التعريف الأكثر شمولية في الفقه الحديث لعقد العمل أنه عقد يلتزم بمقتضاه العامل بالعمل لصالح صاحب العمل أو المستخدم تحت إشرافه وتوجيهه مقابل أجر محدد، ولمدة محددة أو غير محددة"، حيث ألم هذا التعريف بالعناصر الأربعة لهذا العقد والمتمثلة في: العمل، الأجر، التبعية و المدة. العمل : وهو محل التزام العامل وسبب التزام صاحب العمل، وهو النشاط الإنساني المبذول في أحد مجالات العمل، وبهذا يمكن تعريف العمل كالتالي :" هو ذلك النشاط الفكري أو البدني أو الفني، ينجزه العامل بصفة شخصية استنادا لتوجيهات وأوامر صاحب العمل". الأجر : هو المقدار المالي الذي يتقاضاه العامل مقابل قيامه بالمهام المنسوبة إليه. التبعية : وتتمثل في سلطة الرقابة، الإشراف والتوجيه للعامل من أجل أداء ملائم، ويلتزم العامل بالطاعة لهذه التعليمات التي يصدرها صاحب العمل. المدة : تحدد في عقد العمل برضا من العامل وصاحب العمل. أربعة عناصر مكونة لعقد العمل ليس من بينها مكان توقيع العقد بين الطرفين (صاحب العمل والعامل) . متى ما كان العقد مستوفي الشروط وتم التوقيع عليه في أي مكان فهو ملزم للطرفين طوال مدة سريانه. عقد العمل مكتمل الأركان بهذه الصورة الصحيحة ينطبق على جميع العاملين في كل مجالات العمل , ونشاط كرة القدم واحد منها, في كل أنحاء العالم تتعاقد أندية كرة القدم مع اللاعبين ثم تدفع بالعقد لاتحاد الكرة الوطني باعتباره الجهة المنوط بها إدارة شؤون الكرة واعتماد العقودات بعد اكتمال عناصرها كافة . إلا اتحاد الكرة السوداني يشترط أن يتم توقيع العقد بين النادي واللاعب داخل مبنى الاتحاد وبحضور مندوبه , وهذا الإجراء مخالف لأنظمة الفيفا التي تحترم العقود وتشدد عليها , والاتحاد السوداني تابع لمنظومة الفيفا ويجب أن تكون لائحته الداخلية موافقة لنظام الفيفا وموافق عليه من قبلها . قضية لاعب الهلال بكري عبد القادر الشهير ببكري المدينة وضعت الاتحاد في المحك .. حيث قام اللاعب بتوقيع عقد مع ناديه الهلال وقبض المقدم وكان ذلك بمنزل رئيس النادي , وفي اليوم التالي ذهب لمكاتب الاتحاد بصحبة مندوب نادي المريخ ووقع عقدا معه أمام مندوب الاتحاد . فاعتمد الاتحاد عقد المريخ الموقع داخل مبناه واعتبر عقد الهلال غير ملزم لان التوقيع عليه تم خارج مبنى الاتحاد. المريخ كان على علم بعقد اللاعب مع الهلال لكنه استغل هذه الثغرة في لوائح الاتحاد .. وكذلك اللاعب .. ولكن الهلال اعلن على لسان أمينه العام أنهم سيصعدون بشكواهم إلى المحكمة الرياضية بلوزان السويسرية .. والتي لن تعترف بشرط الاتحاد السوداني لتوقيع العقود داخل مبناه وإنما ستنظر وتعترف فقط بالعقد الموقع أولاً .. وهو العقد الذي وقعه اللاعب مع الهلال . وستطال العقوبات اللاعب بكري المدينة ونادي المريخ والاتحاد نفسه. فكيف سيتصرف الاتحاد السوداني الذي وجد نفسه في ورطة ما كانت في الحسبان ؟.. الهلال سبق له أن وصل إلى أضابير المحكمة الرياضية بلوزان في قضية رئيسه الأمين البرير ضد الحكم الجزائري جمال الحيمودي وكسبها. للتواصل