اعلنت حكومة الكاميرون ان جيشها قتل "اكثر من مئة" مقاتل ينتمون الى جماعة بوكو حرام الارهابية خلال محاولة تسلل للمتمردين الى الاراضي الكاميرونية، بينما نزح الاف من سكان نيجيريا امام تقدم الحركة. وقال المتحدث باسم الحكومة عيسى تشيروما بكاري في بيان ان الجيش الكاميروني الحق "هزيمة كبرى" ببوكو حرام عبر قتله "اكثر من مئة" من مقاتليها في شمال الكاميرون. واضاف البيان انه انطلقت قذيفتان من جانب جماعة بوكو حرام الارهابية على قرية فوتوكول داخل الاراضي الكاميرونية في منطقة اقصى الشمال والمحاذية تماما لمدينة غمبورو الواقعة في الاراضي النيجيرية". وتابع "لم يسجل سقوط اي ضحية في الجانب الكاميروني اثر هذا الهجوم". واورد البيان ايضا ان "حصيلة الرد الكاميروني هي اكثر من مئة قتيل في صفوف المعتدين، بينهم شخصان ينتميان الى الطوارق تم التعرف اليهما بوضوح". واكد ان "قوة الرد الكاميروني على هذا الهجوم اجبرت ارهابيي بوكو حرام على التراجع لمسافة سبعة كلم من مدينة غمبورو الحدودية داخل اراضي نيجيريا". ولا يفصل سوى جسر بين فوتوكول الكاميرونية وغمبورو نغالا النيجيرية التي سيطر عليها المقاتلون الاسلاميون في 28 اب/اغسطس بعد معارك استمرت عدة ايام مع قوات الامن النيجيرية. ومنذ يومين، فر الاف من سكان مدينة موبي (شمال شرق نيجيريا) ينما استولت بوكو حرام على عدة بلدات في المنطقة، حسبما اعلن سكان محليون .وياتي النزوح بعد فشل الجيش في استعادة السيطرة على مادغالي من مقاتلي بوكو حرام الشهر الماضي مما ارغم الجنود على التراجع اولا الى غولاك ثم الى موبي، بحسب السكان. وسبق ان تعرضت موبي وهي مركز تجاري مهم في الولاية لهجمات نسبت الى الحركة في حزيران/يونيو واوقعت 40 قتيلا، وقبل ذلك في تشرين الاول/اكتوبر 2012 عندما قتل 40 طالبا على الاقل في هجوم على سكن للطلاب. وتسعى بوكو حرام الارهابية لنشر العنف وتقسيم البلاد تحت ذرائع اقامة الخلافة في شمال شرق نيجيريا. ومنذ بدء تمردها في 2009 الذي اوقع اكثر من عشرة الاف قتيل بحسب السلطات و700 الف نازح، ازدادت قوة الحركة وباتت تواجه الجيش في معارك مباشرة. ويبدو ان الحركة انتقلت الى هذه المرحلة في الاشهر الاخيرة اذ تحولت من النشاط الميليشيوي بشمال شرق البلاد مع هجمات انتحارية في المدن الكبرى الى اسلوب الاستيلاء على الاراضي. وحقق مقاتلو الحركة تقدما ملفتا منذ بضعة اسابيع اذ الحقوا سلسلة من الانتكاسات بالجيش النيجيري واستولوا على العديد من البلدات حيث ارتكبوا مجازر وفظائع وتعديات بحق السكان. وبعد سقوط مدينة باما الاستراتيجية في الثاني من ايلول/سبتمبر، بات الاسلاميون يهددون بالاستيلاء على مايدوغوري كبرى مدن ولاية بورنو (شمال شرق) ولو ان الجيش لا يزال ينفى تخليه عن المدينة امام تقدم الارهابيين. ويفر السكان بشكل حاشد. فقد وصل قرابة عشرة الاف شخص الى النجير المجاوروة خلال اب/اغسطس وحده مما يرفع عدد اللاجئين الى هذا البلد الى ثمانين الفا، بحسب الاممالمتحدة. ودعت نيجيريا والدول المجاورة لها الاسرة الدولية الاسبوع الماضي الى مساعدتها من اجل وقف المساعدات بالعتاد والاموال التي تصل الى بوكو حرام والتي تتمتع باسلحة تتفوق على ما يملكه جيش نيجيريا، بحسب شهادة الجنود.