الجبل ( اللبيني ): بما ان المنطقة الجنوبية كانت تعتمد على الرعي والزراعة والحداة والأعمال اليدوية فقد كان يؤدى هذا اللون اثناء تأدية هذا المهام ومقوماته الاساسية هي القصيدة والأداء الفردي ، كما تختلف القصائد فيه عن الالوان الاخرى ولها طريقة مخصصة في تأديتها ، وفي الوقت الحالي قلة هم من يجيدون هذا اللون. ومن يستمع إليه لا يملك إلا أن يستمع إليه بإنصات تام لما يجد فيه من متعة .. وفي الختام فإن الموروث الجنوبي له مقومات اساسية واداء حركي مميز مما يشكل عامل جذب للمشاهدين، كما يعتمد على العمل الجماعي المتناسق وتوزيع الادوار بين الحضور ... وإلى الملتقى. [email protected]